الضربة الأخيرة التى وجهتها دول الرباعى العربى لتنظيم «الحمدين» الإرهابى فى الدوحة، قوية ومدروسة، وستجبر الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة على التحول من الميوعة والانتهازية السياسية إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددًا مع الإرهاب وداعميه فى الشرق الأوسط وأوروبا.
وتأتى هذه الضربة بوضع 18 فردًا وكيانًا جديدًا على علاقة بقطر، على قوائم الإرهاب، بعد موقفين فى غاية الدلالة، الأول التسريب الكبير لوثائق اتفاق الرياض 2013 وملحقه التكميلى على قناة «سى إن إن» الأمريكية، والذى كشف بوضوح كيف دعم تنظيم «الحمدين» فى الدوحة الإرهاب ومخططات الفوضى والأنشطة العدائية ضد الدول العربية قبل وخلال ما عرف بالربيع العربى، كما كشف أيضًا الجهود الكبيرة المبذولة من الدول العربية لاحتواء العصابة الحاكمة فى الدوحة، وكيف تنصلت هذه العصابة من كل الاتفاقيات والعهود التى تدعم الأمن العربى، ومضت إلى آخر الشوط فى تمويل ورعاية أخطر الجماعات الإرهابية فى العالم وأقذر المخططات لتدمير المنطقة العربية.
والموقف الثانى، هو فى الحقيقة صفقة أمريكية لإنقاذ العصابة الحاكمة فى الدوحة مقابل عشرات المليارات من الدولارات، أو ما عرف إعلاميًا بمذكرة التفاهم الموقعة بين ريكس تليرسون، وزير الخارجية الأمريكى، مع نظيره القطرى حول محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله.
ومن هنا تأتى أهمية الضربة الجديدة التى وجهتها دول الرباعى العربى لتنظيم «الحمدين» فى الدوحة، فهو يقول لأصحاب المواقف المائعة فى الاتحاد الأوروبى أو فى لندن وواشنطن، إن الدول العربية الكبرى ماضية بحسم فى إجراءات مواجهة الإرهاب وداعميه أيًا كانوا، ولن يوقفهم أحد.
ثانيًا، الضربة الجديدة لتنظيم «الحمدين» تركزت على مواجهة كيانات وسماسرة الإرهاب المدعومين قطريًا فى دولتين عربيتين يراد لهما أن تكونا دولتين فاشلتين، وأن يجرى تفتيتهما وتقسيمهما، الأولى هى ليبيا الغنية بالنفط والغاز، والمنافس المهم لقطر فى تصدير الغاز المسال لأوروبا، والثانية هى اليمن، صاحبة الموقع الاستراتيجى المتحكم فى مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر، ومن ثم فى حركة التجارة العالمية من الشرق إلى الغرب عبر قناة السويس.
ثالثًا، التأكيد على ضرورة إنهاء الدور القطرى الداعم والممول لأخطر التنظيمات الإرهابية وفق مشروع أوباما - هيلارى لتفتيت المنطقة العربية، وهنا لابد وأن نتساءل: هل أنهت إدارة ترامب مشروع أوباما - هيلارى لدعم الإرهاب على حساب الدول العربية المستقرة كما وعد ترامب إبان حملته الانتخابية، أم أنه يساوم الدول العربية الغنية ويبتزها، فيما يطلق يد الحليفة البريطانية فى المنطقة لتواصل التنسيق مع تركيا وقطر، والإبقاء على التنظيمات الإرهابية لأطول فترة ممكنة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة