دندراوى الهوارى

السيسى لم يتسَلّم سويسرا.. تسلمها خرابة من الثوار والإخوان وخسائر 100 مليار دولار!

السبت، 01 يوليو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعيدا عن المزايدات، وطنطنة الكلمات، تعالوا نناقش قضية الإصلاح الاقتصادى بالعقل والمنطق، بعيدا عن لطم الخدود وسرادق العزاء الذى يقيمه النشطاء وأدعياء الثورية ونخب العار، أو حوائط المبكى التى شيدها جماعة الإخوان الإرهابية فى رابعة العدوية والنهضة وتركيا وقطر، ونوستالجيا أبناء مبارك الذين يعيشون على أنقاض الماضى.
 
أولا الرئيس السيسى تسلَّم البلاد، وأوضاعها الاقتصادية والأمنية والسياسية تشبه الصومال بالضبط، انهيار الاحتياطى النقدى ووصوله إلى 12 مليار دولار، وانهيار فى قطاع الكهرباء واختفاء الوقود من بنزين وسولار، وانهيار أمنى وفوضى عارمة لا مثيل لها، ومظاهرات ومسيرات وقتل وإشعال حرائق، وقطع طرق، وتعطيل المواصلات، وانتشار للإرهاب، وهروب للاستثمار والمستثمرين، وتفشٍ لمرض فيروس (سى)، بجانب المخاطر الخارجية التى تهدد الوطن من بناء سد النهضة، إلى انتهاك صارخ للحدود، وعبث أمنى فى سيناء، حيث تحولت إلى إمارة للإرهابيين، وتقزم دور مصر السياسى والدبلوماسى، لصالح قطر وتركيا.
 
وبدأ الرجل، فى تدشين خطط (فرمطة) الوطن، فى كل القطاعات، وإعادة هيكلة وتأهيل المؤسسات الرسمية، لإعادة بسط الأمن والأمان والاستقرار، وتطوير وتحديث البنية التحتية، فقضى خلال أشهر على مشكلة الكهرباء، والبنزين والسولار، ووضَع مشروعًا عظيم الإنسانية، بالقضاء على الفيروسات التى تنهش أكباد العباد، وتحول المشروع إلى مثال عالمى يحتذى به، وواجه مافيا الفساد ومعتصبى أملاك الدولة، وأغلق حنفيات المكاسب الضخمة لرجال الأعمال، ودشن مشروعات إنقاذ سكان العشوائيات، وقضى على طوابير العيش، وتمكن من إنشاء مئات المشروعات التنموية الضخمة على كل شبر فى القرى والنجوع والمحافظات المختلفة، وخلال الأيام المقبلة، سيفتتح السيسى بمناسبة مرور 1095 يوما على حكمه، عشرات المشروعات الكبرى.
 
السيسى- وبشجاعة نادرة، لا تجد لها مثيلا سوى فى كتب الأساطير- قرر التصدى لكل المشاكل الكبرى، متلقيا كل الرصاص فى صدره، ومضحيا بشعبيته، ونصف ثروته، ونصف راتبه، من أجل إنقاذ وطنه، وإزالة الدمامل والتشوهات القاتلة فى الاقتصاد المصرى، غير مبال بحجم المؤمرات التى تحاك ضده من دول وكيانات وجهات وتنظيمات وجماعات إرهابية وخونة فى الداخل والخارج، ووضع مئات العراقيل لمنع انطلاقة مصر، وتكبيل نهضتها.
 
السيسى تسَلم مصر مريضة تصارع الموت، ونزيف الخسائر والدمار يجرى كالأنهار، ووصل إلى ما يتجاوز 100 مليار دولار، بسبب ثورة يناير، والسنة السوداء التى صعد فيها جماعة الإخوان الإرهابية للحكم.
 
نعم- ومن خلال لغة الأرقام التى لا تكذب ولا تتجمل- نؤكد أن ثورة يناير والإخوان وراء كل النكبات التى نعيشها، ودفع ثمنها الشعب المصرى غاليا، والسؤال: من يسدد فاتورة خسائر ثورة يناير، التى تجاوزت الـ100 مليار دولار، وحجم الدمار وتهديد الأمن القومى، وعدد الشهداء؟
 
بداية الخسائر، هروب المستثمرين وكان قد بلغ حجم الاستثمار قبل الثورة 37 مليار دولار، وانهار تماما بعد الثورة وتحديدا فى مايو 2011، ليصل إلى «صفر»، ووصلت الخسائر الناجمة من توقف عمل المصانع فى مايو 2011، ما بين 10 إلى 20 مليار جنيه.
 
وانهار الاحتياطى النقدى من 36 مليار دولار فى أول يناير 2011 إلى 15 مليار دولار فى ديسمبر 2012، ثم وصوله إلى حافة الخطر والإفلاس فى عام 2013، وهو العام الأسود الذى حكم فيه المعزول «مرسى»، حيث بلغ 13 مليار دولار فقط، كما تراجع الدخل السياحى بنسبة %80، ووصلت الخسائر اليومية فى هذا القطاع إلى نحو 40 مليون دولار، بعد توقف الرحلات السياحية نهائيا.
 
وبفعل الثورة وما دشنته من انفلات أخلاقى وقانونى، زاد الفساد واستشرى، وأصبحت الرشاوى شيئا عاديا، لدرجة أن هناك إحصائية لأحد المراكز البحثية الاقتصادية، أشارت إلى ارتفاع فاتورة الفساد إلى 40 مليار جنيه سنويا، فى الفترة التى تلت الثورة وحتى عام 2014.
 
كما ارتفعت نسبة البطالة، والفقر بعد الثورة بثلاثة أشهر فقط لتصل إلى %50، منهم %6 معدمين، وبناء على إحصائية رسمية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، عن نسبة المصريين تحت خط الفقر ارتفعت بعد الثورة وحتى عام 2015 إلى %26.3 من نسبة السكان، ما يعنى أن أكثر من ربع المصريين تحت خط الفقر، بالإضافة إلى الزيادة المهولة فى أسعار كل السلع، وهى معاناة كبيرة يعيشها المواطن البسيط فى حياته اليومية، بسبب الثورة «الميمونة».
 
لم تكن الخسائر الاقتصادية، هى الأبرز، ولكن تجاوزت سقف المخاطر، لتصل إلى خسائر بناء سد النهضة، وهو ما يهدد المصريين بالموت عطشا، وزرع سيناء بالإرهابيين لاختطاف أرواح مئات الشباب من أشرف من أنجبت مصر، جنود وضباط الجيش والشرطة.
 
نعم، من يتحمل فاتورة تسديد كل هذه الكوارث، سوى البرادعى وعلاء الأسوانى وممدوح حمزة وحمدين صباحى وخالد على وجورج إسحق، ودواسات تويتر، ومراهقى (فيس بوك) واتحاد ملاك يناير وجماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها والمتعاطفين معها؟
 
وإذا كانت ثورة يناير تسببت فى كل هذه الكوارث، فماذا ستجلب أى ثورة جديدة كالتى تدعو لها الوجوه العكرة ذاتها، والشبيهة (بغرابيب السود)، من كوارث تستعصى على العقول توقعها، وأن القتل والسلب والنهب سيكون على عينك يا تاجر، وستبسط داعش نفوذها وسيطرتها على مقاليد الأمور، وستتحول مصر إلى أسوأ من سوريا بمراحل!
 
مصر تجاوزت %85 من صعوبات الإصلاح الاقتصادى الخطيرة، وتجاوزت أزمات الغلاء، وثمار الخير آتية، ولكن الثمار الحقيقية التى جناها المصريين على يد الرجل الشجاع، أشجع من فى مصر، عبدالفتاح السيسى، تتمثل فى إعادة مصر من الاختطاف، وتثبيت دعائم الدولة، وإعادة الأمن والأمان، والقضاء على الفيروسات التى كانت تنهش فى أكباد العباد، وأعاد هيبة الوطن من جديد، فى المحافل الدولية، واستطاعت مصر أن تنجو من خريف الانهيار العربى، وتضع أقدامها بين الكبار.
 
ياسادة، نار الغلاء، ولا جنة خيم الإيواء، والغرق فى أعالى البحار.
 
نعلم وجع الغلاء، علم اليقين، لكن ما باليد حيلة، وكل الدول بما فيها تركيا وإيران والهند وكوريا، وغيرها من الدول، تجرعت المرار، وعانت الآلام من أجل نهضة شعوبها، فنحن لسنا أقل حبا ووطنية من هؤلاء، لنتحمل ونصبر للعبور ببلادنا إلى بر الأمان.
 
ولك الله يا مصر..






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة