سيكون القارئ العربى على موعد هذا الأسبوع مع ترجمتين للشاعرة الإيرانية الشهيرة فروغ فرخ زاد .
صدر عن دار العين مؤخرا كتاب بعنوان "فروغ فرخ زاد: نصوص نثرية"، فى 276 صفحة ويتضمن أعمالا نثرية لواحدة من أشهر شعراء إيران فى العصر الحديث، من مقابلات ورسائل وانطباعات، ترجمها عن الفارسية خليل على حيدر.
وقال المترجم خليل على حيدر، إنه أنجز تلك الترجمة لعل القارئ العربى يتعرف من خلالها على أفكار الشاعرة "فروغ فرخ زاد" النقدية وتوجهاتها الشعرية والتى كان لها بلا شك أكبر التأثير فى الشعر الفارسى المعاصر.
وسبق أن ترجم حيدر مختارات من شعر "فروغ فرخ زاد"، صدرت عن المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب فى الكويت فى إبريل 2009 ضمن سلسلة "إبداعات عالمية".
ومن جانب آخر أصدرت دار المدى الأعمال الشعرية الكاملة لـ فروغ فرخزاد ترجمة مريم العطار بيدج. ويأتى الإصدار فى إطار اهتمام الدار بترجمة وتعريب الإبداعات العالمية من لغاتها الأم إلى العربية وذلك لتقديمها للقارئ العربى.
ونشرت الشاعرة مجموعتها الشعرية الأولى وهى فى الثامنة عشرة من عمرها تحديدا فى العام 1952 التى كانت بعنوان «الأسيرة» وفى العام 1956 تنشر مجموعتها الثانية «الجدار». وفى العام 1957 صدرت مجموعتها الثالثة بعنوان «تمرّد»، وصدرت مجموعتها الرابعة «ولادة أخرى" عام 1964.
ولدت فروغ الزمان فرخزاد فى الخامس من يناير عام (1934) فى طهران، شارع (معزّ السلطنة) فى حى الأميريّة، زقاق (خادم آزاد).
كانت فــروغ هى الابنة الرابعة فى التسلسل العائلى تكبرها أختها (بوران فرخزاد) الكاتبة والمترجمة والمحقّقة الإيرانيّة التى صدر لها ثلاثون كتاباً حتّى الآن، وأخوها (فريدون فرخزاد) يصغرها بثلاث سنوات شاعر ومطرب درس فى ألمانيا وعاد إلى إيران وعمل أعواماً فى الإذاعة والتلفاز، لكنّه قتل فى ألمانيا وقيل عنه أنّه من معارضى الدولة الإسلاميّة، أما باقى أفراد عائلتها هم: (أميرمسعود) جرّاح، (كلوريا) مالكة متجر ثياب فى طهران، (مهرداد) و(مهران) مهندسان صناعيّان.
عام 1952 بدأت فروغ دخول عالم الشعر بجديّة أكثر، نشرت بعضاً من قصائدها فى مجلّات مقروءة كمجلة (روشنفكر) (المتنوّر) الذى كان يرأسها الشاعر الإيرانى الراحل (فريدون مشيري).
عام 1953 أصدرت ديوانها الشعرى الأول (الأسيرة) بطبعتين وقدّمها فى الطبعة الثانية الأديب الإيرانى (شجاع الدين شفا).
حياتها الزوجيّة كانت قصيرة جدّاً وبسبب المشاكل التى كانت بينهما انتهى زواجهما بالطلاق عام 1956 مما أدّى إلى رجوعها إلى طهران والرقود لفترة فى مشفى للأمراض النفسيّة أدى ذلك إلى حرمانها من طفلها.
عام 1957 نشرت مجموعتها الشعريّة الثانية (الجدار) ثم بدأت بالتمارين المسرحيّة والتمثيل، ثمّ سافرت إلى إيطاليا وشاركت فى أفلام قصيرة بأدوار ثانويّة وعملت فى دبلجة الأفلام باللغة الفارسيّة أيضاً.
عام 1958 ترجمت أشعارها إلى اللغة الألمانية وطبعت هناك بمساعدة أخيها (أمير مسعود)، ثمّ عادت فى نهاية ذلك العام إلى إيران.
عام 1959 نشرت مجموعتها الثالثة (العصيان)، وعملت فى (مؤسسة كلستان للأفلام)، ثمّ تعرّفت على القاصّ والفنان الإيرانى الشهير (ابراهيم كلستان) وهو تعارف كان مقدّمة لصداقة حميمة استمرّت إلى وفاتها.
عام 1960 بدأت بتدوين فيلم قصير بعنوان: نارٌ ما (يك آتش) ثم أُرسلت إلى انجلترا من قِبل (ابراهيم كلستان) للمشاركة فى دورات تدريبيّة لصناعة الأفلام، ثم عادت فى ذلك العام لتدخل تجربة الإخراج السينمائى للأفلام الوثائقيّة.
عام 1961 بدأت التمثيل فى الأفلام القصيرة بالتعاون مع المؤسّسة الدوليّة الكنديّة وأعدّت فيلم (الخطوبة) المنتج من قبل المؤسسة ذاتها وشاركت أيضاً بصناعة فيلم بعنوان (الماء والنار).
عام 1962 سافرت مجدّداً إلى ألمانيا للمشاركة فى دورات تدريب سينمائيّة وبعد رجوعها تعاونت مع الشاعر (سهراب سبهري) فى فيلم قصير تابع لـمؤسّسة (كيهان الثقافيّة) كما جدّدت طباعة مجموعتها الشعريّة الثانية (الجدار).
عام 1963 سافرت إلى محافظة (تبريز) فى شمال غرب إيران لتنجز فيلماً وثائقيّاً عن حياة المصابين بالجذام، الفيلم كان عنوانه (البيت أسود) وكان بالتعاون مع جمعيّة إغاثة المصابين بالجذام، تبنّت (حسين منصورى) الطفل الذى كان والداه من المصابين هناك، كما شاركت فى نهاية العام بترجمة مسرحيّة بعنوان (القدّيسة جان) من تأليف (جورج برناردشو).
عام 1964 شاركت فى مسرحيّة (ستّ شخصيّات تبحث عن مؤلّف) من أعمال الكاتب (لويجى بيرانديلو) وإخراج (برى صالحي) كما كُرّمت عن الفيلم الوثائقى (البيت أسود) من قبل مهرجان (أوبرهاوزن) فى ألمانيّا، ونشرت مجموعتها الشعريّة الرابعة (ولادة أخرى).
عام 1965 نشرت مختارات من أعمالها فى دار (مرواريد)، شاركت فى التمثيل فى فيلم من إخراج (ابراهيم كلستان) بعنوان: (آجُرَّة ومرآة)، شاركت فى كتاب (مختارات من الشعراء المعاصرين)، كما سافرت فى العام ذاته إلى إيطاليا وألمانيا وفرنسا وتعلمت الألمانيّة والإيطاليّة وتعاونت مع منظّمة (اليونيسكو) لإعداد فيلم لمدّة نصف ساعة عن مسيرتها، وأنجز المخرج الايطالى (برناردو برتولوشي) فيلماً مدّته ربع ساعة عن حياتها.
• فى خريف عام 1966 سافرت إلى إيطاليا وشاركت فى الدورة الثانية لمهرجان (بيزارو) للتأليف السينمائى وتمّ تكريمها، وفى ربيع ذلك العام سافرت إلى السويد وتلقّت عرضاً لإنجاز فيلم هناك ووافقت أيضاً على عرض ترجمة وطبع أشعارها باللغات الألمانيّة، الانكليزيّة، الفرنسيّة والسويديّة.
• عام 1967 يوم الاثنين 13 فبراير فى الساعة الرابعة والنصف عصراً وفى إثر حادث سير باصطدام سيّارتها مع مركبة نقل تلاميذ روضة أطفال رحلت (فروغ) عن هذا العالم لتبقى ودُفنت فى مقبرة (ظهير الدولة) الواقعة فى شارع (ولى عصر) فى العاصمة طهران.
• عام 1974 نُشرت مجموعتها الشعريّة الخامسة (فلنؤمنْ بطليعة الموسم البارد) لأول مرّة عن دار (مرواريد) وسُجّلت المجموعة فى المكتبة المركزيّة فى طهران، والمجموعة فى طبعتها السابعة تضمّنت قصائد رثاء على روحها من قبل الشاعر (أحمد شاملو) وقصيدته بعنوان (المرثيّة)، و(سياوش كسرايي) بقصيدة (قطرة ندى وآه)، و(يزدان بخش قهرمان) بقصيدة عنوانها (يا لخسارتك يا فروغ).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة