لن يكون حادث الدهس الذى نفذه داعشى مخبول فى وسط برشلونة الأخير فى قلب العواصم وكبريات المدن الأوروبية، فقبله تعرضت باريس ونيس ولندن وبرلين وأمستردام وغيرها من المدن الأوروبية لحوادث إرهابية مميتة، وفى المستقبل القريب أيضا سيتعرض الأوروبيون للدهس والتفجير وإطلاق النار والذبح وسيسقط المئات بين قتيل وجريح كما حدث فى برشلونة، ما دام السياسيون الأوروبيون يتلاعبون مع ثعابين وذئاب الإرهاب، ويتصورون أنهم قادرون على التحكم بها بالريموت كونترول لتأسيس موجة استعمارية جديدة للدول النامية أو الدول المقهورة أو لشعوب العالم الثالث التى كانت قديما ضحايا لنفس الاستعمار.
حادث برشلونة الأخير كشف التواطؤ الرهيب بين الساسة الأوروبيين والتنظيمات الإرهابية، فهناك آلاف الدواعش يختبئون فى برشلونة وسبتة ويتوافدون من سوريا والعراق وشمال أفريقيا وتفتح لهم السلطات هناك الأبواب وتمنحهم اللجوء والجنسية، مثلها مثل بريطانيا التى تستقطب أعضاء التنظيمات الإرهابية من العالم كله وتمنحهم الملاذ الآمن والجنسية، ثم تستخدمهم طلائع حرب مسمومة لتفتيت البلدان التى أتوا منها، ومثالا على ذلك جماعة الإخوان الإرهابية التى تتمدد وتنمو بحرية فى بريطانيا، وتتوسع فى جمع التبرعات وإنشاء المدارس الدينية والشركات الاستثمارية، حتى تحول التنظيم الدولى هناك إلى دولة داخل الدولة.
ألمانيا أيضا على نفس الدرب، فبعد سلسلة من الأحداث الإرهابية منذ 2006 وحتى الآن، لم تتعلم السلطات الألمانية الحسم مع أعضاء التنظيمات الإرهابية، بل وتعمل بالتنسيق مع بريطانيا على توفير الحماية للإرهابيين خاصة من أعضاء جماعة الإخوان، حتى لو كانوا مطلوبين من الإنتربول الدولى فى جرائم تتعلق بأعمال إرهابية، ولعلكم تذكرون حادث توقيف وإطلاق سراح عبد الرحمن عز الإخوانجى المطلوب من الإنتربول الدولى على ذمة قضايا إرهاب وتحريض على العنف والإرهاب فى مصر، فقد أطلقت السلطات الألمانية سراح الإرهابى الإخوانجى عز، دون التقيد بضوابط الإنتربول ولا الاستجابة للاتفاقيات الموقعة مع مصر لتبادل المطلوبين ولا حتى تفهمت خطورة السماح للإرهابيين بحرية الحركة فى العالم وعبر أوروبا.
هل يمكن بعد ذلك أن نتعاطف مع الساسة الأوروبيين حال انقلاب ثعابين وذئاب الإرهاب عليهم؟ هل يمكن أن نلتمس لهم الأعذار وهم المتواطئون مع أعنف التنظيمات الإرهابية حال انقلاب تلك التنظيمات عليهم؟ نحن نتعاطف فقط مع الشعوب الأوروبية التى تكتوى بنار الإرهاب والسياسات الخاطئة لحكوماتها.