مع مرور 365 يوما على التحركات العسكرية ضد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، التى واصفها مراقبون بأنها مصطنعة لتمرير القرارات الأردوغانية الديكتاتورية، لم يعد السؤال حول حقيقة دعم الطاغية العثمانى لتنيظم داعش الإرهابى مطروحا على الساحة الدولية، فذلك بات أمرا محسوما أدركته كافة دول العالم منذ سنوات، حينما أكد أردوغان بنفسه دعمه للإرهابيين، إلا أن السؤال المطروح حاليا هو لماذا يصر الديكتاتور على دعم الدواعش حتى هذه اللحظة، متحديا العالم أجمع، ولماذا أستقوى أردوغان بإسرائيل بعد هذه التحركات العسكرية؟
أردوغان يتعاون مع إبليس
منذ أن وصل أردوغان إلى سدة الحكم فى تركيا، لم يتوقف تفكيره لحظة عن تعليم "إبليس" الإجرام والإرهاب فى دول العالم، ذلك أن المجرم الأردغانى، سلك طريق الشيطان بعد فشله الذريع فى تكوين علاقات وطيدة مع العديد من الدول، معتقدا أن رفعه لشعار الإرهاب سيعوض خسائره وفشله المستمرة لسياساته المستبدة وتدخلاته الحمقاء فى الشئون الداخلية للدول المجاورة.
العلاقات الأردوغانية الصهيونية الإرهابية
ولجأ أدروغان إلى أحضان إسرائيل، فتعاونت أجهزة المخابرات الأردوغانية مع نظيرتها الإسرائيلية فى خلق تنظيم داعش الإرهابى الذى يستقطب المتطرفين من جميع أنحاء العالم، لتوجيه أسلحتهم الدموية إلى الدول العربية من أجل حماية إسرائيل التى واصفها أردوغان فى تصريحاته بأنها "بلده الثانى".
وإذا عدنا إلى الماضى، نجد أن تركيا كانت أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل فى عام 1949، وترعرعت أنقرة فى أحضان الكيان الصهوينى، حيث عملت على توطيد العلاقات بينهما فى جميع المجالات، حتى وصل حجم التبادل التجاري التركى الإسرائيلى إلى أكثر من 3 مليارات دولار سنويا، وفى الشهور الأخيرة زاد الدعم الإسرائيلى إلى تركيا بعد استقواء أردوغان برئيس وزراء تل أبيب بنيامين نتنياهو، لدعم الإرهاب فى المنطقة العربية، عقب تحركات الجيش التركى العام الماضى.
تدمير المنطقة برعاية "أردغوصهيونية"
وبعد أن فشل أردوغان فشلا سياسيا ذريعا لجأ إلى دعم التنظيمات المسلحة الإرهابية، وتوطيد علاقاته مع الكيان الصهيونى لتدمير المنطقة العربية، وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد برعاية "أردغوصهيونية"، فكان تنظيم داعش الإرهابى، الأداة الجديدة لأحياء ذلك المشروع الهادف إلى تمزيق الوطن العربى بعد نشر الفتن والطائفية والإرهاب والإجرام.
الدعم الأردوغانى للإرهابيين
والوثائق التى بثتها وسائل إعلام دولية وتركية حول الدعم الأردوغانى لداعش فى عدة دول خاصة فى سوريا والعراق- بعد تحركات الجيش التركى فى 15 يوليو 2016- لم تكن مفاجئة للكثيرين، ذلك أن أردوغان يساند الإرهابيين ماديا ولوجستيا ومعنويا منذ ظهور هذا التنظيم الإجرامى.
إمداد الإرهابيين بالمتفجرات
وفى سبتمبر 2016، نشرت وثائق تؤكد تورط السلطان العثمانى فى إمداد الإرهابيين بالمتفجرات فى سوريا عبر الحدود، حيث كشفت هذه الوثائق التى عثر عليها مقاتلون تابعون للقوات الكردية التى تحارب داعش، أن نظام أردوغان عمل على تسهيل دخول مادة السماد الذى يستخدم فى التفجيرات، لعناصر تنظيم داعش من معبر كرى سبى الحدودى، وذلك يثبت أن الحدود التركية ما هى إلا ممر يشق فيه العناصر الإرهابية طريقهم إلى الدول المجاورة، بجانب استخدامها محطة "تمويل الإرهاب" برعاية أردوغانية، لاسيما الحدود التركية السورية التى أصبحت طريق الدواعش إلى سوريا بعد تنسيق الإرهابيين مع حكومة أردوغان.
علاج الإرهابيين فى المستشفيات التركية
ولم يقتصر دعم أردوغان لداعش على ذلك فحسب، إنما خطط أيضا لعلاج الإرهابيين من عناصر داعش وجبهة النصرة، رسميا فى المستشفيات التركية عن طريق جمعيات خيرية تركية، أبرزها جمعية خيرية تُسمى "رحماء أمين"، وبعد تلقيهم الإجراءات الطبية اللازمة يحثهم على العودة إلى القتال فى سوريا من جديد، وذلك بجانب إمداد المخابرات التركية، التنظيمات الإرهابية، بالأسلحة والذخيرة والنفط.
سر دعم أردوغان لداعش فى العراق
وفى العراق، لا يزال أردوغان يحلم بضم محافظة الموصل العراقية إلى تركيا، تلك المحافظة التى عادت إلى أحضان العراق مع تنفيذ معاهدة ترسيم الحدود التركية العراقية فى عام 1926 برعاية بريطانية، إلا أن النظام التركى يسعى مستميتا بشتى الطرق- بما فيها السبل الإرهابية- إلى إعادة الموصل إلى حدود بلاده، فدعّم العناصر الداعشية فى معركة الموصل خاصة والعراق عامة، لتمزيق الدولة الشقيقة وتقسيمها، ومن ثم يكون هناك بصيص من الأمل الأردوغانى لاستعادة الموصل.