عبد الفتاح عبد المنعم

أسرار انقلاب حكام أمريكا على مبادئ الديمقراطية والحرية

الأربعاء، 12 يوليو 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالتأكيد أن أمريكا قبل 11 سبتمبر 2011 تختلف اختلافا جذريا عن أمريكا بعد 11 سبتمبر من نفس العام، والسبب ليست الهجمة الإرهابية التى نفذها تنظيم القاعدة بقيادة الإرهابى أسامة بن لادن الذى نجحت أمريكا فى قتله بعد سنوات من هذه الأحداث، ولهذا اعتمدت الدراسة الخطيرة التى قدمها الباحث محمد ضياء الدين محمد وحملت عنوان «اتجاهات العلاقات الدولية بعد أحداث سبتمبر» التى يجب أن تنشر على نطاق كبير لما تحتويه على تحليل منطقى لكل المتغيرات التى أصيبت به أمريكا بعد أحداث الحادى عشر من ديسمبر، حيث تكشف الدراسة العديد من الأسباب التى أدت إلى أحداث 11 سبتمبر وهى كالآتى:
 
أولاً: الأسباب السياسية:
1 - سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية المطلقة على العالم.
2 - ظهور نهج استخدام القوة فى الساحة الدولية.
3 - التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
4 - القهر السياسى الذى مارسته الولايات المتحدة على شعوب العالم الثالث، وتدخلها فى رسم سياسات هذه الدول.
 
ثانياً: الأسباب الاقتصادية:
1 - عدم التوازن فى النظام الاقتصادى العالمى وتكدس رؤوس الأموال فى الولايات المتحدة الأمريكية، مما أدى لإفقار الكثير من الدول واعتمادها على المعونات الأمريكية.
2 - الاستغلال الأمريكى لموارد الدول النامية.
 
ثالثاً: الأسباب الاجتماعية:
​ويرى أغلب العلماء أن الأسباب الاجتماعية مثلت الدافع الأكبر لتنفيذ أحداث سبتمبر، وهذه الأسباب هى:
1 - انتهاك حقوق الإنسان بالتعذيب أو السجن أو الانتقام أو الاغتيال، مما أدلى إلى بلورة سيكلوجية الإنسان المقهور الذى يمكن أن يفعل أى فعل للانتقام وإرضاء ذاته وإظهارها بأنها قوية.
2 - الجوع والحرمان والبؤس والجهل والأمية.
3 - تجاهل معاناة الشعوب التى تعرضت للاضطهاد.
4 - القهر الفكرى.
 
​إن وجود صراعات إقليمية ومناطق ساخنة تدخلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية مثل الصومال والعراق وغيرها أدى لازدياد العداوة للنموذج الفكرى والسياسى الأمريكى، بالإضافة إلى التهميش الحضارى الذى تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وبالأخص ظهور الفكر المتطرف والخطاب الأمريكى المتشدد وغياب ثقافة التسامح وتشجيع التعصب والكراهية والحروب ذات الدوافع الدينية، فمعظم أعمال العنف تكون ورائها دوافع سياسية مثل مقاومة القهر السياسى والإحتلال وإنتهاك حقوق الإنسان، وكذلك الاحتجاج على السياسات غير العادلة التى تنتهجها الدولة المعتدى عليها على مواطنيها أو تمارسها فى الساحة الدولية.
 
​إن أحداث سبتمبر كلفت الولايات المتحدة الأمريكية الكثير، فهى أصبحت تبحث عن الأمن عن طريق إخافة الآخرين، وقد سببت هذه الأحداث حالة من الخوف والفزع فى نفوس الأمريكيين الذين ينظرون لبلدهم على أنها القوة العظمى التى لا تقهر وفى منأى عن أى تهديد وتمثل رد الفعل الأمريكى فى حربين مكلفتين اقتصادياً وعسكرياً الأولى على حركة طالبان فى أفغانستان فى أكتوبر 2001م والأخرى ضد نظام صدام حسين فى العراق فى مارس 2003م وعمليات ضد تنظيم القاعدة فى باكستان، بالإضافة إلى مخصصات مالية لبرامج أمنية واستخباراتية لحماية الأراضى الأمريكية من أى هجوم إرهابى جديد.
 
​لقد ظهرت العديد من الكتابات الغربية تتحدث عن أن عالم ما قبل هذه الأحداث سيختلف عن عالم بعد هذه الأحداث، ولكن بعد مرور عقد من الزمان على هذه الأحداث اتضح عدم دقة وصحة ما ذهبت إليه هذه الكتابات، حيث أن تأثير أحداث سبتمبر لم يرق إلى أحداث فارقة فى تاريخ الأمم مثل سقوط جدار برلين 1989م الذى أنهى الحرب الباردة وعهد الثنائية القطبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، ويختلف البروفيسور ريتشارد هاس، مع المنحى السابق، حيث يرى أن هذه الأحداث مثلت علامة فارقة فى تاريخ ومستقبل العلاقات الدولية من حيث ظهور عصر يعتبر جديداً فى العلاقات الدولية، بالإضافة لتبنى الإرهابيين لأجندة عالمية، ولم تؤدِ هذه الأحداث لتغييرات فى موازين القوى الدولية، حيث إن التغييرات التى حدثت فى الساحة الدولية لم تكن بسبب هذه الأحداث إنما حسب عوامل أخرى متصلة منذ بداية عهد الأحادية القطبية، ولكن أغلب التطورات التى شهدها العقد التالى لأحداث سبتمبر تمثلت فى ثورة تكنولوجيا المعلومات والعولمة والاضطرابات السياسية فى الشرق الأوسط.
 
السياسة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمر:
 
​إن التأثيرات الأولية لأحداث الحادى عشر من سبتمبر كانت واضحة فى السياسة الأمريكية، خاصة على الصعيد الخارجى، فقد تحولت إدارة الرئاسة فوراً من أحادية صارمة إلى تعددية ملحة لمواجهة متطلبات فورية ملحة، أيضاً فلقد كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى الإمكانيات الشرطية والاستثمارية لدول أخرى لتعقب فاعلى الأحداث والقبض عليهم، ونظمت الولايات المتحدة الحملة على أفغانستان لوحدها رافضة عروضاً بريطانية بإرسال قوات للمشاركة فى البداية، ولكنها عادت وقبلت وهذا ما أكد على أن الولايات المتحدة احترمت العدو الجديد المفترض وهو «الإرهاب».
 
غدا نستكمل نشر أوراق الدراسة الخطيرة عن أمريكا والديمقراطية وأحداث 11 سبتمبر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة