بات من المؤكد أن منظومة الدعم الحالية بوزارة التموين في حاجة ماسة اليوم قبل الغد إلى إعادة هيكلة كاملة بهدف وصول الدعم لمستحقيه فقط، لأن ما يحدث من تسريب وتلاعب في المنظومة يمثل خللا كبيرا على حساب الغلابة، لأن ما تخصصه الدولة سنويا لصالح المنظومة ويقدر ب85 مليار جنيه للخبز والسلع التموينية وهو رقم كفيل بتحقيق العدالة الاجتماعية، لكن الواقع على الأرض يؤكد عكس ذلك.
ولعل ما كشفه جهاز الكسب غير المشروع مؤخرا يكشف لنا بوضوح هذه القضية بإحالة بعض المسئولين بشركة التطبيقات للكروت الذكية "سمارت " إلى محكمة الجنايات بتهمة الاستيلاء على الملايين من أموال الدعم المخصصة من الدولة لصالح محدودي الدخل، وتتعلق بالسلع الغذائية والخبز المدعم.
ولمن لا يعلم شركة "سمارت " هى الشركة المسند إليها طباعة الكروت التموينية، واستغل بعض ضعاف النفوس بالشركة الثغرات الموجودة في المنظومة وتلاعبوا في الكروت الذكية، بما يزيد عن مليون بطاقة وصرفوا من خلالها سلعا تموينية وخبزا لغير المستحقين ، والأخطر هو قيام المتهمين بوقف بعض الكروت الذكية على الرغم من استحقاق أصحابها للدعم .
أما الشق الآخر من خلل وفساد المنظومة فيتعلق باتفاق غير معلن بين بعض البقالين وصغار الموظفين بمكاتب التموين في كثير من المحافظات، والاستيلاء على الملايين أيضا من أموال الدعم والنماذج كثيرة وصارخة، وهناك عشرات بل مئات القضايا التي تم ضبطها في المحافظات من قبل الاجهزة الرقابية وهو مايدعونا إلى إعادة النظر في المنظومة بل في طريقة الدعم خاصة بعد الانتهاء من عملية تحديث بيانات جميع المستحقين للدعم في مصر، حتى لا نترك الحبل على الغارب للفاسدين بالتلاعب بقوت الغلابة فهل يفعلها الدكتور على مصيلحي وزير التموين الحالي .. إنا لمنتظرون ؟!