هل يفعلها هشام الدميرى، رئيس هيئة تنشيط السياحة، ويستقيل من رئاسة الهيئة؟! السؤال مبنى على ما أفصح عنه الرجل من قبل فى جلساته الخاصة، إذ يؤكد دائما أنه يريد الاستقالة، وأنه سئم العمل بالدولاب الحكومى، حسب كلامه مع مقربين منه فى دائرة العمل.
الحقيقة أن "الدميرى" نجح فى غضون عام واحد فى تفريغ هيئة تنشيط السياحة من قياداتها، وإجبار أبنائها على الفرار والعمل بالخارج، هربا من المنظومة العقيمة التى ما زالت تدار عبر "البوسطة" الورقية والفاكس، فلم تشهد الهيئة أى تطوير على مدار العام، بل تحولت إلى جدران تُعشش عليها العناكب وتملأها الأتربة، ومكاتب خاوية من الموظفين، ونتائج لا وجود لها ولا أثر، ولكنه نال لقب "مكوك السفريات" بعدما تخطى عدد سفرياته للخارج 15 رحلة، دون تحقيق أى عائد منها، اللهم إلا تكلفة الدولة باسم الترويج للسياحة.
أغلق "الدميرى" خلال فترة توليه الهيئة، التى تقترب من عام، 3 مكاتب سياحية بالخارج، فى الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة وبلجيكا، تنفيذا لتعليمات وزير السياحة يحيى راشد، دون نقاش أو مراعاة لحدود مصالح القطاع السياحى، فقد كانت نظرة الوزير صائبة فى اختيار "الدميرى"، الرجل تلميذ مطيع لمعلمه، ومن أبناء "الماريوت"، ويسير على درب "راشد" حتى فى رفضه التوقيع على أى أوراق.
هناك خلاف دائم بين رئيس هيئة تنشيط السياحة، ومعظم العاملين بالهيئة، نتيجة لسياسة "اللامبالاة" التى ينتهجها هشام الدميرى فى إدارته لهذا القطاع المهم، فهو غير راضٍ عن عمله بالهيئة، ويتحدث دائما عن استحقاقه لمكان أفضل، فكل الخطط والاستراتيجيات التى أعلنها منذ توليه اتضح لاحقا أنها وهمية و"فنكوش"، "الدميرى" أصدر مؤخرا بيانا صحفيا عن "منظومة جديدة لتأهيل الكوادر بالهيئة"، مستعينا بهذا المصطلح الذى استُخدم منذ عشرات الأعوام، ولكن الأمر توقف لديه على استخدام المصطلح وحسب، دون خروج هذه المنظومة للنور.
تحدث رئيس هيئة تنشيط السياحة عن استخدام التكنولوجيا الحديثة داخل الهيئة، وعمل إدارة مركزية بالقاهرة للمتابعة الأسواق السياحية الخارجية، والسؤال الذى يطرح نفسه هو "أى تكنولوجيا تتحدث عنها وأنت تدير الهيئة بالفاكس؟ وهل يمكن الإفصاح عن تشكيل الإدارة المركزية المزمع وجودها؟ وما النتائج المتحققة على أرض الواقع من كل هذا اللغو؟ وما هو مصير الموظفين الذين اجتازوا اختبارات المكاتب الخارجية؟"
كل الملفات فى هيئة تنشيط السياحة معلقة ولم تحسم حتى الآن، فما زال العمل فى ملفى "الحملات المشتركة" و"الطيران العارض" سريا للغاية، خاصة ملف "الطيران العارض" الذى أصبح وصمة عار فى جبين وزارة السياحة، لعدم التزامها مع شركات الطيران بالخارج وتأخرها عن صرف مستحقاتها لأكثر من عام، واضطر الوزير للخروج من الموقف بإقناع "الدميرى" بالإشراف على الملف وصرف المستحقات، وتنصل الأخير من المسؤولية وأوكل الملف لنائب رئيس الهيئة.
يستغل "الدميرى" نجاح المستثمرين فى استضافة الشخصيات العالمية لزيارة مصر، ويذهب لالتقاط الصور معهم دون أى عناء، هكذا على طريقة "البراشوت"، ليروج لنفسه لهذه الصور واللقاءات السهلة، ويصدر بيانات إعلامية بأن الهيئة لها دور فى استضافة هذه الشخصيات، متحدثا عن مدى تأثير ذلك على السياحة المصرية وتحسين صورتها بالخارج، تماشيا مع المثل الشعبى "القرعة تتباهى بشعر أختها"، الذى يبدو أن الرجل يؤمن به ويسعى جاهدا لتطبيقه بحذافيره.
هشام الدميرى، المولود فى العام 1968، تخرج فى كلية التجارة وإدارة الاعمال، وعمل بفندق "موفنبيك" لأكثر من 15 عاما، ثم "رينيسانس الماريوت" لأكثر من 10 سنوات، ثم عمل بفندق "سافوى شرم الشيخ" لمدة عام، ثم شيراتون شرم الشيخ لمدة 3 شهور، وهذه كل خبراته فى القطاع السياحى، مجرد عدة سنوات قضاها فى الفنادق، تجلّى أثرها خلال سنة واحدة تولى فيها رئاسة هيئة تنشيط السياحة، فلا حافظ على الهيئة متماسكة وبكامل طاقتها، ولا نشّط السياحة.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الفنكوش
الفنكوش يستاهل الف شاكوش