إيمان رفعت المحجوب

لمن لا يرون سببا لغضبنا نقول

الإثنين، 24 يوليو 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إننا حين نختزل مشكلات الشعب فى أكشاك للفتوى نكن نزيد الطين بلة، لأن مشكلاتنا كشعب هى جرعة " دوز" الدين العالى جدا مما أدى الى أن حل الدين فى حياتنا محل العلم والعمل واستغنينا به عن كل شىء، وهذه حقيقة لا مراء فيها فقد أصبح الجهل و الكسل بوجه عام سيدى الموقف فى مصر، لا علم يطلب و لا عمل جاد يرجى إلا " الهنكرة" ، فالدين اصبح بديلاً للطب وبديلاً للاقتصاد وبديلاً للسياسة وبديلاً للقانون وبديلاً للثقافة والفنون وكل العلوم على وجهٍ العموم..

 واكْتُفِى به ! وبالتواكل أصبح بديلاً للعمل والاجتهاد، فهو فرصة لمن أراد الكسل و التكاسل لأن الرزق فى السماء مقدرٌ و مكتوب ولأن الرضا لمن يرضى ! غير ثقافة استغلال الدين، إذ أصبح الدين مبرراً لاى شىء و قد تم توظيفه حسب الحاجة والهوى.

 فهو شعب تربى أبا عن جد عن مَلِك عن امير على ان الدين وجد خصيصاً له شخصياً وفقط دوناً عن العالمين و لقضاء مصالحه و حاجته هو و لا لأحد سواه، لانه هو المتدين العارف بالله فهو السيد و باقى الناس عبيد ضالين من على ملته و من على ملل أخرى، فهو المتفوق عليهم بشرياً لانه المتفوق عليهم دينياً ؛ من وجهة نظره ؛ و يحل له استغلالهم و لا يمانع فى ذلك حتى من ايقاع الضرر بهم و تكفيرهم و استحلال اموالهم و ربما اعراضهم و دمائهم !

 

باختصار الدين بديل كل شىء و تدخل فى كل شىء إلا "الاخلاق والمعاملات"، ولك ان تقول فى اخلاقه ما قال مالك فى الخمر فلهذا الشعب فى الأخلاق فلسفته الخاصة جدا التى لا تجدها فى شعوب العالم، فالنفاق والكذب و المراوغة و "التزويغ" من العمل و"الكروتة و الطلصأة" ؛ و كلها مصطلحات مصرية لا مرادف لها فى اى لغة ؛ و الإهمال و التهرب من المئؤولية و الاستنصاح عنده نصاحة كى يُسَيِّر الأمور والغش فى الامتحانات تعاون ومحاباة الأقارب صلة رحم و كسر اشارات المرور و التهرب من المخالفات و الضرايب ذكاوة والرشوة اكرامية وتفتيح دماغ و النصب و التهريب والسرقة فهلوة والغش فى البيع والشراء والاحتكار والاستغلال تجارة و التجارة شطارة والفج البذىء خفيف الظل و المتبجح "مفتح و متفتح و منفتح " ومتابعة اخبار الغير ثقافة و معلومات عامة و التدخل فى شئونهم نصيحة و التطفل اهتمام و الفظاظة قوة شخصية و العنف فتونة و شجاعة و جدعنة والتجبر على المرأة و كبتها وإهانتها و استغلالها و اكل مالها زوجة كانت او ابنة او اخت او حتى أم رجولة، و التحرش بها وعدم ضبط النفس و فراغة العين فحولة لا تتوافر عند شعوب الأرض كلها الى آخر ذلك من الموبقات التى يأتيها، المهم انه يصلى الصلوات الخمس على اوقاتها و يحج و يعتمر كل عام و يقيم موائد الرحمن فى رمضان و يبذل الأضاحى للفقراء !

يا سادة مشكلة الشعب لا صوم و لا صلاة و لا حج و لا صدقة و لا زكاة و لا كيف يتوضأ وكيف يدخل المرحاض و بأى رجل يخرج من المنزل و لا على اى جنب ينام و بأى يد يأكل ( و مع الأسف هذا هو الدين الذى يعرفه و تعلمه و لا يزالون يعلمونه له ! ) مشكلة هذا الشعب ميزان القيم المختل و التعريفات المغلوطة فى رأسه !! وأى بحث فى ذات الاتجاه و الاستمرار فى عرض ذات البضاعة و التوسع فيها بزيادة المعروض منها و زيادة "الدوز" المُتَعاطى والمغالاة فيه او اعادة نفس الدرس مع نفس المدرس فى نفس المدرسة لهو على سبيل استمرار التضليل و البعد عن جوهر المشكلة و البعد عن الحقيقة و هذه حقيقة ما يغضبنا ...

* استاذ بطب قصر العيني.










مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

معك كل الحق ولكن

هل نخنق الفكره في مهدها أم ننتظر ونحلل وما هو البديل في رأيك وكيف نبدا

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اكشاك الفتوي

أعتقد الحكومه بهذا العمل وضعت الأزهر في مواجهة الجماعات المتطرفه بغيا للحل بعيدا عن السياسه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة