الرسالة القوية التى يتردد صداها الآن فى كل العالم أن الوقت نفد من إمارة الإرهاب والقتل والدمار، المسماة مجازاً بدولة قطر، وأميرها تميم الملطخة يداه بدماء الأبرياء فى الوطن العربى، فلا وقت للمراوغة، لأن الحقيقة أصبحت واضحة وضوح الشمس فقد ثبت للجميع تورط الدوحة فى دعم الإرهاب فى المنطقة، واقتنع العالم كله بالأسباب التى استندت لها مصر والسعودية والإمارات والبحرين فى إعلان قطع علاقاتهم الدبلوماسية والسياسية.
كلنا نعلم أن نظام القاتل تميم يحاول الآن الخروج من المآزق الذى أوجد نفسه فيه من خلال دفع رشاوى وأموال لحكومات غربية، لكى تقف بجانبه، حاول مع ألمانيا وفرنسا لكنه فشل، فلجأ على الاستثمارات القطرية ليضغط بها على بعض العواصم، لكنه أيضاً فشل، ولم يجد سوى تركيا وإيران، فسلم مفاتيح قطر لأنقرة وطهران، كما حاول استمالة بعض الشخصيات فى الإدارة الأمريكية، علهم ينقذونه أو على الأقل يحفظون ماء وجه.
أمس الأول هلل تميم وأعضاء عصابته بعد توقيعهم على مذكرة تفاهم فى مكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبروها شهادة براءة لهم من دعم الإرهاب، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، فهذه المذكرة دليل جديد على تورط تميم ورجاله فى دعم الإرهاب، وجاءت هذه المذكرة أيضاً نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب، كما أنها تأتى فى إطار الالتزام الأمريكى فى مكافحة الإرهاب وتمويله، وهو ما تم التأكيد عليه وإعلانه بشكل رسمى فى القمة الإسلامية الأمريكية بالرياض التى شكلت موقفاً دولياً صارماً لمواجهة التطرف والإرهاب أياً كان مصدره ومنشأه.
نعم الولايات المتحدة تحاول أن تقوم الآن بجهد، استكمالا للوساطة الكويتية التى أفشلها تميم بعناده وتعنته، لكن هذا لا يعنى أن النتيجة ستكون ايجابية، لأكثر من سبب، أهمها إن الدوحة وصلت إلى درجة من الجنون لا تطاق، وتحاول أن تستخدم الرشاوى السياسية لكى تخرج من الوضع الحالى دون خسائر، لذلك فهى لن تقدم أى خطوة إيجابية، بل ستستمر على سياسة العناد، لذلك فأنا لست متفائلا بنتائج الاجتماع الذى عقد أمس فى جدة بحضور وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، مع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، لأن الموقف القطرى لن يتغير، كما أن مواقف الدول الأربعة واضحة ولا تحتمل أى تفاوض، أو تراجع خطوة واحدة.
وبعيداً عن الوساطة الكويتية أو المحاولة الأمريكية، فإن الكل الآن يدرك حقيقة أن الإجراءات التى اتخذتها الدول الأربعة كانت لاستمرار وتنوع نشاطات السلطات القطرية فى دعم الإرهاب وتمويله واحتضان المتطرفين ونشرها خطاب الكراهية والتطرف وتدخلها فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، وهى نشاطات يجب أن تتوقف بشكل كامل ونهائى، تنفيذاً للمطالب العادلة المشروعة لهذه الدول، خاصة أن السلطات القطرية دأبت على نقض كل الاتفاقات والالتزامات وآخرها كان اتفاق الرياض «2013»، مما أدى إلى سحب السفراء وعدم إعادتهم إلا عقب توقيع السلطات القطرية على الاتفاق التكميلى «2014»، واستمرارها فى التدخل والتحريض والتآمر واحتضان الإرهابيين وتمويل العمليات الإرهابية ونشرها لخطاب الكراهية والتطرف، مما لا يمكن معه الوثوق فى أى التزام يصدر عنها تبعاً لسياستها القائمة دون وضع ضوابط مراقبة صارمة تتحقق من جديتها فى العودة إلى المسار الطبيعى والصحيح، وهو ما دفع مصر والسعودية والإمارات والبحرين ليواصلوا إجراءاتهم ضد الدوحة إلى أن تعلن الأخيرة التزامها بتنفيذ المطالب العادلة كاملة التى تضمن التصدى للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن فى المنطقة.
وربما تجدر الإشارة هنا إلى شىء فى غاية الأهمية، وهو التنسيق الدائم والمستمر بين الدول الأربعة فى كل تحركاتهم، سواء فى إصدار البيانات الدورية الكاشفة لتحركاتهم وتوجهاتهم والرد أيضاً على الأكاذيب التى يروج لها نظام تميم الإرهابى، وأيضاً تنسيق المواقف فى الفعاليات الدولية، ومنها على سبيل المثال ترتيب لقاءات مشتركة بين سفراء الدول الأربعة مع مسؤولى الخارجية فى العديد من العواصم الغربية والأفريقية لشرح خطوات وتحركات الدول الأربعة لتحجيم ومكافحة الإرهاب المدعوم من الإرهابى تميم، هذا التنسيق أوجد صوتاً واحداً وساعد على إيصال صوت الدول الأربعة بشكل واضح وحاسم أيضاً، لفضح الدول القطرى فى دعم وتمويل الإرهاب.
ولفت نظرى هنا المشاركة المصرية فى اجتماعات دول التحالف الدولى ضد داعش الذى عقد مؤخراً فى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث قام الوفد المصرى الذى ترأسه المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بتعرية موقف الدوحة الداعم لجماعات الإرهاب والتطرف فى المنطقة، إضافة لاستضافتها ليوسف القرضاوى الذى يبيح قتل المصريين والعمليات الانتحارية ضد المدنيين، وتوفيرها منابر إعلامية لتمجيد أعمال الإرهاب والتعاطف معها، فالكلمة المصرية أمام هذه الاجتماعات كانت مهمة خاصة أنها جاءت فى حضور ممثلين لنظام تميم، الذى وجدوا أنفسهم عراة تماماً أمام كل المشاركين بعدما كشف الوفد المصرى عن وجه الدوحة الإرهابى، ودعوته للمجتمع الدولى وتحديداً دول التحالف إلى وقفة صادقة مع النفس والنظر بجدية إلى ما يواجهه التحالف من تناقضات، أبرزها أنه يضم بين صفوفه دولا بثت بالأدلة واليقين أنها أكبر داعم للإرهاب فى العالم، وعلى رأس هذه الدول قطر وتركيا، لذلك فكان لزاماً على دول التحالف أن يقصروا عضويته على الدول متشابهة الفكر التى تقف على قلب رجل واحد فى مواجهة الإرهاب، وهو ما لا يتحقق بانضمام دول تعانى انفصاما وترتدى قناعين أحدهما أمام المجتمع الدولى بوصفها شريك فى محاربة الإرهاب والآخر فى علاقتها المشبوهة بالعناصر الإرهابية والمتطرفة التى تدعمها بالمال والسلاح من أجل جلب الخراب على المنطقة، بل إنه وفى اللحظة التى يضيق فيها الخناق المالى على التنظيمات الإرهابية تسارع تلك الدول بنجدتهم عبر أموال الفدية فى مخالفة صارخة للقانون الدولى والقرارات الدولية ذات الصلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة