صحيح أن قناة الحياة لم تعد رقم 1 فى مصر، وصحيح أن القناة عصفت بها المشاكل المالية، والأزمات الاقتصادية المتتالية التى أصبت جميع وسائل الإعلام المصرى، وصحيح أن العاملين بها، لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور طويلة، ولكن تبقى قناة الحياة، واحدة من أهم القنوات الفضائية الخاصة، والتى بدأت فى مصر فى نهاية التسعينيات، ليس لأنها كانت دائما الأعلى مشاهدة، ولكنها فى حقيقة الأمر، قدمت إعلاما مهنيا جديدا، قائم على التفاعل مع الجمهور، متطورا فى أدواته التقنية والتفاعلية.
اقتحمت شبكة تليفزيون الحياة، كل المجالات الإعلامية، فكان لها الريادة فى مجال الاعلام الرياضى، كذلك كان من أبرز قنوات المسلسلات والدراما قناة الحياة مسلسلات، فضلا عن قناة الحياة العامة، التى كانت مليئة بالبرامج المختلفة ما بين السياسى والاجتماعى والفنى والاقتصادى والترفيهى والأطفال والدينى والدرامى
وإذا كانت قناة الحياة، تشهد حاليا فترة من التعثر المادى، وتراجعا كبيرا فى مسيرتها، إلا أنها تستحق أن يتكاتف الجميع ويقف بجانبها، على رأسهم العاملين بها، فليس معنى كلامى ألا يطالب العاملون بحقوقهم ومستحقاتهم المتأخرة، ولكن لا يمكن لهذه القناة التى تعتبر من القنوات الرائدة أن ينهار بين يوم وليلة .
لا أحد يمكن أن يلقى باللوم على مدينة الانتاج الاعلامى أو مجلس إدارتها برئاسة الوزير السابق أسامة هيكل، لأن ما فعلته هو رد فعل مشروع، تحفظ به حقوقها، وهو أسلوب احترافى فى التعامل المؤسسى بين الكيانات الكبرى، ولكن تظل "روح القانون" حاضرة فى هذا الموقف، استنادا إلى التعاملات السابقة بين إدارة مدينة الإنتاج، وإدارة قناة الحياة، فكثيرا ما التزمت "الحياة" بما عليها من إيجار الاستوديوهات والمعدات والكهرباء، وهو ما يجعل لها رصيدا يشفع لها هذا التأخر فى سداد المستحقات .
وأخيرا، على المجلس الأعلى للإعلام، أن يتدخل لحل الأمر ، فربما تكون تلك الأزمة، أول اختبار حقيقى يواجه المجلس الأعلى للإعلام برئاسة الكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد، فنحن لا نطالبه بأن ينصر طرفا ضد أخر، ولكن كل ما نطلبه، هو الوقوف بجانب الكيانات الإعلامية الوطنية، حرصا على مستقبل الإعلامى المصرى، وأيضا حفاظا على مستقبل العاملين بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة