رجل أعمال شهير، جاء إلى شرم الشيخ، ليجلس فى منتجع يتمتع بشهرة سياحية عالمية، وفى شهر أغسطس، وما أدراك ما شهر أغسطس، أصعب شهور الصيف ارتفاعا فى درجات الحرارة بمصر، وجلس فى حضور وزيرة الاستثمار، ورجل الأعمال المصرى هشام طلعت مصطفى، ورجالهما، مرتديا شورت، فأصبح صيدا ثمينا فى شباك «الخونة وأراذل الناس»!!
ونسأل ما هو العيب أن يجلس رجل الأعمال الأشهر الوليد بن طلال ورجاله مع وزيرة الاستثمار ومساعديها فى منتجع سياحى فى أشهر مدينة سياحية فى العالم «شرم الشيخ»، وبحضور رجل أعمال مصرى ومساعديهم مرتديا شورت؟ وهل الجلسة كانت فى مكتب الوزيرة بالقاهرة؟
كل الذين تباروا لسن سكاكينهم السامة للإجهاز على زيارة رجل أعمال بقيمة وقامة الوليد بن طلال، بهدف تشويهها، خاصة أن الرجل أعلن فى بيان رسمى أنه سيضخ 800 مليون دولار، لإجراء توسعيات منتجع «فور سيزونز» شرم الشيخ، بالاشتراك مع مجموعة طلعت مصطفى القابضة، ليصبح الأكبر من بين المجموعة العالمية الشهيرة فى العالم، هدفهم تشويه أى إنجاز يتحقق على الأرض.
بالطبع هذا النجاح الكبير الذى تحققه مصر فى القطاع الاقتصادى، وما تبذله الوزيرة سحر نصر فى جذب الاستثمار، والدليل وجود ملياردير ذى سمعة وشهرة دولية فى قيمة وقامة الوليد بن طلال، فى شرم الشيخ ليعلن من هناك عن توسعة فندق «الفورسيزون»، ليكون الأكبر فى العالم، إنما يمثل لخونة الداخل من أعضاء الجماعات الإرهابية والحركات الفوضوية، والذين نصبوا أنفسهم خبراء فى كل شىء، بما فيها علوم الفلك، والقدرة على اختراق الكواكب والمجرات، آلاما وأوجاعا ضخمة، ويكرهون هذا النجاح المدهش لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تصدر صفحات كبرى الجرائد العالمية.
لذلك، تَرَكُوا ما حققته زيارة الملياردير السعودى الوليد بن طلال لمدينة شرم الشيخ، من نجاح مبهج، وإعلانه ضخ 800 مليون دولار، أى ما يقرب من المليار دولار، بجانب الرسالة التى بعثت بها الزيارة لجميع المستثمرين فى العالم، عن الأمن والأمان وجدوى الاستثمار فى مصر، وركزوا فقط فى شورت الملياردير السعودى ورجاله فى حضور وزيرة الاستثمار، لينحرفوا بالإنجاز من مساره الطبيعى، الناجح والداعم للاقتصاد المصرى، إلى إشغال الناس بسفاسف الأمور وتفاهتها، فيترك الناس الإنجاز، ويتحدثون عن «الشورت».
الملاحظ أن عملية إثارة اللغط والبلبلة بين الناس من خلال اصطياد «سفاسف» الأمور حول أى مشروع، هدفها الرئيسى تشويه الإنجاز، وإهالة التراب عليه، لكى لا يسترعى انتباه المصريين ويسيطر على اهتماماتهم والزهو بأن بلادهم تسير بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار، ولكم فى السجادة الحمراء أسوة.
هل تتذكرون السجادة الحمراء؟! ففى فبراير 2016 افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى ما يقرب من 34 مشروعا ما بين مشروعات إسكان وطرق وغيرها من المشروعات التنموية، وكان مقر الاحتفال بتدشين هذه المشروعات مدينة 6 أكتوبر، وفوجئ المصريون بحملة ضارية ضد السجادة الحمراء وكم تكلفت، ورأينا قنوات جماعة الإخوان الإرهابية تشن حملة ضخمة ضد السجادة، وصورت أن تكلفتها الملايين، رغم أن هذه السجادة كانت تستخدم قبل ذلك الحدث بأكثر من ثلاث سنوات.
ونجح الإخوان والخونة وأقزام الإعلام من عينة المعاتيه «محمد ناصر ومعتز مطر» وقناة الجزيرة أن يهيلوا التراب على النجاح فى إنجاز 34 مشروعا، وأصبحت السجادة الحمراء حديث القاص والدانى، وللأسف سار خلفهم «ببغاوات» الإعلام المصرى وأفردوا مساحات كبيرة من برامجهم وصحفهم لتحليل أسباب وضع السجادة، ونوعها وثمنها ومقاساتها بالطول والعرض وهل سيارة السيسى سارت عليها من عدمه، وأى المصانع أنتجها، وهل هى محلية الصنع أم مستوردة، وكيف للرئيس أن يطالب المصريين بالتقشف الاقتصادى فى حين الحكومة تفترش الأرض بالسجادة الحمراء!!
ومع كل إنجاز يتم تحقيقه يخرج الخونة من جحورهم، لتشويهه، إما بتوظيف «سفاسف» الأمور وتحويلها إلى قضية كبرى، أو بتفجير هنا، واغتيال هناك، بهدف تشويه الإنجازات، وإصابة المصريين بحالة من الإحباط، وهو المطلوب، فكيف يُنسب نجاح كبير ومهم للنظام الحالى، وهم أعداؤه، وهو أبشع أنواع الخيانة، لأن خصومتهم الحقيرة للنظام ومحاولة تكبيل نجاحاته، لا يؤذى النظام فحسب، ولكن يدمر وطن، ويزيد من أوجاع وألام المواطنين.
هؤلاء الخونة وكتائب نشر اليأس والإحباط، وتنظيم تضخيم «سفاسف» الأمور، فاتهم أن النجم العالمى البورتوريكى لويس فونسى Luis Fonsi استطاع بأغنية ديسباسيتو «Despacito»، أن يروج لبلاده الفقيرة «بورتوريكو» وينقذ اقتصادها من الانهيار، حيث لعبت الأغنية دورا جوهريا للترويج للسياحة، خاصة إذا علمنا أن «ريكاردو روسيلو» محافظ بورتوريكو، قد أعلن إفلاس الجزيرة المطلة على الكاريبى من أجل إعادة هيكلة ديون البالغة 70 مليار دولار، وغرق اقتصادها فى حالة ركود عميق تسبب فى انخفاض إنتاجها القومى بنسبة %10 خلال العام الماضى.
فجاء لويس فونسى، ليشدو بكلمات أغنيته «ديسباسيتو» لتعيد الحياة من جديد لبلاده «بورتوريكو»، وينقذ شعبه من المجاعة والفقر، بينما نحن فى مصر، نشوه الإنجازات، ونفرح فى المصائب، ونتخذ من «شورت» رجل أعمال شهير، أيقونة «تريقة وتسخيف»، ومن السجادة الحمراء، خنجرا لنغرسه فى قلب الإنجازات والتفاؤل والأمل!!
ولك الله يا مصر..!!