بعد أن كان المواطنون السورين يسجلون أعلى معدلات اللجوء إلى دول أخرى على خلفية الحرب الدائرة الآن في بلادهم ومستمرة من نحو 6 سنوات، دخل مواطنو فنزويلا إلى حلبة المأساة الإنسانية بعدد ضخم من طلبات الللجوء إلى المملكة الإسبانية.
وفي الشهور الأخيرة تعرض الفنزويليون للعديد من الضغوط السياسية والاقتصادية ما جعلهم يفرون من بلدهم والتوجه إلى البلدان الأخرى ومنها دولة كولومبيا الحدودية، وإسبانيا.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية فإن قمع الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو للشعب الفنزويلى ظهر بشكل مفاجئ وبشكل غير متوقع مما جعل هناك صدمة لدى الفنزويليين من هذا القمع المتبع من قبل التشافزيين.
وأوضح التقرير أن مادورو يعتبر مثالا للديكتاتورية التى تمارس فى العالم، فعلى الرغم من الحرب فى سوريا المستمرة منذ 2011 إلا أن عدد الفنزويليين الطالبيين للجوء إلى إسبانيا أكثر من السوريين الذين يعانون من الحرب القاسية، مؤكدة أن نقص الغذاء والأدوية فى فنزويلا وقتل المتظاهرين جعل الفنزويليين يشعرون بحالة من اليأس من إصلاح حال بلدهم.
وأضاف التقرير أنه وفقا للجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين "CEAR" فإن الطلبات الأولى للجوء للفنزويليين إلى إسبانيا وصل عددها إلى 3960 طلبا فنزويليا، فى حين وصلت طلبات السوريين للجوء فى إسبانيا إلى 2975 طلبا فقط، ويتبعهما الأوكرانيون بـ2570 طلبا، مع الاخذ باعتبار أن سوريا وأوكرانيا تعانيان من حروب مفتوحة منذ 2012 أى قبل عام من وصول مادورو إلى السلطة، حيث إن عدد الفنزويليين طالبي اللجوء فى إسبانيا كان قبل مادورو 28 شخصا فقط.
ووفقا للبيانات الرسمية من المعهد الوطنى للإحصاء، ففى العام الماضى بلغ عدد الفنزويليين المقيمين فى إسبانيا 208081، منهم 127781 مواطنا يحملون الجنسية الإسبانية.
وأوضحت الصحيفة فى تقريرها أن حصيلة قتلى المتظاهرين فى الاحتجاجات المناهضة لحكومة مادورو وصل إلى 80 شخصا، وآلاف المصابين، ومئات المعتقلين، ومنهم معرضون للمحاكمات العسكرية.
ونظمت المعارضة تظاهرة جديدة فى كاركاس بعد ثلاثة أشهر بالضبط على بداية موجة الاحتجاج التى حصدت 80 قتيلا، فقد تدفق حوالى 3000 شخص إلى الطريق السريع الذى يجتاز العاصمة، للإعراب عن دعمهم للويزا أورتيجا، المدعية العامة التى تحولت من نصيرة ثابتة للتيار التشافيزى - تيمنا بهوجو تشافيز رئيس البلاد (1999-2013) ـ إلى إحدى أشد منتقدى مادورو.
وأوضحت الصحيفة المدريدية أن أورتيجا منعت من مغادرة فنزويلا، وفرضت الحراسة على ممتلكاتها وستمثل الثلاثاء أمام المحكمة العليا بعد انتقادها الحكومة، وستقرر المحكمة ما إذا كانت المدعية العامة ستمثل أمام القضاء.
وكتب فريدى جيفارا، نائب رئيس البرلمان، المؤسسة الوحيدة التى تسيطر عليها المعارضة، فى تغريدة على تويتر "الجميع فى الشارع لمنع هذه المناورة والتنديد بها".
وقد رفع الدعوى القضائية على اورتيجا، النائب بيدرو كارينو، المؤيد للرئيس مادورو، والذى أكد أن المدعية كذبت عندما قالت انها لم توافق على تعيين 33 قاضيا اختارهم، أما اورتيجا فاتهمت مادورو بفرض "ارهاب الدولة" بسبب أعمال العنف التى تمارسها قوى الأمن ضد المتظاهرين، وتعارض المدعية العامة ايضا دعوة مادورو الى جمعية تأسيسية لإعداد دستور بديل من ذلك الذى أقر إبان رئاسة هوجو تشافيز.