"الحلو قال جاى ولا جاشى/ بقيت أكلم روحى وأنا ماشى/ هى الأسية شوية عليَّ؟!.. يا صهبجية..إيه يا لا للى/ أنا وحبيبى روحين فى زكيبة/ يتعلموا منا الحبِّيبة/ أما العوازل جتها رزية، يا صهبجية.. إيه يا لا للى" كانت هذه كلمات أغنية الصهبجية التى ألفها صلاح جاهين ولحنها سيد مكاوى، وتغنى بها محمود عبد العزيز فى فيلم الكيت كات الذى أخرجه داود عبد السيد.
ربما لم نتوقف كثيرا لنسأل أنفسنا عن "الصهبجية" وبعضنا كان يسمعها "الصحبجية" بمعنى الصحاب، لكن علينا أن نعرف أن "الصهبجية" فن ظهر فى بدايات القرن العشرين بين جماعات تربطهم علاقات مهنية كالنجارين والحدادين والعمال والمكوجية يغنون بكلمات منتقاة من عاداتهم وتقاليدهم، ومفرداتها نابعة من كلامهم وسهراتهم، فيغنون ويرددون فى الساحات والأفراح ويختتمون الغناء بعبارة "إيه يا لاللى"، وهى العبارة التى اعتمد عليها فى ما بعد كبار الموسيقيين أمثال صالح عبد الحى وسيد درويش.
وفى موسوعات الغناء.. إنهم ظهروا فى منتصف القرن الثامن عشر، وإن أشهر الفرق كانت بعد هذا التاريخ لعبده الحامولي.. والتى استمرت حتى عام 1901.. ويقول الخبير الموسيقى فكرى بطرس فى كتابه «أعلام الموسيقى والغناء العربى «عن هذه المدرسة:» كان الفنانون ينشدون كلاماً غير موزون.. وكانوا من طبقات عامية تجهل القراءة والكتابة واحترفوا الغناء عن طريق الكبار منهم.
وقدم لهم سيد درويش أغنيات تحت مسمى الصهبجية.. ومنها أغنية: «أنا وحبيبى روحين فى زكيبة، يتعلموا منا الحبّيبة، كدنا العوزل جتها زرية، يا صهبجية، عايزين شوية، حاجة م الهيّه، حبة آهات على عينى آه ياللى على اللالي».
أما العلاقة التى تربطهم بالمطرب صالح عبد الحى الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده قى سنة 1889 فهو أول من قدم أغانيهم فى الإذاعة المصرية عام 1934، كما كان له الفضل فى استعادة أغانى الحامولى ومحمد عثمان والقبانى ووداد حسني، من خلال معايشته لأغانيهم وإعادة غنائها بنفس الطريقة التى كانوا يؤدونها،على الرغم من أن الإذاعة المصرية لم تسجل ألحانًا كثيرة بصوته، وكان هو والشيخ زكريا أحمد أحد أهم من حفظ ألحان كبار المطربين وشيوخ الغناء من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة