حينما يتعرض شاب يمثل نموذجا إلى محنة، لابد أن نشد من أزره، جون بشرى شاب مصرى مهندس صعيدى لم يكمل عقده الثالث، استطاع أن ينجح فى حياته العملية والسياسية، صاحب شركة صغيرة ساهمت فى حفر شرق التفريعة إلا أن المهندس الشاب تعرض لتجربة مريرة حيث اندلع حريق هائل فى مخزن شركته للمعدات بمنطقة شرق التفريعة ببورسعيد ودمر الحريق كل طموحه العملى، لم تقع خسائر بشرية ولكن الخسارة المعنوية والمادية تكاد تطيح بطموح الشاب .
جون لمن لا يعرفه كان الحصان الأسود بانتخابات مجلس النواب ببندر المنيا، ومن نجوم مؤتمرات الشباب الرئاسية من شرم الشيخ إلى أسوان، وزار الصين فى وفد الأحزاب المصرية ممثلا لحزب المصريين الأحرار.
فى البدء كانت تجربته فى انتخابات مجلس النواب بندر المنيا، حيث التف حوله الشباب مسلمون ومسيحيون، بنات وشبان، من فئات مجتمعية مختلفة عمال وفلاحين ومثقفين، وكانت حملته الانتخابية مثالا للوحدة الوطنية، يقودها إسلام عاطف الفولى وجورج الكفورى، وبيشوى إسحق ومروة ناصر، الأمر الذى أهله للحصول على أعلى الأصوات فى الجولة الأولى متفوقا على الجميع، ومن خلال تلك المعركة فى مدينة يطلق عليها كثيرين "إمارة الإرهاب والتطرف" أثبت جون العكس حيث كشفت النتائج عن اتجاه شبابى يبحث عن طموحه الوطنى والجيلى، ليجسد حلما جميلا فى التغيير، وأثناء عمله بجولة الإعادة التف حوله آلاف الشباب من أجل تحقيق الحلم، ورغم أنه لم يفز نظرا لعدم التكافؤ بين امكانيات الشباب والقوى القديمة، ولكن من رحم التحدى وبإخصاب من الحلم ولدت فكرة تأسيس مؤسسة "حلم جيل" لاستكمال المسيرة من أجل تأهيل الشباب للمشاركة المجتمعية والسياسية، ومكافحة الفساد والتطرف .
من المنيا إلى طريق الحرير كان جون عضوا فى وفد الأحزاب السياسية المصرية التى زارت الصين الشهر الماضى، ولعب دورا إيجابيا فى كل الفعاليات، حيث التقى "لى تشانغون" سفير شئون منتدى التعاون الصينى العربى، وأدار مناقشات حول التشارك الصينى المصرى فى بناء "الحزام والطريق"، وتعرف على تجربة الحزب الشيوعى الصينى فى قيادة الإصلاح الاقتصادى، وزار مدينة شانجهاى، ومعرض التخطيط الإنمائى للمدينة، وزيارة برج اللؤلؤ الشرقى التلفزيونى ومعرض تاريخ وتنمية مدينة شانجهاى وتعرف على إنجازات التطوير والانفتاح لمنطقة بودونج الجديدة، كل تلك الخبرات عاد بها جون بشرى الى شباب المنيا فى رؤية جديدة للعمل .
جون يتعرض لمحنة كبرى، جعلتنى كما كتبت عن قصص نجاحه أقف أمام خسارته لكل معدات شركته ورأسماله، أملا أن تمتد يد مستثمرين وشركات كبرى لإنقاذ تلك التجربة الشابة من السقوط.