خصخصة جزء من الإدارة لن تكون النهاية السعيدة التى يبحث عنها المسؤولون فى هيئة السكة الحديد، لأن عمليات الخصخصة لها عندنا ذكريات سيئة فى السنوات الأخيرة، فقد بدأت بنفس عينة الوعود عن إحياء المشاريع الميتة وإصلاح الخلل الإدارى، وانتهت جميعها بضياع الأصول والصراع فى المحاكم، وفى الحقيقة تعتمد فلسفة الخصخصة على المرونة والتخلص من البيروقراطية وربط السعر بالجودة، بينما فى مصر تعنى الخصخصة أن نرفع أسعار الخدمات بصرف النظر عن جودتها واستمراريتها، وإن أردت الحقيقة فإن المسافرين يدفعون أموالًا كثيرة فى التذاكر، رغبة فى الابتعاد عن الأذى الجسدى والبصرى داخل القطارات والمحطات أثناء السفر، وليس رغبة فى الرفاهية التى تبشر بها الهيئة مع كل زيادة فى سعر التذكرة.. إذا اقتنع الوزير أن أسعار التذاكر حاليًا أكثر من قيمة الخدمة المقدمة للمواطن، سيقتنع حينها بأن المشكلة ليست فى الأموال، إنما فيمن ينفقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة