- الأيام القمرية للزواج ويذبحون 40 شاهًا للمعازيم
- رقصة "التربلة" والأغانى بـ"الطمبورة" أبرز ما يميز ليالى الشيلة فى العرس
- أشهر أكلاتهم "السلات" ومشروبهم المفضل "الجبنة" ويلبسون "البوجة"
"الغربة قسّاية عيونا بكاية".. كلمات من أغانى الصحراء يرددها أبناء قبيلتى العبابدة والبشارية فى جنوب مصر.. "اليوم السابع" التقى أبناء قبيلتى العبابدة والبشارية، لنتعرف منهم على حضارة تعيش فى الصحراء الشرقية منذ تاريخ بعيد، وتتميز بعادات وتقاليد غير موجودة فى قرائنهما من القبائل الأخرى.
قبيلة العبابدة
الشيخ عبد المجيد عثمان، شيخ مشايخ العبابدة، افتتح الحديث عن تاريخ قبيلتى العبابدة والبشارية، قائلاً "العبابدة قبيلة عربية تمتد أنسابها إلى الصحابى الجليل الزبير بن العوام، ابن عمة رسول الله وحواريه، وتعيش هذه القبيلة جنبًا إلى جنب مع قبيلة البشارية بالصحراء الشرقية فى جنوب مصر ما بين محافظتى أسوان والبحر الأحمر وتمتد حتى شمال شرق السودان، والعبابدة والبشارية قبائل رعوية تعيش على الأمطار وترعى الإبل والأغنام وتجمع الأعشاب الطبية فى الصحراء، واشتهرت بالتجارة الحدودية".
قبيلة البشارية
الشيخ نصر كرار، شيخ مشايخ البشارية، تابع الحديث عن تاريخ القبيلتين قائلاً "لم يختلف الحال كثيراً عن قبيلة البشارية فهم أبناء عمومة العبابدة وتجمعهم الأنساب والإقامة والعادات والتقاليد، وعرفت هذه القبائل باسم (البجة) ويتحدثون (الرطانة) ويبلغ أعدادهم – حسب ما رصده أبناء القبيلتين – نحو 9 ملايين نسمة من سكان مصر، ويحرصون على الترابط والتواصل بينهما البعض فى العادات والتقاليد المختلفة".
وأضاف الشيخ نصر كرار، أن قبيلة البشارية تتشعب لعائلات مختلفة منها "العالياب – العمروبات – حمدأوراب" وكل قبيلة تعيش فى منطقة ووادى من صحراء أسوان ووادى علاقى ومثلث حلايب وشلاتين، ويطلق على العبابدة والبشارية جنود مقاتلى الفراعنة أو محاربى الصحراء، لأنهم كانوا فرسانًا بطبيعة حياتهم الصحراوية الشاقة التى عودتهم على المبارزات والقتال.
أماكن تواجدهم
أبو الحسن عابدين عبد الله، من قبيلة العبابدة، أضاف أن أبناء العبابدة والبشارية يسكنون الجبال والوديان الصحراوية، ويتميزون بتجارة الجمال الدولية بين مصر والسودان ويسافرون بها 45 يوماً عبر الصحراء من السودان إلى مصر، وتتميز كل قبيلة من العبابدة والبشارية بصناعة "وسم" خاص بها ، وهى عبارة عن قطعة حديدية تأخذ شكلاً معيناً وتحمى فى النار لتكوى بها رقبة الجمل كعلامة يتعرف بها كل صاحب ذود من الإبل، ويشتهر أبناء القبيلتين أيضاً بتجارة الأغنام ورعيها وجمع الأعشاب الطبية التى تنبت فى الصحراء بعد هطول الأمطار.
بلاد الذهب
وأوضح أبو الحسن عابدين عبد الله، بأن المناطق الشرقية ما بين أسوان والبحر الأحمر خاصة جبال وادى علاقى، غنية جداً بالمعادن المرتكزة فى باطن الأرض مثل الميكا والسبار والذهب والفضة وغيرها من المعادن، ولعل أكثرها "الذهب"، لذلك يطلق على هذه المنطقة "أرض الذهب" باعتبارها متحفاً جيولوجياً مفتوحاً، ويعتبر أبناء المنطقة هم كشافى المعادن وخبراء الوديان والمدقات الصحراوية التى تكشف عن هذه المعادن.
عادات الزواج لدى العبابدة والبشارية
محمد كرار كيشة، من قبائل العبابدة والبشارية بأسوان، أوضح أن من عادات وتقاليد الزواج لدى القبيلتين، هو اختيار توقيت العرس نفسه ليكون خلال الأيام القمرية للشهور العربية وهى 13 و14 و15.
ليالى الشيلة
وتابع "كيشة" الحديث عن عادات وتقاليد الزواج قائلاً، تبدأ ليالى العرس فيما يسمى بـ"الشيلة"، وفيها تحمل كل قبيلة أمتعتها وهدايا الفرح لتسافر به إلى العرس وعادة ما تكون روائح وحنة سودانية وغيرها من مستلزمات الفرح، وقديماً كانت تذبح الولائم لمعازيم الفرح وأحياناً تصل إلى 40 شاهًا، وتمتد أيام العرس لـ7 أو 8 ليال يتخللهم مبارزات بالسيوف وسباقات هجن بالجمال ورمى الرماح وغيرها من التحديات التى تعتمد على اللياقة البدنية، وفى ليالى السمر يشارك أبناء العبابدة والبشارية الأغانى والطرب والكف ويرقصون الـ"تربلة" وهى عبارة عن رقصة بالسيف والدرع الذى يسمى بـ"الدركة" وخلال هذه الرقصة أيضاً يقف مجموعتان من الشباب ويدخلان فى تحدٍ عن طريق الضرب بالكرابيج ويقف الشاب الذى يستعد للضرب على أطراف أصابع إحدى قدميه وتكون الأخرى معلقة بجوار ركبته ويضع طاقيته البيضاء على رأسه وعندما يضرب يقاس درجة تحمله ودرجة ثباته وعندما يهتز تقع من رأسه الطاقية، وهذا نوع من التحدى بين العبابدة والبشارية فى الأفراح وحفلات السمر، ويشير إلى الرجولة وقوة التحمل والصبر.
أغانى الطمبورة
وأشار إلى أن من أشهر المطربين لدى العبابدة والبشارية، حسين طاهر البشارى، ومحمد البدرى، كذلك من أشهر الأغانى "ظلموك أحبابك ظلموك" و"القمر بوبا" و"الغربة قساية"، وتستخدم آلة "الطمبورة" لعزف الأغانى وتشبه فى تصميمها العود، بجانب موهبتهم فى إلقاء الشعر، كما يعرف عن عن بعض العبابدة والبشارية عادة تسمى "ضرب الودع" وينجم الذين يمارسونها بجزء من مستقبل الإنسان فى الخير والشر.
ملابس العبابدة والبشارية
عادل عوض، من قبيلة العبابدة بأسوان، قال إن ملابس أبناء القبيلتين تتمثل فى "البوجه" و"السراويل" و"العراقى" و"السديرى" و"الشقة" وهى قطعة قماش كبيرة تلف على رقبة الشخص وصدره بالتصلب، وعندما ينام يتغطى بها ويبلغ طولها 7 أمتار أحياناً، مشيراً إلى أن الملابس تكون واسعة وفضفاضة حتى لا يتلاصق عرق الجسد بالملابس.
المأكولات والمشروبات عند العبابدة والبشارية
وحول المأكولات والمشروبات التى تشتهر بها العبابدة والبشارية، قال أحمد عبد الله محمد، بشارى، "عاصرت الزمن الجميل لأهالينا سابقاً عندما كانت تأتى قوافل الجمال من الصحراء الشرقية محملة بالخير ويجلبون معهم المشروبات الطبيعية الحرجل والحلف بر والدمسيسا والعراديب، وكان سوقاً تجارياً كبيراً"، موضحاً أن من أشهر الأكلات "السلات" وهى عبارة عن لحم مشوى على الزلط، ويتم إعداده بعد يجمع الحطب ويضعه تحت الزلط ويشعل النار حتى يسخن الزلط ويشوى اللحم، كما أن من أشهر المشروبات "الجبنة" بفتح الجيم والباء، وهى القهوة وتحضر عن طريق وضع القلاية الفخارية ويوضع فيها البن الأخضر ثم توضع على الفحم حتى يتم تحميصه ويدق بالهون الفخارى، ثم يحضر الجنزبيل المطحون بالحبهان وتحضر بذلك الجبنة.
مهارات "الأتر"
حسين أبشر حسين، أحد أبناء العبابدة والبشارية بأسوان، قال إن لقبائل العبابدة والبشارية قصصاً وأساطير فى تتبع "الأتر" وهو آثار الأقدام، ومن خلال تتبع "الأتر" هذا يكشفون ماهية الأشياء التى دبت على الأرض ونوعها سواء أكان بشرياً أو حيواناً أليفاً أو مفترساً، وعن إحدى هذه القصص أضاف "أبشر"، أن أحد الغرباء سرق معزة ضلت عن قطيعها فى صحراء حلايب وشلاتين، فجاء خبراء الأتر من العبابدة والبشارية وتتبعوا آثار أقدام القطيع حتى رصدوا خروج إحداها عن المجموعة، وبتتبعها أيضاً علموا بانتهاء آثار أقدامها مع بداية لأقدام بشرى وفى نهاية التتبع توصلوا إلى منزل سارق المعزة، وعاقبوه بالرحيل عن المكان، فلا يمكن أن يعيش بينهم خائن حتى وإن كان من أصلابهم.
جمعية تنمية المجتمع لقبائل العبابدة والبشارية
عوض محمد هدل، رئيس جمعية العبابدة والبشارية بمحافظة أسوان، أشار إلى أن جمعية تنمية المجتمع لقبائل العبابدة والبشارية بمحافظة أسوان أشهرت عام 1972 وكانت موجودة قبل ذلك كمضيفة، وكان الهدف من إنشائها خدمة المجتمع لقبائل العبابدة والبشارية، حيث تستضيف القوافل الطبية للقوات المسلحة، كما تستقبل أبناء الصحراء ممن ليس لديهم أوراق ثبوتية، وتوزع من خلالها الإعانات والمساعدات، وهى صنعت خيراً كثيراً وساهمت فى حل المشاكل بين أبناء القبائل فى الجنوب، وكان من رواد أعمال الخير وصاحب إسهامات فى فض المنازعات القبلية أمثال الشيخ عمر حسن العبادى، وغيره الكثير.
جانب من أفراح العبابدة والبشارية
مدرسة ابتدائية بمنطقة أبورماد فى الشلاتين
أحد الأطفال فى قبائل العبابدة والبشارية
رعى الإبل فى الصحراء
رعى الأغنام فى الصحراء
أحد أبناء القبيلة يشرب الشاى
أبناء القبيلتين
أبناء القبيلة يتجمعون أمام مشروب الجبنة
عوض هدل رئيس جمعية العبابدة والبشارية
صحفى اليوم السابع مع أحد أبناء البشارية
صحفى اليوم السابع مع رئيس جمعية العبابدة والبشارية
الرقص بالسيف
طرق حلايب وشلاتين الداخلية
ضرب الودع
أماكن معيشة قبائل العبابدة والبشارية
إحدى الاستراحات فى الصحراء
إحدى السيارات التجارية القادمة من السودان
السوق التجارى فى حلايب
أحد مساجد مدينة الشلاتين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة