سعيد الشحات

توثيق جرائم النظام القطرى ليوم الحساب

الإثنين، 14 أغسطس 2017 07:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يستعيد الجيش العربى السورى كل يوم مساحات جديدة من الأراضى التى كان الإرهابيون يسيطرون عليها، وكل المؤشرات تقود الآن إلى أن جماعات الإرهاب التى عبثت فى سوريا طوال السنوات الماضية فى طريقها إلى تكبد الهزيمة التى طال انتظارها.
 
هزيمة الإرهاب الوشيكة فى سوريا، تطرح أسئلة جوهرية أهمهما: ماذا عن السيناريوهات المقبلة لشكل المنطقة؟ وهل هزيمة الإرهابيين فى سوريا والعراق ولبنان ومصر ستعنى اختفاءهم؟
 
السؤال الأخير تحديدا يرتبط ارتباطا وثيقا بالأطراف الإقليمية التى دعمت جماعات الإرهاب فى السنوات الماضية، فإذا كان الإرهابيون حملوا السلاح وقتلوا مئات الآلاف من الأبرياء موزعون على كل الدول التى نفذوا فيها عملياتهم الدنيئة، فإن الذين أمدوهم بالمال والعتاد وقدموا لهم كافة ألوان المساعدة يجب محاسبتهم طبقا للقوانين الدولية.
 
فى تقرير مميز من لندن نشرته الزميلة الأهرام فى عددها الصادر أمس بعنوان «تفكيك المشروع القطرى التركى فى سوريا» للزميلة منال لطفى، قال: «التردد القطرى والتركى فى قبول التفاهمات الدولية والإقليمية الجديدة حول سوريا يرجع إلى حجم الاستثمار السياسى والمالى والمخابراتى للبلدين من أجل تغيير النظام السورى»، ونقل التقرير عن صحيفة «فاينشيال تايمز» البريطانية، أن قطر أنفقت خلال أول عامين للأزمة السورية ما لا يقل عن 3 مليارات دولار على المعارضة، وهذا الرقم تضاعف مرتين حتى اليوم، ولكل الحسابات تعد الدوحة أكبر ممول لدعم تنظيمات المعارضة سياسيا وعسكريا، كما ينقل التقرير عن معهد استوكهولم الدولى لأبحاث السلام «الذى يرصد نقل الأسلحة حول العالم، أن قطر أرسلت مئات الشحنات العسكرية للفصائل السورية المعارضة عبر تركيا».
 
وفى التقرير نقرأ أيضا نقلا عن مسؤول أوروبى: «القطريون فعلوا أكثر من أى طرف آخر لدعم المعارضة السورية عسكريا، أرسلوا آلاف العناصر على الأرض لتعمل مع المعارضة، حتى أن الكثير من شحنات السلاح الأمريكية التى كانت تتوجه إلى سوريا، كانت توزع على فصائل المعارضة وفقا لمعلومات آتية من تركيا وقطر».
 
ليس جديدا الحديث عن علاقة قطر بالجماعات الإرهابية فى سوريا، فالقيادة القطرية نفسها ظلت تتباهى بهذه العلاقة، لكن هناك جديد بدرجة كبيرة فى المعلومات التى يتم الكشف عنها يوميا فى وسائل الإعلام الغربية حول طبيعة الدور القطرى وماقام به يوميا فى دعم الإرهاب ليس فى سوريا وفقط، وإنما فى باقى الدول العربية.
 
ولا يجب الاكتفاء بالتهليل للكشف عن هذه المعلومات، والارتكان إلى أنها تفضح الدور القطرى والتركى معا، وإنما يجب توثيقها تمهيدا لاتخاذ إجراءات تتماشى مع القانون الدولى لمحاسبة كل الذين دعموا الإرهاب والإرهابيين فى دول المنطقة.
 
فى فترة ما كان الصوت المهيمن على الساحة الإعلامية العالمية يطرح قضية الإرهاب فى المنطقة كما لو أنها صراع عنف بين أطرف متصارعة، ووصل العبث فى ذلك إلى درجة تم فيها تصوير الإرهابيين على أنهم مجموعة من ضحايا الأنظمة المستبدة، ومن يعود إلى قناة الجزيرة القطرية على سيبل المثال فى بداية الأزمة السورية قبل ما يقرب من خمس سنوات، سيعرف كم التزوير والتزييف التى مارسته بتصوير الإرهابيين الذين دخلوا سوريا من شتى بقاع الأرض على أنهم ضحايا، وكانت تقوم فى نفس الوقت بشيطنة الجيش العربى السورى، والآن ومع انكشاف هذا الدور المشبوه لا يجب تفويت الفرصة فى توثيق كل مافعلته، على انتظارا لأيام قادمة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة