يوسف أيوب

فى انتظار خطوة الحسم ضد قطر

السبت، 15 يوليو 2017 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما كان متوقعا منذ البداية، فقد اختار تميم بن حمد ومعاونيه من عصابة القتل والدمار طريق العزلة، فأكبر خطأ أن يظن البعض أن مصر والسعودية والإمارات والبحرين هم من فرضوا العزلة على نظام الإرهاب فى الدوحة، لأن هذا النظام هو من عزل نفسه حينما قرر من تلقاء نفسه أن يكون خنجر فى ظهر الدول العربية، وأن يكون أداة هدم وتدمير للأمة العربية من خلال استغلال الوفرة المالية التى استخدمها نظام تميم القاتل فى شراء الذمم والضمائر وإنشاء ورعاية التنظيمات والميليشيات الإرهابية فى الدول العربية، بهدف ضرب استقرار هذه الدول، مستغلا وجمد أشخاص من هواة جمع الأموال، دون اعتبار للأهداف الوطنية، وقد رأينا نحن فى مصر الكثير من هؤلاء على شاكلة قيادات الإخوان الإرهابين، والمرتزقة من أمثال أيمن نور ومحمد البرادعى ويسرى فودة وباسم يوسف، وغيرهم ممن اختاروا السير فى طريق الضلالة.
 
نحن لم نفرض على قطر الحصار أو العزلة وإنما هى التى اختارت، وظنت أن الأموال الحرام قادرة على أن تحقق لتنظيم الحمدين الإرهابى فى الدوحة الحلم الذى سعوا له منذ البداية، حلم السيطرة والقوة على حساب الاخريين، ودون اعتبار لمقتضيات القوة وعناصرها، سعوا إلى تحقيق حلمهم فدمروا ليبيا وسوريا واليمن وحاولوا فى مصر لكنهم فشلوا ليقظة ووطنية الجيش المصرى، ووعى المصريين الذين فضحوا جواسيس الدوحة فى مصر، ودمروا مخطط الحمدين.
 
كل يوم تخرج عصابة تميم فى الإعلام الغربى يتباكون وعيونهم تذرف دموع التماسيح، فى محاولة مفضوحة ومكشوفة لاستمالة تعاطف المجتمع الدولى، وحينما فشلوا فى ذلك لجئوا إلى سياسة الرشاوى، بدفع أموال لمنظمات غربية لكى تتولى الدفاع عن تميم الإرهابى ومن يتعاونون معه، بل وصل بهم الأمر إلى تقديم رشاوى لشخصيات سياسية دولية لشراء مواقفهم فى مواجهة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المدعوم من نظام تميم القاتل، لكن رغم ذلك بقيت مواقف الدول الأربعة قوية ومتماسكة لأنها مبنية على أسس ثابتة، ويعلم الجميع قوة موقف مصر والسعودية والإمارات والبحرين، ولم تستطع أموال تميم الحرام أن تزعزع هذا الموقف خطوة واحدة، حتى وزير الخارجية الأمريكى الذى اشترته الدوحة فشل فى تحقيق الرغبة القطرية فى عبور العاصفة دون خسائر، فقد وجد تليرسون حينما اجتمع فى جدة مع وزراء خارجية الدول الأربعة الأسبوع الماضى أنه غير قادر على تليين مواقف الدول الأربعة، لأنها مواقف مبنية على الحق، وما بنى على حق فلا يستطيع أحد زعزعته.
 
حاول تميم ويحاول الآن كسب الوقت، ظنا منه أن الدول الأربعة ستقف مكتوفة الأيدى أمام تماديه فى خرق الأمن القومى العربى، لكن ما هى إلا إيّام وسيدرك تميم أن كل حساباته كانت خاطئة، وأن الدول الأربعة لديها الكثير من الطرق والأساليب التى تستطيع من خلالها إعادة الدوحة إلى مسارها الصحيح، وإن تبعد الإرهابيين عن حكم الإمارة الخليجية حتى يعود الهدوء مرة أخرى للمنطقة، وتعود قطر مرة أخرى إلى الحضن العربى، بعد سنوات عجاف خضعت فيها لحكم الإرهاب ممثلا فى تنظيم الحمدين ونجلهم القاتل تميم بن حمد، الذى لا يملك الآن من أمره شيئا، وبات أكثر إدراكا من غيره أن أيامه فى الديوان الأميرى باتت معدودة.
 
تملك الدول الأربعة الكثير مما لم تعلنه إلا فى الوقت المناسب، الذى ستختاره بعناية شديدة لأكثر من سبب أهمها رغبة هذه الدول فى الحفاظ على الشعب القطرى نفسه، نعم القطريون مسؤولون حتى الآن عن استمرار عصابة تميم فى الحكم، لكننا ندرك أيضا أنهم مغلوبون على أمرهم، وسيأتى يوم سيقضون فيه على عصابة الإرهاب والقتل، خاصة أن تصرفات تميم جلبت عليهم الكثير من المشاكل والأزمات، ليس آخرها الأزمة الغذائية التى بدأت تحاصر القطريين، ولم تستطع تركيا وإيران إنقاذهم منها، لأن أردوغان ونظام الملالى فى طهران كان هدفهم حينما دخلوا على خط الأزمة أن يزيدوا الأمور اشتعالا وانقساما فى المنطقة، وساعدهم فى ذلك تميم الذى فتح لهم أبواب الدوحة، فلعبت أنقرة وطهران لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب القطريين أنفسهم، ولم يحققوا لتميم سوى مزيد من الأزمة والعار أيضا، لأنه سلم مفاتيح الدوحة للأتراك والإيرانيين، ومنح تركيا قاعدة عسكرية، وسمح لإيران بأن تنشر عناصر من الحرس الثورى الإيرانى لحماية نظام تميم.
 
المحصلة النهائية الآن أن نظام تميم يحتضر، نعم هو احتضار سيأخذ بعض الوقت، لكن نهايته أصبحت شبه محسومة خاصة بعدما فشلت جميع رهاناته، ونحن الآن فى انتظار الخطوة التالية من الدول الأربعة التى ستكون أكثر إيلاما للدوحة، وفى نفس الوقت ستكون حاسمة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة