أكدت خبيرة التغذية سماح إبراهيم مسئولة الصحة والسلامة الغذائية بإحدى الشركات المصرية الكبرى، والحاصلة على ماجستير فى تطبيق مواصفات أيزو ٢٢ ألفا فى المطاعم المصرية، أن القاعدة الذهبية للوقاية من أمراض الصيف تتمثل في المحافظة على "النظافة"، والابتعاد عن الطعام المكشوف، بالإضافة إلى التحصين ضد الأمراض المتوطنة في أماكن قضاء الإجازات .
وأضافت أن أمراض الصيف تهاجم جسم الإنسان بعدة طرق من أهمها الدخول إليه عن طريق الفم، حيث تناول الطعام غير النظيف والملوث، أو الذى أفسدته درجات الحرارة المرتفعة أو المخزن بشكل غير صحى، مشيرة إلى أنه من الأفضل خلال فصل الصيف إعداد الطعام منزليًا، والحد من تناوله خارج المنزل، وعدم تناول الطعام في مطاعم لا تتوفر فيها الشروط الصحية، كتلك التي تعرض الطعام بشكل مكشوف، حيث يكون معرضًا للحشرات والعوامل الجوية، مشيرة إلى أنه إلى جانب هذا فمن الأفضل استخدام مياه الشرب المعبأة أو المعقمة.
وأوضحت أن الإصابة ببكتيريا "الشجيلا" هى أحد مظاهر أمراض الصيف المحيرة، حيث لا يمكن تشخيصها إلا عن طريق الفحص بمزرعة بكتيرية، فيصاب الشخص خاصة الأطفال بارتفاع شديد فى درجة حرارة الجسم لتصل إلى من ٤٠ إلى ٤١ درجة مئوية، ويكون هذا الارتفاع مصحوبا بمغص وجفاف ، نتيجة تناول غذاء به هذه البكتيريا لعدم اتباع إجراءات الصحة والسلامة الغذائية فيه ، خاصة الأطعمة غير المطهية مثل البيض والسلطة والخضار، ويتم منع المرض والوقاية منه عن طريق اتباع إجراءات صحية جيدة مثل العناية بغسل الخضروات والفاكهة جيدا .
وأشارت إلى أن الالتهاب الكبدى" A" من الأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء، ومصدر العدوى به إما عن طريق الفيروس نفسه أو من خلال المريض أو حامل المرض عن طريق البراز أو الأكل أو نقل الدم، منوهة بأن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب نقص المناعة، ومؤخرًا أصبح الشباب في سن الجامعة ضمن الفئات الأكثر عرضه للمرض خاصة فى فص الصيف وفي البيئات غير النظيفة.
وتقول وكالة أنباء الشرق الأوسط فى تقرير لها حول أمراض الصيف، إن فصل الصيف يحمل العديد من الأمراض التي ارتبطت به بشكل كبير، حيث يعد موسما للمشاكل الصحية، ويعزز ظهور أمراضه عادات وسلوكيات وتصرفات البشر وطرق معيشتهم، ولهذا فقد باتت أمراض الصيف متميزة ومختلفة عن أمراض المواسم والفصول الأخرى، لطبيعته المناخية و ارتفاع درجة حرارة أشهره ونسبة رطوبتها، ما يعرض الجميع كبارا وصغارا لأمراض المختلفة دون تمييز٠
وقد دعا عدد من الأطباء والمتخصصين إلى ضرورة تجنب مخاطر أمراض الصيف، خاصة خلال موجات الحر الشديدة التى تتعرض لها البلاد وترتفع فيها درجات الحرارة لأعلى معدلاتها وتمتد لأسابيع متتالية، والإكثار من شرب الماء ، وارتداء الملابس القطنية، وعدم التعرض المباشر لحرارة الشمس، وارتداء النظارات الشمسية وأغطية الرأس للحماية من الإصابة بضربات الشمس .
والأمراض المنتشرة في الصيف لا حصر لها، فمنها التنفسية وتتمثل أسبابها في انتقال الإنسان بين الجو الحار والبارد، والجلدية التي تعود أسبابها الى تعرض الفرد الى أشعة الشمس والتي تؤدي غالبا الى حروق من الدرجة الثانية، وأمراض الإجهاد الحرارى وضربة الشمس ، التي يصاب بها الإنسان وتترواح بين الإصابة البسيطة إلى ضربة الشمس المميتة .
ويعد التلوث الغذائي والأمراض المرتبطة بالتسممات الغذائية من أهم الأمراض وأكثرها انتشارًا خلال فصل الصيف ، حيث يكثر الخروج ويتناول الوجبات الغذائية خارج المنزل ، إلى جانب غياب الرقابة الصارمة على ما يتناوله الفرد ، فيصاب بأمراض التلوث الغذائى التي تكون أحيانا مميتة وقاتلة ، حيث الظروف المواتية لنمو وتكاثر أنواع من البكتيريا بسبب الحرارة والرطوبة، وانتشار الحشرات الزاحفة والطائرة والناقلة للبكتيريا وسائر الميكروبات إلى المأكولات والمشروبات فتلوثها ، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية وعدم غسل الأيدى باستمرار.
وتزداد بعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي فى فصل الصيف، وأكثرها انتشارا بين الأطفال الإسهال ، والإنتان المعوى بشكليه الفيروسى والجرثومى، وبأعراضه الرئيسية مثل النفخة و الغثيان والمغص والتطبل والإسهال والخمول ، وذلك لما لفصل الصيف من خصوصية تتعلق بنوعية الأغذية المتناولة ، فتحدث الإصابة بالنزلات المعوية الحادة التى تستوجب سرعة الذهاب إلى الطبيب خاصة عند حدوث ارتفاع درجة الحرارة أو حدوث قئ وإسهال لتجنب الإصابة بالمضاعفات، والبعد عن الوجبات السريعة التي يقبل عليها الأطفال والشباب .