لا يستطيع أى مراقب للمنطقة العربية أن يتجاهل أن قطر الآن تمر بأصعب فتراتها، وهو أمر لا ينكره أحد، فقد اختارت تلك الإمارة أن تستخدم المنح الربانية التى وهبها الله إليها فى كل ما يضر، بداية من استئجار الحناجر، وحتى تدعيم الإرهاب وإراقة الدماء، لا لشىء إلا لهوس فى قلوب حكامها بأن يصبحوا كبارا، غير مدركين أن طريق الريادة لا يكون إلا بالخير والعمل الصالح، وأن التاريخ يحفظ جيدا جميع الأدوار التى يؤديها الحكام، بداية من دور القائد المنتصر الذى نراه فى شخصيات مثل رمسيس الثانى وتحوتمس الثالث وقظز وصلاح الدين وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد، وصولا للقائد الخائن مثل والى عكا ويهوذا الاسخريوطى.
غير أننى فى الحقيقة لا أفهم حتى الآن سر السكوت على ما تمارسه «تركيا» من فظائع منظورة ومشهودة من الجميع، فهى المستفيد الأول بحسب ظنى من كل الخراب الحاصل فى محيطنا الإقليمى، وهى أيضا الداعم الأول للإرهاب والإرهابيين على تنوعهم، وليس أدل على هذا من ترحيبها الدائم بكل مارق فاسد قاتل، وفتحها جميع أبوابها لكل أعداء الأمة العربية على مصراعيها، وقد قلت سابقا إن قطر ليست وحدها فى تلك الدوامة السوداء، وقبلها وبعدها توجد تركيا التى أصبحت قبلة الإرهابيين ومنبرهم، فمنها تنطلق قنوات الإرهاب والتحريض على الجيش والشعب، وإليها يحج الإرهابيون من كل مكان، وفيها يقيم الدواعش بجوار الإخوان، ومن خلالها يتم تهريب السلاح والبترول من «داعش» وإليها، وهى الداعم الأكبر لكل ما هو رجعى، والممول الأكبر لكل من هو قاتم مسموم، ولهذا فمن العبث أن نصب كل اهتماماتنا على قطر فحسب ونترك تركيا كما هى، فهذه حالة شبيهة بحالة من يجفف الأرض من المياه المنسابة عليها فى حين أنه قد ترك الصنبور مفتوحًا، ولهذا يجب على الدول العربية أن توجه بوصلة اهتمامها إلى دور تركيا فى تدعيم الإرهاب عالميًا، كما يجب أن ترتب على هذا عقوبات دبلوماسية وسياسية واقتصادية، فمن العبث أن تموّل تركيا الإرهاب الذى يقتل أبناءنا، ويدمر مستقبلنا، بينما تظل تركيا محتلة الصفوف الأولى فى قائمة الدول ذات التعامل التجارى المرتفع مع الوطن العربى، ولهذا فإنى أرى أنه يتعين على كل من يدعى أن يحارب الإرهاب أو أنه يساند مصر فى معركتها أن يعلن المقاطعة الاقتصادية مع تركيا أولا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة