"يعتقد الكثيرون أن الوجود الأرمنى فى منطقة شرق المتوسط ومصر بدأ فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كنتيجة مباشرة لجرائم الإبادة التى ارتكبها الأتراك العثمانيون منذ 1876 وحتى 1923.. لكن هذا الاعتقاد خاطئ" من هذه النقطة بدأ سركيس بورنزسيان كتابه المهم "أرمن دمشق" الصادر عن منشورات وزارة الثقافة السورية.
ويذهب الكتاب إلى أن العلاقات قديمة منذ عهد الإمبراطور ديكران الثانى عام 55 قبل الميلاد كما ضمت جيوش زنوبيا ملكة تدمر فرقة مؤلفة من الجنود الأرمن وكان ابنها حاكما على جنوب أرمينيا موضحا أنه بحكم التداخل الجغرافى بين بلاد الشام وأرمينيا تطورت العلاقة بين الشعبين وأخذت بعدا آخر أكثر رسوخا وصداقة.
كما يرى أن العلاقة بين دمشق والأرمن توطدت عام 652 ميلادية عندما زار أول حاكم أرمنى مدينة دمشق وهو الأمير تيودور رشدونى ووقع معاهدة مع الخليفة الأموى معاوية بن أبى سفيان بعد الانتصار المشترك الذى حققته القوات الأرمنية والعربية المتحالفة معها ضد إمبراطور بيزنطة "هيروكوكيس".