التسمم بالرصاص أهم مرض بيئى مزمن يؤثر على الأطفال حديثى الولادة عالميا، بالرغم من الجهود المبذولة للسيطرة عليه وخفض معدلات الإصابة.
الأطفال هم أكثر ضحايا التسمم بالمستويات المرتفعة للرصاص، وأكثر أعضاء الجسم تضررا هو المخ، لكن لا يسلم أى عضو فى الجسم من أخطاره.
الرصاص من المعادن الثقيلة، ليس له دور فسيولوجى فى النظم البيولوجية، ويعتبر مادة سامة للحيوان و النبات والإنسان . يوجد الرصاص بشكل طبيعى فى القشرة الأرضية، و لذا فهو موجود فى التربة و الماء و النبات و الحيوان .
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن التعرض للرصاص يتسبب فى وفاة 000 143 شخص سنوياً، وأن التعرّض للرصاص فى مرحلة الطفولة يسهم فى إصابة الأطفال بحالات عجز ذهنى جديدة قدرها 000 600 حالة سنوياً، وأن 99% من الأطفال المتضررين عموماً بالتعرّض للرصاص بمستوى عالٍ يعيشون فى بلدان منخفضة الدخل و أخرى متوسطة الدخل .
من مصادرالرصاص فى البيئة بعض ألعاب الاطفال الرخيصة، و البطاريات القديمة و النفايات الاليكترونية، و بطاريات المحمول التالفة التى ترمى فى صناديق القمامة و تتسرب إلى الترع و آبار المياه و التربة الزراعية و بالتالى التسمم البطىء بالرصاص خاصة الأطفال، وغرف الأشعة، والمبيدات الحشرية و الزجاج الملون و السيراميك، و صبغات الشعر، و المسابك، و الأتربة الناتجة عن سير السيارات وعوادمها،و البنزين غير المصفى، و الأصباغ و مواد الطلاء القديمة، و المناطق القريبة من الشوارع الرئيسة . بعض أنواع السجائر الصينية يحتوى على كميات من الرصاص تبلغ ثلاثة أضعاف المستويات الموجودة فى السجائر المعتاده، و إذا أخذنا فى الإعتبار التعرض المتكرر، تصبح أدخنة التبغ مصدرا خطيرا للتسمم بالرصاص .
قد تحتوى مياه الشرب المنقولة على الرصاص بسبب نقلها بواسطة أنابيب مصنوعة من الرصاص، أو موصولة ببعضها البعض عن طريق لحامها بالرصاص. يتلوث الغبار المنزلى بدهان الجدران و الأبواب و الأرضيات الخشبية و قطع الأثاث المعدنية و الخشبية، و الأنواع الرديئة من الكحل، و خليط الأعشاب الغير معلومة المصدر، و مستحضرات أحمر الشفاه الرخيصة .
يتوزع الرصاص فى الجسم على المخ و الكبد و الكليتين والعظام، ويتم تحزينه فى الأسنان و العظام، حيث يتراكم مع مرور الوقت. يخفض الرصاص المناعه، و ذكاء الأجنة، و يسبب التخلف العقلى و انخفاض مستوى الذكاء عند الأطفال، و صعوبات التعلم و التحصيل الدراسى، و ربما يسبب الشلل، و أمراض عصبية عند الأطفال .
يعانى خمس الأطفال المصابين بتسمم الرصاص من إضطرابات سلوكية عدوانية و التلعثم و الأرق. هناك زيادة فى متوسط معدل الرصاص فى الدم عند المرضى الذين لديهم اضطرابات سلوكية و إفراط فى النشاط الحركى مع نقص الإنتباه و التركيز. كل زيادة 1 ميكروجرام / ديسيليتر للرصاص فى الدم تؤدى إلى انخفاض 7 درجات فى معدل الذكاء عند الأطفال، و هناك توصيات دولية بخفض نسبة الرصاص فى الدم للأطفال إلى أقل من 10 ميكروجرام / ديسيليتر.
تشمل مضاعفات التسمم بالرصاص أيضا الفشل الكلوى، و الاجهاض، و ولادة جنين ميت و الولادة المبكرة، و التشوه الخلقى عند الأجنة و الإصابة بالصمم و العمى. أثبتت الأبحاث أن الرصاص مادة مسرطنة فى الحيوانات . يرفع الرصاص ضغط الدم، و يسبب العقم، و يؤثر عكسياً على إنتاج الحيوانات المنوية . يلحق التعرض للرصاص بمستويات عالية أضراراً بالمخ والأعصاب، و يسبب الغيبوبة والتشنجات و ربما الموت. الأنيميا من أشهر مضاعفات التسمم بالرصاص، حيث يشل الرصاص الإنزيمات اللازمة لكوين الدم .
لحل مشكلة التسمم بالرصاص يتم تحسين مواصفات الوقود، و التركيز على البنزين الخالى من الرصاص، و تجديد السيارات القديمة، فكفاءة الاحتراق فى محركات المركبات القديمة منخفضة، و هذا يؤدى إلى اطلاقها ملوثات أكثر بكثير مما تطلقه السيارات الحديثة، و خفض نسبة الرصاص فى البطاريات، و شراء البطاريات التالفة ودفنها بطرق صحية .
ينبغى توعية الآباء و الأمهات و الأطفال بمخاطر التسمم بالرصاص، مع غسل اليدين قبل الأكل و بعد اللعب. ينصح العاملون بالصناعات المتعلقة بالرصاص بلبس كمامات واقية و إرتداء ملابس خاصة خلال أثناء العمل و تخلع عند مغادرته، كما ينبغى أن تغسل هذه الملابس بمغاسل خاصة بعيدة عن ملابس العائلة. يفيد الثوم فى التخلص من التسمم بالرصاص، و يعتبر أكثر أماناً مقارنة بالعلاج بالأدوية التقليدية، كما يفيد أيضا الإكثار من الألياف الغذائية. ينبغى إيجاد مواد بديلة لصناعة مواسير مياه الشرب بدلا من المصنوعة من الرصاص .