أحمد إبراهيم الشريف

من أنتم أيها الإرهابيون؟.. ضللتم الطريق أم لا تعرفونها أصلاً

الثلاثاء، 11 يوليو 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يصل الإنسان المتطرف إلى ما هو إليه؟، وما الذى صور له أن إرهابه هو الحق الذى يتقرب به إلى الله أو الإنسانية، أو لتحقيق العدالة الاجتماعية؟، وكيف يظن نفسه أنه من المحسنين أفعالًا؟
 
ما نزال مع الدكتور شاكر عبدالحميد وكتابه المهم «التفسير النفسى للتطرف والإرهاب»، الذى صدر منذ أسابيع قليلة عن جريدة «القاهرة»، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، لنحاول معًا أن نفهم من هو الإرهابى؟، وكيف نفسر سلوكه المتطرف؟
فى فصل تحت عنوان «نظريات مفسرة للتطرف»، يتوقف الدكتور شاكر عبدالحميد أمام عدد من النظريات النفسية التى حرص أصحابها على بحث هذا السلوك الصعب، الذى يعانى منه المجتمع ومن سلبياته، وقد كان للدكتور مصطفى سويف رأى مهم، حيث ربط بين التطرف ومفهومى التصلب والمرونة، وذهب إلى أن التصلب أساس الجمود والتوتر، ومن ثم التطرف فى الاستجابات، أما المرونة فى رأيه فهى أساس التكامل الاجتماعى وجوهر الإبداع.
 
كذلك يقرأ علينا الدكتور شاكر نظرية «الهوية الاجتماعية»، وهذه النظرية تنطلق من كوننا نصنف أنفسنا باعتبارنا أفرادًا ينتمون إلى جماعات، وتم تصنيف الجماعات التى ننتمى إليها على أنها جماعات داخلية، أما الجماعات الأخرى التى لا ننتمى إليها فيتم تصنيفها على أنها جماعات خارجية، وتقوم هذه النظرية على المبادئ الخاصة بالمقارنة بين الجماعات، وعند إحساسها بالخطر يكون رد فعلها عادة متطرفًا ضد الجماعات التى لا ننتمى إليها.
 
وفى نظرية ثالثة تسمى «نظرية الصورة» يرصد لنا شاكر عبدالحميد رؤيتها، التى تتلخص فى أن المتطرفين يحتفظون بصورة واحدة لهم وللآخرين المختلفين عنهم، هذه الصورة تسيطر عليهم، وتقوم على الإدراك بأن «جماعة ما أخرى، جماعة تمتلك القوة والثروة، وربما الثقافة، على وضع استثنائى وظالم، وذلك لم يحدث إلا لأن الجماعة الأخرى قد امتصت ثروات ومقدرات خاصة منهم»، وبالتالى يكون رد الفعل هو الإرهاب.
 
أما «العزو» فهى نظرية أخرى يتأملها معنا شاكر عبدالحميد، وهى تنطلق من فكرة أن الإنسان يفكر فى الأسباب التى يرجع إليها سلوكه، هل هى داخلية نتيجة لظروفه، أم أنها خارجية، ناتجة عن تربص الآخرين به، أو ما يمكن أن يطلق عليه «نظرية المؤامرة»، وعلى أساس هذا الفهم يكون رد الفعل العنيف.
 
والنظرية الخامسة التى يتوقف أمامها شاكر عبدالحميد، فهى «خلع الهوية ونزع التفرد والتجرد من الإنسانية»، حيث يذكر الدكتور شاكر رأى عالم النفس الأمريكى «زيمباردو»، الذى يرى أن هناك عمليتين أساسيتين فى تحويل الإنسان، أيًا كان انتماؤه الدينى أو العرقى، إلى كائن متطرف يمارس العنف والتعذيب للآخرين، وربما القتل لهم على نحو مجرد من الإنسانية، العملية الأولى «نزع الفردية»، وذلك بالدخول فى جماعة والتخلى عن «الشخصى»، والعملية الثانية هى تجريد الآخر من إنسانيته، لذا يستحق التعذيب والموت، وفى كلا الحالين يلعب التبرير دورًا فى تمرير كل العنف الناتج عن ذلك.
 
النظرية الأخيرة التى يقدمها لنا شاكر عبدالحميد، ويرى أنها مفسرة لفعل التطرف، هى «الغرابة»، حيث يكون الإنسان عدو ما يجهل، لا يحب التحديث، ويرى أى شىء جديد سيئًا، وفى داخله يكمن الشر. 
وللكتاب بقية..






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة