"إن الموضوعات المناقشة فى الكتاب تشمل أمورًا متعلقة بطريقة التأليف التاريخي والبيئة ومحمد وأصول الإسلام والانتصارات الإسلامية وقيام كثير من السلالات الحاكمة وسقوطها، إلى جانب الحروب والطقوس والعبادات والتعامل مع اليهود والمسيحيين ونطاق واسع من الموضوعات الثقافية" هذه جزء من مقدمة الطبعة العربية لكتاب العالم الإسلامى فى العصور الوسطى والتى كتبها المؤلف جيمس ليندزى وصدرت عن مشروع "كلمة".
والكتاب الذى ترجمه ناصر الحجيلان يحاول فيه المؤلف أن يضع "العالم الإسلامى فى العصور الوسطى" فى متناول القارئ الأمريكى والقارئ الناطق بالإنجليزية عمومًا.
وأكد المؤلف فى الافتتاحية أن كتابه مقدمة عامة عن التاريخ الإسلامى فى العصور الوسطى من وجهة نظر الذين عاشوا فى تلك الحقبة، لذا، فهو يقدِّم استشهادات من النصوص العربية المؤلَّفة آنذاك، خصوصاً القصائد التى يعدُّها الشكل الفنى الأساسى للعصر.
واختار المؤلف التركيز على الأقاليم الرئيسية فى العالم الإسلامى خلال القرون الوسطى، وهى الجزيرة العربية ودمشق وبغداد والقاهرة، كما يشير أحياناً إلى أمكنة أخرى ليوضِّح مدى الاستمرارية والتنوع فى المجتمعات الإسلامية.
وقد قُسِّم الكتاب إلى سبعة فصول، بدأت بفصل يتضمّن رؤية عامة للموضوعات المهمة فى تلك العصور. ثم خَصَّ "جزيرة العرب" بفصل تحدث فيه عن جملة موضوعات لم يتجاوز فيها عصر النبوة.
وركّز الفصل الثالث على "الحروب والسياسة" مبرزاً التقنية العسكرية فى تلك الحقبة، بالإضافة إلى مفهوم الجهاد الإسلامى والفتوحات والحملات الصليبية وغيرها.
أما الفصل الرابع فاهتم بـ "المدن" متتبعاً الحياة اليومية للسكان فى كلٍّ من دمشق والقاهرة وبغداد فى ذلك الوقت. وبعد ذلك، تناول فصل "الشعائر والعبادات" الأركان الخمسة للإسلام التى تمثل إيقاع الحياة اليومية للمجتمعات الإسلامية كلها. ثم انتقل إلى الفصل السادس الذى عَنْوَنَهُ بـ "معلومات طريفة ومسلية" عارضاً مجموعةً واسعةً من الموضوعات المتعلقة بالحياة اليومية مما لم يُذكر فى الفصول السابقة.
يُعَدُّ هذا الكتاب من الكتب المهمة التى عنيت بتاريخ الحياة اليومية فى العصور الوسطى للعالم الإسلامى، وعالجته من وجهة نظر غربية، كاشفاً عن جوانب مما قدّمته الحضارة الإسلامية فى مجالات مثل: النظام السياسى، والقوة العسكرية، والقدرة الاقتصادية، والمجتمع المدنى، والبحث الفكرى والعلمى.