أتذكر منذ سنوات مضت ذهبت للسؤال عن شىء ما فى جامعة القاهرة، وبجانب كلية الإعلام شاهدت منفذا لبيع كتب وزارة الثقافة، وفى الحقيقة بقدر ما أعجبنى ذلك فقد أثار فى نفسى الاستغراب، لأننى لم أشاهده فى أى من الجامعات التى مررت بها، وفى أسيوط حيث كنت أدرس كان يوجد منفذ بيع وحيد فى شارع الجمهورية لا يمر به الطلبة من الأساس فى طريقهم.
بعد ذلك بسنوات كنت أسأل عن كتابى «الخطاب الشعرى عند نجيب سرور» الذى كان فى مرحلة إعداده للنشر فى الهيئة المصرية للكتاب، وتقابلت هناك مع الصديق الناقد الدكتور أحمد الصغير، المدرس فى كلية الآداب جامعة أسيوط فرع الوادى الجديد، وكان يتحدث مع الدكتور هيثم الحاج على، رئيس هيئة الكتاب حول حاجة كليات الوادى الجديد لمنفذ بيع إصدارات الهيئة، وفى الحقيقة لم يرفض الدكتور هيثم ذلك لكنه طلب موافقات معينة، ولم أعرف حتى الآن هل تم توفير منفذ البيع هناك أم لا؟
تذكرت ذلك بعد المبادرة الطيبة التى قامت بها وزارة الثقافية منذ يومين تقريبا بفتح منفذ لبيع الكتب داخل الكنيسة المرقسة بالإسكندرية خلال افتتاح معرض الكتاب هناك، مما يساعد على فتح أفق جديد للقارئ الذى حتما عندما يجد الكتاب أمامه بسعر مناسب سوف يفكر جديا فى الحصول عليه.
وجدت نفسى، مرة أخرى، أفكر فى الجامعات وطلابها، وأرى أن برتوكولات التعاون بين الثقافة والوزارات الأخرى ومنها التعليم العالى يجب أن تنفذ فى هذا الجانب، فلماذا لا يوجد منفذ بيع كتب فى كل جامعة إقليمية فى مصر؟.
جميعنا يعرف ولا نستطيع أن ننكر بحال من الأحوال أن طلبة الجامعات هم الأكثر قراءة والأكثر شغفا وحبا للكتاب، وجميعنا يعرف أيضا أن 90% منهم ظروفه المادية لا تساعده على شراء الكتب مرتفعة السعر ولا اقتناء الموسوعات باهظة الثمن، وأن إصدارات وزارة الثقافة تمثل لهم منقذا حقيقيا للحصول على المعرفة والعلم، وعلينا أن نتنبه لذلك جيدًا.
شىء آخر هو أن التعاون مع الجامعات سيكون سببا فى خروج الكثير من الكتب الموجودة فى مخازن الوزارة بلا فائدة، وهنا يجب التنبيه الضرورى على ألا تكون منافذ البيع قاصرة على إصدارات هيئة الكتاب فقط، بل يجب أن تنضم لها قصور الثقافة والقومى للترجمة وأن يكون هناك خصم دائم على الكتب للطلبة والباحثين وأساتذة الجامعة.
شىء آخر يمكن أن تقدمه هذه المنافذ وهو الندوات الثقافية واستضافة المؤلفين الصادرة كتبهم حديثا، خاصة فى المجالات التى يحبها الطلبة ويميلون إليها، كما يمكن صناعة نوع من الدعاية للكتب بمعنى أن هيئة الكتاب مثلا أصدرت كتابا فى القانون هنا تتم عمل دعاية لهذا الكتاب فى كلية الحقوق ويتم التنسيق لعمل ندوة داخل الكلية لمؤلف الكتاب أو مترجمه، ولا أعتقد أن هذا الأمر صعب لو تم التنسيق مع الجامعة.