عندما خرج الشعب المصرى على حكم مرشد جماعة الإخوان فى 30 يونيو، كانت أمام الجماعة فرصة ذهبية للمحافظة على وجودها كتيار سياسى سلمى كما تدعى، لكنها استكبرت أن يقول لها المصريون لا، أنتم مجموعة من الطغاة الصغار والفشلة لا تستطيعون إدارة دولة بحجم مصر، وقررت أن تعلن الحرب على عموم المصريين بالإرهاب والعنف، ومحاولات إسقاط وتشويه الدولة لصالح أجهزة استخباراتية أجنبية، وبهدف تنفيذ المخطط الصهيو أمريكى لتفتيت مصر كغيرها من بلاد المنطقة، وكان الرد الشعبى المصرى واضحًا وصريحًا، بأن حكم على تلك الجماعة الإرهابية بالموت ولفظها تمامًا، وهذا ما لم تفهمه القيادات الإخوانية الهاربة حتى هذه اللحظة.
القيادات الإخوانية الهاربة إلى أحضان المخابرات القطرية والتركية، أو قيادات التنظيم الدولى فى أحضان المخابرات البريطانية، مؤسسة وراعية التنظيم، يتصورون أنهم قادرون على كسر إرادة المصريين، والانتصار عليهم بالعمليات الإرهابية، أو بالدعاية المسمومة والشائعات المغرضة، أو بالمؤامرات الاقتصادية، ولم يتعلموا الدرس من آلاف المحاولات الفاشلة خلال السنوات الأربع الماضية، بل هم يرتكبون ما يرتكبون من جرائم، ويمولون الشباب المغسولة أدمغتهم للقيام بعمليات إرهابية، أو ينظمون المظاهرات البائسة فى المدن الغربية، أو يشتمون الدولة المصرية على منصاتهم الإعلامية الفاشلة بأثر رجعى وبشكل آلى، لأنهم تعودوا على ذلك، وأصبحت هذه الممارسات والجرائم معادلًا لوجودهم ذاته، ولو توقفوا عن ارتكابها يموتون.
ومن ناحية ثانية، هناك من الأجهزة الاستخباراتية من يدفع ويمول حتى تظل قيادات الإخوان فى الخارج يمثلون الأدوار ذاتها، ويحولون الأموال للمجموعات الإرهابية فى شمال سيناء والصعيد، ويشتمون الدولة المصرية خمس مرات فى اليوم، ويشوهون كل ما هو مصرى لتصوير البلاد وكأنها على وشك الانهيار نتيجة زوال حكم الإخوان، ولكن فى اللحظة التى يتوقف فيها ضخ أموال المخابرات لـ«ألاضيش» الإخوان فى الخارج، وهى ستتوقف حتمًا ولن تستمر للأبد، أو تصدر فيها الأوامر بإبعادهم للخارج وهى ستصدر حتمًا، تعرفون ماذا سيحدث للجماعة المحكوم عليها بالموت من المصريين، ستعود إلى القبر، ولن يسمع لها أحد صوتًا، لأن الأموات لا يتكلمون.
اللافت والمثير للسخرية فى مظاهرات وتحركات وشتائم وأكاذيب قيادات الإخوان الهاربين، ومَن وراءهم من أجهزة استخباراتية، أنهم لا يخدمون «السبوبة» التى يأكلون منها عيشهم، فلا يبتكرون فى المظاهرات ولا يجددون فى الأكاذيب ولا يبدعون فى الشتائم ولا يفاجئوننا بأى جهد فيما يعملونه، يشعرنا أنهم أصحاب موقف حقيقى، أو يبذلون العرق ليعبروا عن مواقفهم، فالارتباك فى التنظيم هو هو، والفقر فى الشعارات هو هو، وشراء المتظاهرين من جنسيات مختلفة ومن الجاليات العربية بنفس الطريقة، يعنى أمور تؤكد غباء هؤلاء الذيول وحتمية موتهم واندثارهم، موت لا تنفع مليارات الغاز القطرى ولا هتلر تركيا فى مواجهته، أو بث الحياة فى الجماعة الإرهابية من جديد.