أكرم القصاص

الظواهرى والبغدادى وداعش.. والإرهاب حسب الطلب

الإثنين، 10 يوليو 2017 07:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توقعات كثيرة ترسم صور لسيناريوهات الإرهاب فى العالم خلال الفترة المقبلة مع اختفاء أعداد كبيرة من فلول تنظيم داعش وأنباء عن إعادة توزيعهم ونقلهم إلى مناطق أخرى، انتظارا لخطوات جديدة، وتمثل الضربات التى تلقاها داعش فى الموصل وحلب وبعض المناطق فى سوريا فشلا لاستمرار ما سمى بدولة الخلافة. ولم يعد ممكنا استمرار داعش فى سوريا والعراق، وفى ليبيا يمثل تحرير الجيش الليبيى لبنى غازى ومناطق كثيرة من ليبيا هزيمة أخرى لداعش وباقى تنظيمات الإرهاب، لكن يبقى التساؤل مطروحا عن مصير مئات، وربما آلاف المقاتلين فى صفوف داعش، وأيضا مصير آلاف السيارات وكميات هائلة من الأسلحة حصل عليها داعش، وماتزال تمثل أحد ألغاز الصراع الإقليمى خلال السنوات الأخيرة.
 
فيما يتعلق بأوروبا هناك قلق من تسرب العائدين من داعش إلى بلادهم، وهم يحملون فكر داعش ويمكن تحت ضغط الشعور بالإحباط أن يتحولوا إلى قنابل ومفخخات تضرب أوروبا، مثلما جرى فى هجمات باريس وبروكسل. والمخاوف من عودة الدواعش لا تتعلق بالقيادات والشخصيات المعروفة ومن لهم سجلات أمنية وموضوعون على قوائم الارهاب، وهؤلاء من الصعب عليهم العودة إلى بلادهم، من دون أن يقعوا فى قبضة أجهزة الأمن. 
 
هناك توقعات بأن يتجه بعضهم إلى مناطق يمكنهم الحصول فيها على ملاذ آمن. وتأتى أفغانستان وباكستان على رأس الدول التى يحتمل إلى يلجأ إليها قيادات داعش، خاصة أن تنظيم داعش نجح خلال السنوات الأخيرة فى بناء قاعدة فى أفغانستان، بالرغم من صراعه مع القاعدة وطالبان، لكن الضعف الذى اصاب تنظيم القاعدة وجماعة طالبان، دفع بعدد من أعضاء القاعدة إلى الانضمام إلى داعش، لاستمرار حصولهم على رواتب، خاصة أن أنشطة أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة اقتصرت خلال السنوات الأخيرة على خطب بالفيديو تشمل هجوما على داعش، وتحذيرا من الانضمام إليها واتهامها بإفساد فكرة الخلافة. 
 
هذا الهجوم من أيمن الظواهرى على داعش وأبو بكر البغدادى، لم ينجح فى حماية جبهة النصرة التى تتبع القاعدة، وهى جبهة غيرت اسمها بحثا على سياق سياسى بسوريا، بعد الهزائم التى تلقتها وانصراف عدد من أعضائها إلى داعش، بحثا عن رواتب أو ملاذات.
 
تحول أيمن الظواهرى إلى ظاهرة صوتية وانصراف أعداد من أعضاء القاعدة إلى داعش، يفتح الباب للبحث فى علاقات داعش وما إذا كان التنظيم نجح فى إقامة علاقات مع حلفاء القاعدة السابقين ومنهم إيران. أو البحث عن تمويل ودعم من دول مثل قطر وتركيا، على أن يقدم داعش خدماته لصالح الدوحة وأنقرة، ومن هنا يمكن تفسير عودة العمليات الإرهابية العابرة للحدود. ومنها عمليات فى مصر وآخرها هجوم رفح، وهى عمليات يتم التخطيط لها وتنفيذها فى أكثر من محطة، لكنه يحول داعش إلى تنظيم ينفذ الإرهاب لمن يدفع، وهى تحولات منطقية فى التنظيمات الإرهابية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة