كاتب إنجليزى يرصد تجربة مصر الحديثة بقصة "حسن العطار".. صاحب "التنوير الإسلامى": الجبرتى كان يريد ترجمة القرآن للفرنسية.. ومحمد على أقام نهضة.. والمماليك هزمهم الفرنسيون فى ساعة واحدة

السبت، 29 يوليو 2017 04:47 م
كاتب إنجليزى يرصد تجربة مصر الحديثة بقصة "حسن العطار".. صاحب "التنوير الإسلامى": الجبرتى كان يريد ترجمة القرآن للفرنسية.. ومحمد على أقام نهضة.. والمماليك هزمهم الفرنسيون فى ساعة واحدة غلاف كتاب التنوير الإسلامى
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الأشهر الأخيرة من القرن الثامن عشر امتلك شاب مصرى يدعى حسن العطار الشجاعة وقام بزيارة معهد مصر، الذى يعمل به مجموعة من المتخصصين الفرنسيين البارزين من مختلف فروع العلوم واللغويات، وكان نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية قد أقام هذا المعهد العلمى بعد انتصاره على جيش المماليك فى معركة استمرت أقل من ساعة، كان العطار يقف فى حديقة المعهد العلمى، بينما العصبية تتملكه نظرا لما سمعه عن المعارك التى حدثت والدماء التى سالت على يد الفرنسيين، وهذا ما ذكره كتاب "التنوير الإسلامى.. الصراع بين الإيمان والمنطق: 1798 إلى العصر الحديث"، للمؤلف الإنجليزى كريستوفر دى بليجو.

  

واستعرض كريستوفر دى بليجو، فى كتابه، حكاية المؤرخ عبد الرحمن الجبرتى، الذى كان أحد المدافعين والمكافحين عن الأفكار والتجريب العلمى والموافق على ترجمة معانى  القرآن إلى اللغة الفرنسية، وأفكار الجبرتى هذه لقيت إدانة من الكثيرين بينما تجاهلها  وقلة قليلة هى من أعجبت  بها.

 

وبعد قرون من هذا الزمن، كان علماء الغرب أنفسهم قد حثوا إسبانيا على معرفة العلم والفلسفة اليونانية من العرب، حيث ساهمت جهود العرب فى قيام عصر النهضة فى الغرب.

 

ويرصد المؤلف لهذه الفترة ويقارن بين الغرب والشرق فيقول "فى نفس الوقت الذى ينتعش فيه العالم الغربى كانت أبواب التفسير فى العالم الإسلامى تغلق فعليا، حيث كانت تقاليد الفكر والتأمل التى ازدهرت فى العصر الإسلامى القديم قد تم التخلص منها".

 

ويتابع المؤلف "كان رجال الدين يتلمسون، ما تركه الوحى للنبى فقط، بينما كان الاجتهاد، أو المنطق المستقل يمثل خطرا على النظام المعمول به، حتى أنهم دمروا مرصدا اسطنبول والذى يعتبر آخر صرح علمى كبير فى العالم الإسلامى، فى عام 1580 بعد أن عارض "رجال الدين"، وجوده، كما أنهم حظروا إدخال الطباعة.

 

المهم يعود المؤلف مرة أخرى إلى الشاب حسن العطار الذى نزع من قلبه التعصب، وكانت النتيجة أن ذهب إلى فرنسا وكان مبهوراً بالفرنسيين وحبهم للتعليم ومدى اتساعهم ومعرفتهم بأدب وتقاليد الثقافات الأخرى، وسعى إلى إحداث فكر يعمل على التوفيق بين التعليم الإسلامى وقيم التنوير الغربية.

 

كما أن الكتاب توقف أيضا أمام تجربة محمد على باشا حيث أورد كريستوفر دى بليجو "أن احتلال نابليون مصر فتح الطريق أمام حاكم مصرى جديد، مغامر ألبانى، للبدء فى إصلاح جذرى للدولة المصرية، وكان محمد على باشا، على دراية كبيرة بالتجارة والتمويل التى تمثل مفاتيح السلطة فى العالم الحديث، إضافة إلى هذا فقد أقام مكاتب للصحة العامة ومكاتب للتلغراف وقنوات ومصانع قطن".

 

ودى بليجو، وهو صحفى ومؤلف، على ثلاث مدن إسلامية فى النصف الأول من الكتاب، وهم القاهرة وإسطنبول وطهران، فكل حاكم فى المدن الثلاثة اعتمد على عناصر الحداثة الغربية ليتحرك للأمام.

 

لذا فكتاب "التنوير الإسلامى"، يدخلنا إلى معرض رائع من الأفراد الذين سوف تصدوا للإصلاح والتحديث من الناحية النظرية والممارسة على مدى القرنين المقبلين، وكان  التدريب على الوسائل الحديثة وقيام المصانع والقروض المصرفية هى أدوات دخول الدول الإسلامية إلى العالم الحديث، وقد ارتفعت مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة كما دخلت الطباعة لهذه الدول فضلا عن ازدهار الصحافة.

 

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة