«عبدالناصر تلميذ أمام سيد قطب، مجلس قيادة الثورة كانت ركبه بتخبط فى بعض قدام سيد قطب»، هو إزاى وحيد حامد يرتكب كم هذه الأخطاء، خالد محى الدين لم يذكر شيئا فى مذكراته عن انضمام جمال عبدالناصر لجماعة الإخوان فى بداية حياته، النحاس لم يقبل يد الملك».. حالة من التشنج السياسى والعصبى أصابت كل الاتجاهات والتيارات السياسية مع عرض الحلقات الأولى لمسلسل الجماعة 2 خصوصا الناصريين الذين رأوا أن هناك تجنيا كبيرا على الزعيم جمال عبدالناصر، وأنه لم يكن له علاقة من قريب أو بعيد بجماعة الإخوان، وأن ناصر الزعيم لا يجب أن يتم انتقاده أو ذكر أى شىء سلبى عن تاريخه.. فهو مقدس لا يختلف الناصريون فى إدارتهم للمعركة ودفاعهم وغيرهم من التيارات السياسية عن «فكر الدوجما» فى شىء، «بالمناسبة أنا محبة ومؤمنة بتجربة ناصر، وأراه من أهم زعماء المنطقة، ودوره الوطنى لا يقبل الشك والمزايدة بعيدا عن تقديس الناصريين وتجارة البعض باسم الزعيم»، وبعيدا عن الحرب الضروس التى يشنها الناصريون وغيرهم، أطرح بعضا من التساؤلات، أولها هل التاريخ الذى كان يدرى ولا يزال هو تاريخ مصر الحقيقى؟ هل ينقل التاريخ للأجيال المختلفة بكل أمانة أم أنه يكتب من وجهة نظر من يجلس على كرسى الحكم أو يمسك بزمام الأمور؟
عبد الناصر
عبدالناصر الوطنى الذى كان يبحث عن الخلاص لوطنه، خصوصا أن الحوار فى العمل يؤكد ذلك طوال الوقت، حيث يأتى على لسان ناصر فى أكثر من مرة: «أن الوطن أهم» وأن الجماعة تبحث عن مصلحة التنظيم، وأعتقد أنه كان من الطبيعى وناصر شاب فى مقتبل حياته جاء من الصعيد يملك الكثير من الإرث عن الظلم والمعاناة، أن يبحث عن العدل والخلاص عند كل التيارات الصحفية ولا يدينه أو يعيبه فى شىء أنه كان على علاقة بحسن البنا، أو أن يكون صديقا لسيد قطب وعبدالمنعم عبدالرؤوف، أو أنه تواصل مع اليسار بكل اتجاهاته وتياراته، وليست جريمة بأى حال من الأحوال أن يطلب عون جماعة الإخوان فى ثورة يوليو، لأنه وبذكائه، كان يدرك ويعى جيدا حجم وجودهم فى الشارع وتأثيرهم السياسى؟
سيد قطب
وأعتقد أن التاريخ ذكر أيضا أن ناصر كافأ الإخوان بشكل أو بآخر على تأييدهم لثورة 23 يوليو، حيث إن قانون حل الأحزاب الذى صدر وقتها لم يشملهم، وأنه عند تشكيل الحكومة الأولى بعد الثورة كان فيها وزيران من الإخوان منهم الشيخ الباقورى، وهل ينكر الناصريون مثلا أن ناصر استعان بالإخوانى حسن عشماوى لإخفاء أسلحة فى عزبة والده؟
ناصر والهضيبى
هى تساؤلات نطرحها ونحاول أن نقيم نقاشا حولها، لأن الروايات كثيرة وعليها اتفاقات واختلافات، والدراما أبدا لم تكن فى يوم من الأيام مرجعا للتاريخ، وإلا كان «صلاح الدين» الذى قدمه يوسف شاهين فى فيلم سينمائى هو الحقيقة بعينها مثلا، رغم أن المسافة كبيرة بين البطل المثالى والنورانى الذى قدمه شاهين وصلاح الدين الذى ذكره التاريخ بماله وما عليه.
ولا أكتب دفاعا عن الجماعة وما جاء فى المسلسل أو انتصارا لوجهة نظر العمل، لأنه ببساطة من حق الناصريين وغيرهم أن يردوا بعمل فنى مماثل، ولكن عن حقنا فى المعرفة وإقامة نقاش صحى حول وقائع تاريخية كان هناك تعمد لطمسها.
عبدالناصر الوطنى الذى كان يبحث عن الخلاص لوطنه، خصوصا أن الحوار فى العمل يؤكد ذلك طوال الوقت، حيث يأتى على لسان ناصر فى أكثر من مرة: «أن الوطن أهم» وأن الجماعة تبحث عن مصلحة التنظيم، وأعتقد أنه كان من الطبيعى وناصر شاب فى مقتبل حياته جاء من الصعيد يملك الكثير من الإرث عن الظلم والمعاناة، أن يبحث عن العدل والخلاص عند كل التيارات الصحفية ولا يدينه أو يعيبه فى شىء أنه كان على علاقة بحسن البنا، أو أن يكون صديقا لسيد قطب وعبدالمنعم عبدالرؤوف، أو أنه تواصل مع اليسار بكل اتجاهاته وتياراته، وليست جريمة بأى حال من الأحوال أن يطلب عون جماعة الإخوان فى ثورة يوليو، لأنه وبذكائه، كان يدرك ويعى جيدا حجم وجودهم فى الشارع وتأثيرهم السياسى؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة