سحر عبد الرحمن

نساء مصر ونساء تونس

الجمعة، 18 أغسطس 2017 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى وبدأت الحرب والجدل بين مؤيد ومعارض بعد إعلان الرئيس "الباجى قايد السبسى" عن مقترحاته للمساواة بين الرجل والمرأة فى شتى المجالات بما فيها الميراث وحق الزواج بغير المسلم ثم إعلان تأييد دار الإفتاء التونسية ومساندتها لمقترحات الرئيس بالرغم من اللغط والجدل من الناحية الفقهية، وتعتبر دار الإفتاء التونسى هى أعلى مؤسسة دينية فى تونس ويعتبر المفتى هو المستشار والمسئول الأول لدى الدولة المكلف بالشئون الدينية والإسلامية ويتم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية، وبعد تأييد المفتى "عثمان بطيخ"، والذى تم تعيينه فى 2016 والذى يعتبر من أشد المعارضين فى فترة حكم الإخوان الإرهابيين، وكان قد تولى مهمة مفتى الجمهورية فى الفترة من 2008 إلى 2013، حتى قام الرئيس الأسبق المرزوقى بعزله وتعيين "حمده سعيد" مفتيا جديدا بعد أن تصدى لظاهرة استيلاء الأئمة المتشددين على المساجد وأقال الكثير منهم، وأثار هذا الأمر حفيظة حركة النهضة الإخوانية، وحرضت عليه بشكل مباشر للتنكيل به حتى أقاله المرزوقى ليعيده مرة أخرى لمنصب المفتى الرئيس السبسى العام الماضى،  ويعتبر ما قام به الرئيس التونسى عملا عظيما ومقدرا بكل ما تحمله الكلمة لأنه انتصر لتونس أولا الدولة المدنية التى تساوى بين جميع التونسيين فى الحقوق والواجبات ثم انتصر أيضا للمرأة التونسية التى دائما وأبدا تتباهى وتفتخر بكونها إنسانا كاملا وليست بها أى نقيصة أو عيب ينتقص منها، وذلك منذ أيام حكم الرئيس "بورقيبة" الذى منحها حقوقها التى لم تكن تحصل عليها من قبل، كما يعتبر ثورة جديدة يقوم بها هذا الرئيس المحترم أمام كل رؤساء العالم العربى ليحذوا حذوه لمنح المرأة حقوقها كاملة وغير منقوصة وفتح باب الحوار المجتمعى المحترم لتجديد الفكر الدينى الجامد الذى أساء للإسلام والمرأة المسلمة التى منحها الله حقوقها كاملة بل وأكرمها أفضل تكريم، وأنا لا أستطيع أن أتفهم كيف يزج باسم الأزهر الشريف برفض أو معارضة ما قام به الرئيس التونسى لأن هذا شأن داخلى يخصهم ولا يجب المساس به، كما لا أفهم موجة الغضب التى اجتاحت مواقع التواصل من عدد من النساء المعارضات والرافضات لهذه المقترحات تحت دعوى أنها ضد الدين والشريعة، وهؤلاء نساء غير تونسيات وكيف تقف المرأة ضد المرأة وإمكانية حصولها على حقوقها بهذا الشكل ؟ كيف لا تنصف المرأة نفسها والمرأة فى كل مكان ؟ وكيف نكون على هذا العداء من حقوقنا التى أتاحها ومنحها لنا الخالق ؟ وهل من العدل أن تحصل المرأة على حقوقها منقوصة وهى التى تحمل وتنجب وتعمل وتعول عائلتها من أم وأب وأبناء وحتى الزوج نفسه ؟ وهل كل ما جاء به الفقهاء قرآن كريم لا يمس ولا يتم فتح باب الاجتهاد والتنقيح فيه ؟ .
 
اعتقد بأن الأوان قد حان لمواجهة وتغيير أنفسنا وطرق فكرنا العقيمة التى عفا عليها الدهر، ولنتخذ من تونس القدوة لتحطيم تابوهات التمييز، وكم كنت أتمنى أن يكون لمصر صاحبة الحضارة العريقة العظيمة والريادة فى منح حقوق المرأة وفتح باب تجديد الفكر الدينى، بما يتناسب مع التطور الإنسانى والبشرى الذى نعيشه ولكن مازالت الفرصة سانحة أمام المجددين الذين يأملون التغيير والذين ينتظرون كتابى أسمائهم بحروف من نور على صفحات التاريخ البشرى والإنسانى مثل "ابن رشد وابن خلدون والإمام محمد عبده وطه حسين وقاسم أمين والحبيب بورقيبة"، وغيرهم ممن غيروا أوطانهم وأعادوا كتابة التاريخ، وأعتقد أن 2017 مازال يطلق عليه عام المرأة كما قال الرئيس السيسى، وما زالنا ننتظر حقوقا أكثر وإرادة عظيمة تمنح ما سلب من المرأة المصرية على مدار تاريخها ونضالها، وأخيرا كل التحية من كل امرأة مصرية وعربية للرئيس التونسى "السبسى" الذى أعاد كتابة تاريخ المرأة التونسية الإنسانة الكاملة غير المنقوصة، كما خلقها الله وكرمتها الأديان السماوية وأولها الإسلام العظيم  .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة