فى تطور جديد للإرهاب والتطرف داخل القارة العجوز، انفردت صحيفة صنداى تايمز البريطانية بنشر تقرير يحذر من خطط لاستهداف المسلمين على أيدي متطرفى جماعات النازيين الجدد، وقالت فى تقريرها الذى نقل موقع "بى بى سى عربى" أجزاء منه، إن نحو 40 شخصا من النازيين الجدد يخضعون لتحقيقات من الشرطة وسط مخاوف من أنهم يخططون لهجمات إرهابية ضد المسلمين فى مناطق مختلفة من بريطانيا.
وينقل التقرير عن مصادر استخباراتية قريبة من التحقيقات قولها إن هؤلاء يعملون فى بؤر لليمين المتطرف فى مقاطعة يوركشير، ومن ضمنها مناطق ليدز ودوزبيرى وباتلى.
وأضافت الصحيفة أن السلطات البريطانية تعتقد أن تهديد اليمين المتطرف قد تزايد فى السنوات الأخيرة، منذ مقتل النائبة العمالية جو كوكس على يد النازى الجديد توماس مير فى برستول بويست يوركشير.
ويضيف تقرير الصحيفة أن النازيين الجدد الذين خضعوا للتحقيق معهم كانوا "يخططون تمهيديا" لعملياتهم عبر التعرف على المؤسسات وممثلى الجاليات المحلية الإسلامية.
ويشدد التقرير على أن هؤلاء مختلفون عن أولئك الذين يقومون باعتداءات مدفوعة بكراهية المسلمين ردا على الهجمات الإرهابية التى ينفذها متطرفون.
وأوضحت "صنداى تايمز" أن الشرطة كثفت تحقيقاتها مع متشددى اليمين المتطرف بعد الهجوم الإرهابى فى يونيو قرب مسجد فينسبرى بارك، الذى قتل فيه رجل مسلم وجرح 11 شخصا آخر.
وأضافت الصحيفة فى تقريرها الذى نقلته "بى بى سى عربى" أن إحصاءات وزارة الداخلية البريطانية تكشف اعتقال 48 شخصا بتهم إرهابية، تتعلق باليمين المتطرف فى هذا العام حتى شهر مارس الماضى، وأن هذا الرقم يمثل نحو خمسة أضعاف الأشخاص العشرة الذين اعتقلوا بتهم مشابهة خلال الـ 12 شهرا السابقة لتلك الفترة.
صورة ضوئية من تثقرير صنداى تايمز
وينقل تقرير الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن "الخطر الذى يشكله متطرفو أقصى اليمين على الأمن القومى لا يختلف عن خطر الإرهابيين الإسلاميين".
ويضيف "إنهم يقومون بعمليات بحث ويحددون الأشخاص الذين يُمكن أن يكونوا عرضة لهجماتهم ومن ثم يتحركون للتنفيذ".
ويتوقع المصدر الأمنى ذاته أن تواجه البلاد مشكلات وهجمات أكثر من النازيين الجدد، إذ تصعب عملية متابعتهم وتحديدهم قياسا بالمتطرفين الإسلاميين.
حملة مناهضة للمسلمين عبر الأطلنطى
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية، كشفت فى تقرير لها أمس أن شرطة مكافحة الإرهاب تحقق فى حملة مناهضة للمسلمين عبر الأطلنطى، وذلك بعد إرسال رسائل كراهية وحزم مشبوهة من موقع بالقرب من مدينة شيفيلد البريطانية إلى مساجد فى لندن وجنوب يوركشاير والولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن رسائل مكتوبة بخط اليد وصلت إلى 3 مساجد وعناوين أخرى فى لندن وذلك خلال يوليو الماضى، وجميعها يحمل الطابع البريدى لمدينة شيفيلد، بالإضافة إلى تلقى ما لا يقل عن 4 مساجد أمريكية فى وقت سابق من هذا العام لرسائل مماثلة.
وأوضحت "الجارديان" أنها أطلعت على بعض الرسائل ووجدت أن العديد منها يظهر فيه نفس الاسم المستعار ونفس الأحرف الأولى.
وأضافت أن بعض الحزم البريدية اشتملت على مسحوق أبيض ورسائل تهديد بقتل المسلمين الباكستانيين، كما أن رسالة وصلت إلى مسجد فى نيو جيرسى الأمريكية هددت بقتل المسلمين واستخدمت رسم كارتونى هجومى.
وكشفت أن رسائل كراهية مشابهة استهدفت مساجد فى نيويورك وجورجيا وكنتاكى وواشنطن ونيو جيرسى وألاباما وجنوب داكوتا، وربما وصلت رسائل مشابهة إلى مساجد أخرى لكنها لم تفصح عن ذلك.
ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين
وكان الهجوم الذى وقع فى جسر لندن يونيو الماضى تسبب فى ارتفاع كبير فى جرائم الكراهية التى تستهدف نسبة كبيرة منها المسلمين البريطانيين فى الشوارع.
وذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن الأرقام التى أطلقها عمدة لندن صادق خان، تشير إلى ارتفاع بمقدار 5 مرات فى الهجمات ضد المسلمين منذ هجوم لندن الذى وقع يوم 3 يونيو الماضى، وارتفاع 40% فى الحوادث العنصرية بشكل عام، مقارنة بالمتوسط اليومى منذ بداية 2017.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فى الشرطة قولها: إن طبيعة هذا الارتفاع فى جرائم الكراهية مختلفة أيضا عما حدث العام الماضى بعد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وأوضحت الصحيفة أن سجل جرائم الكراهية ارتفع إلى 54 حادثة يوميا مقابل متوسط يومى 38 حادثة منذ بداية 2017، حسبما أظهرت أرقام شرطة العاصمة.
وتشير بيانات الشرطة البريطانية كذلك إلى أن الجرائم المعروفة ضد المسلمين وصلت إلى 20 جريمة يوميا، مقابل متوسط يومى أقل من 4 جرائم منذ بداية العام الجارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة