ساعات قليلة ويدلى مدير "إف بى أى" السابق جيمس كومى بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكى، فيما يتعلق بالتحقيقات الخاصة بالتدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتى يمكن أن تتحول، كما تقول صحيفة واشنطن بوست، إلى أسئلة لكومى عما إذا كان ترامب قد حاول عرقلة سير العدالة.
وكشفت الصحف الأمريكية عن أجزاء من شهادة كومى التى وصفتها مجلة تايم بأنها تمثل الاختبار الأصعب لرئاسة ترامب، وفيها قال مدير الإف بى أى الذى تسببت إقالته فى جدل كبير لا تزال أصدائه مستمرة إلى اليوم، إن الرئيس ترامب قال له فى البيت الأبيض خلال اجتماع خاص على العشاء بينهما فى يناير الماضى "أحتاج الولاء، وأتوقع الولاء".
وفى الشهادة التى وردت فى سبع صفحات ونشرتها لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ على موقعها الإلكترونى، وصف كومى ترامب بأنه رئيسًا مولعًا بالولاء وتبرئة اسمه علنا فى ظل تحقيق الإف بى أى مع مساعديه، وعدم ارتياح مدير الإف بى أى لطبيعة الطلبات التى تطلب منه فى محادثاته الخاصة مع ترامب.
ومنذ إقالته لكومى الشهر الماضى، نفى ترامب التقارير التى قالت إنه سعى لتعهد بالولاء من مدير الإف بى أى فى خضم التحقيق الذى تجريه وزارة العدل الأمريكية عن وجود تنسيق محتمل بين مساعدى ترامب والعملاء الروس، وتدعم تعليقات كومى المكتوبة زعم آخر لترامب، بأن مدير الإف بى أى قد طمأن الرئيس مرارا بأنه ليس محل تحقيق بشكل شخصى.
لكن صحيفة واشنطن بوست تقول إن شهادة كومى تقدم بشكل عام صورة لترامب كرئيس تنفيذى مستبد جعل مدير الإف بى أى غير مرتاح للغاية خلال تسع محادثات خاصة منفصلة بينهما بدءا من الاجتماع الأول فى بداية يناير قبل تنصيب ترامب رئيسًا. وفى تلك المحادثة، حذر كومى الرئيس المنتخب من ملف يتم تداوله يحتوى على إدعاءات لا أساس لها ضده وضد مستشاريه.
ورجحت الصحيفة أن تشعل تفاصيل المحادثات التى تحدث عنها كومى مزيدا من النقاش حول ما إذا كان الرئيس قد حاول عرقلة سير العدالة بالضغط على مدير "الإف بى أى" فى تحقيق حساس.
وتأتى شهادة كومى فى أعقاب الكشف عن أن ترامب طلب من اثنين من رؤساء أجهزة الاستخبارات التدخل لدى كومى للتراجع عن التركيز فى صلة مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين بروسيا، وفى شهادة أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، نفى هذان المسئولان وهما مدير الاستخبارات الوطنية دانيال كواتس ومدير وكالة الأمن القومى مايكل روجرز الحديث عن المحادثات الخاصة مع الرئيس، وقالا إنهما لم يشعرا أبدا بضغط لفعل أى شىء غير مناسب.
ومن جانبها، قالت مجلة نيوزويك إن كومى فى شهادته لم يثر أبدا مخاوف من الرئيس ترامب قبل أن يتم إقالته، فوفقا لرواية كومى على الأقل، قال لقيادة مكتب لتحقيقات الفيدرالية إنه يخشى من أن الرئيس كان يحاول التأثير على تحقيقات صلة حملته بروسيا، إلا أن الجمهوريين حاولوا التشكيك فى مصداقية كومى، وربما كان هناك أدلة على أنها يمكن أن تنجح، حيث أعرب أغلبية من الأمريكيين فى استطلاع أجرته واشنطن بوست إيه بى سى نيوز ، وتم الكشف عن نتائجه أمس الأربعاء عن عدم ثقتهم أو ثقة ضئيلة فى كومى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة