تقول المعلومات المؤكدة إن الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، لن يجدد ندب الدكتور أيمن عبدالهادى، رئيس قطاع العلاقات الثقافية بوزارة الثقافة، وأنه يبحث عن شخص آخر ليحل محله، وأن ذلك سوف يتحقق اليوم أو غدا.
لقد أصبح واضحا للجميع أن الدكتور أيمن عبدالهادى، بعد عام واحد قضاه فى إدارة هذا القطاع المهم، لم يقنع حلمى النمنم بأدائه، ولم يقنع كثيرا من المتابعين لملفات وزارة الثقافة، حتى أنه لم يستطع أن يترك أثرا كبيرا رغم الأحداث المهمة التى وقعت خلال هذا العام، ومنها احتفالات العام الثقافى المصرى الصينى، ومنها أيضا الاحتفال بالأقصر عاصمة الثقافة العربية.
هذان الحدثان بالتحديد على أهميتهما كانتا فرصة عظيمة للدكتور أيمن عبدالهادى للظهور بشكل مميز ومؤثر، لكن يبدوا أنه لم ينتبه لذلك جيدا، وحتى نكون منصفين معه نقول ربما لم تساعده الإمكانات، فالمعروف للجميع أن إمكانات وزارة الثقافة ليست على القدر المطلوب.
المهم أنه خلال هذا العام كان أيمن عبدالهادى يعمل رئيسا للقطاع الأخطر فى وزارة الثقافة، وخطورته تأتى من التوقيت الذى تعيشه مصر، فمقدار العلاقات الخارجية يكشف مدى القدرة على التواصل الخارجى والقدرة على الانتشار اللازم، لكن يبدو أنه لم يكن مدركا لهذه الجزئية أو بالضبط لم يكن مدركا للاستثناء الزمنى الذى يطالب بأداء مختلف.
قلنا من قبل إن خريطة العالم تتغير وأن الاعتماد على التاريخ لم يعد كافيا، وأن من يحكمون العالم هذه الأيام لهم حساباتهم المختلفة والجديدة وبالطبع ليس من ضمنها التغنى بالأمجاد التاريخية للدول أو الاتكاء على علاقات قديمة، لكنهم ينطلقون من مبدأ «الآن» ومنطقهم: ما الذى ستقدمه الآن وحالا حتى يمكننا التواصل.
وعليه فإننا نتمنى من رئيس القطاع القادم أن يكون مدركا لهذه التغيرات، وأن يكون متأكدا أن دوره ليس الظهور فى الاحتفالات وفقط، بل السعى إلى صناعة علاقات ثقافية جديدة فى الأماكن المعروفة وغير المعروفة، وأن يكون اسم مصر موجودا بشكل يليق بها فى كل الفعاليات التى من الممكن أن تعود بشكل إيجابى على الدولة واسمها وسمعتها فى الخارج.
كذلك على الدولة متمثلة فى وزارة الثقافة أن تقدم الإمكانات اللازمة لهذا القطاع، وتتعامل معه بصفته صورة مصر الخارجية وأن دعمه ليس من باب الرفاهية لكنه ضرورة.