أكرم القصاص

أطفال داعش.. قنابل ليست موقوتة

الخميس، 13 يوليو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سوف تستمر التوقعات والتكهنات بمصير مئات من مقاتلى داعش، بعد طردهم من الموصل، أو الهزائم التى تلقوها فى سوريا. وما الوجهات التى يمكن أن تستقبلهم، ومن يقدم لهم الدعم والمساعدة لنقلهم وإعادة توزيعهم؟!
 
ومن بين آلاف المقاتلين فى داعش هناك ظاهرة لافتة، وجود أعداد كبيرة من الأطفال أو الصبيان صغار السن، كانت هناك فيديوهات تصورهم وهم ينفذون أحكام الإعدام فى أعداء داعش أو يطلقون النار ويفخخون أنفسهم، ومن بين أعضاء تنظيم داعش كان هناك مئات من الصبيان والشباب صغار السن، وهؤلاء تم تجنيدهم أو قتل آبائهم وأهلهم وتركوهم ليتحولوا إلى ضحايا لداعش وغيره من التنظيمات، ويشكل هؤلاء خطرا كبيرا لكونهم يمكن تحت ضغط المطاردات، وفقدان الأمل يمكن أن يتحولوا إلى قنابل أو انتحاريين، خاصة هؤلاء الذين يمكن أن ينجحوا فى العودة إلى بلادهم، وحتى من يتم القبض عليهم يمثل كل منهم مشكلة وهم بحاجة إلى تعامل مختلف، وإعادة توجيه أو علاج.
 
فى مصر خلال الأسابيع الأخيرة تم ضبط خلايا، وبعضها دخل فى مواجهات مع الأمن آخرها خلية الإسماعيلية ومن بين أعضائها مراهق فى السابعة عشرة من عمره، تم تجنيده من قبل تنظيم بيت المقدس، وبعض خلايا حسم وغيرها.
 
هذه مؤشرات يفترض أن تلفت النظر إلى خطورة عمليات التجنيد واصطياد شباب بمواصفات خاصة، ينضمون ليس فقط لأسباب مادية، ولا يمثل الفقر العنصر الحاسم، لأنه ليس كل فقير مستعد لتفجير نفسه أو الدخول فى مواجهات قاتلة أو تنفيذ عمليات إرهابية، ولكن لديهم أسباب مختلفة، اجتماعية ونفسية، فضلا عن طبيعة المرحلة العمرية، وخضوع بعضهم لعمليات غسيل مخ ودعايات وخطب تحولهم إلى كيانات مفخخة.
 
ولعل حالة إسلام يكن وأمثاله من الشباب الذين سافروا وانضموا لداعش، تمثل هى الأخرى تفسيرات لهذه التحولات فالشاب إسلام ليس فقيرا ولا جاهلا، وأمثاله كثيرون ممن انضموا لداعش، ويمكن أن يعودوا أو ينتقلوا إلى مناطق أخرى للصراع.
 
فى أوروبا أيضا كانت الملاحظة أن الشباب الذين غادروا بلادهم وانضموا لداعش أيضا فى أعمار تتراوح ما بين 20 و28 سنة، وهم شباب لا ينقصهم التعليم وهم مولودون فى أوروبا وليسوا مهاجرين أو مجنسين، وبعضهم لم يكن من أصول مسلمة، وكل هذا يثير أسئلة عما إذا كانت عمليات التجنيد تتم باستغلال نوعيات معينة من الشباب الذين يعانون اضطرابات أسرية أو نفسية، أو العزلة.
 
كل هذه العناصر تلتقى لتمثل تحديا قريبا، يرتبط بتدفق شباب عائد من داعش، وبعضهم خاض حروبا، وغاص فى فوضى الصراعات، ويمكن أن يكون كل منهم قنبلة ليست موقوتة، وقابلة للانفجار، خاصة لعشرات ربما لا توجد حولهم معلومات كافية، وربما تتطلب المواجهة قاعدة معلومات دقيقة، وهى عملية ليست سهلة فى ظل فوضى مستمرة من سنوات.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة