فى خطوة وصفتها تقارير اعلامية غربية باتجاه واضح نحو الاعتدال وتبنى سياسات أقل صخباً وأكثر ميلاً للعقلانية ، غادر 13 مسئولاً ينضمون لمعسكر اليمين ، فريق ترامب الرئاسى والإدارة الأمريكية قبل انتهاء عام الرئيس الأول داخل البيت الأبيض ، ما يعكس تحولاً جذرياً فى الطريقة التى يعتزم من خلالها ترامب إدارة ملفات الداخل والخارج فى الفترة المتبقية من ولايته الرئاسية الأولى.
وفى الوقت الذى توالت فيه الأزمات منذ تنصيب ترامب 20 يناير، وبعد كشف العديد من وسائل الإعلام الأمريكية اعتزام الحزب الجمهورى البحث عن مرشح بديل للرئيس فى الانتخابات المقرر انطلاقها 2020، تخلى ترامب عن كبير المخططين الإستراتيجيين، ستيف بانون، اليمينى، يكون شكل الجناح الغربى فى البيت الأبيض قد تغير بالكامل عما كان هو عليه عقب تولى ترامب مهامه.
ورغم أن التغيرات التى حدثت فى فريق إدارة ترامب على مدار الأشهر الماضية أحدثت دوى كبير وخاصة مستشاره لشئون الأمن القومى، مايكل فلين، الذى أجبر على الإستقالة بعد كذبه بشأن لقاءه مسئولين روس خلال الحملة الإنتخابية لترامب، إلا أن رحيل بانون يعد الأكثر تأثيرا نظرا لما يمثله من ثقل يمينى داخل البيت الأبيض.
واختلفت الصحافة الأمريكية بشأن تأثير رحيل بانون عن البيت الأبيض، فقالت صحيفة نيويورك تايمز إن مع عودته إلى موقع بريتبارت، الإخبارى اليمينى، سيكون بانون حرا لقيادة هذا النوع من الهجوم الشرس على المؤسسة السياسية الذى اعتاد عليه، حتى لو كان ذلك يعنى أحيانا تحويل غضبه على البيت الأبيض نفسه.
وبعد ساعات من إطاحته من الجناح الغربى، تم تعيينه فى منصبه السابق كرئيس تنفيذى لموقع بريتبارت، وقاد اجتماعه التحريرى المسائى، حيث بدا بانون حريصا على الانتقال إلى معركته المقبلة. وقال بانون لموقع "بلومبرج نيوز": "إذا كان هناك أدنى التباس، فاسمحوا لى بتوضيح الأمور: أنا أغادر البيت الأبيض، وأذهب للكفاح من أجل ترامب وضدّ معارضيه فى الكابيتول ووسائل الإعلام وفى عالم الأعمال".
وتقول نيويورك تايمز قائمة أعداء بانون الطويلة سوف تشمل أى شخص يعتبره معاديا لأجندته القومية المحافظة إذ أنه يعتبر نفسه حارسا للبيت الأبيض، اواقع تحت سيطرة أشخاص ذو رؤية عالمية أكثر إعتدالا. وتضيف أن كلا من إيفانيكا ترامب وزوجها جارد كوشنر جنبا إلى جنب مع دينا باول، نائب مستشار الأمن القومى، كانوا هدفا لهجمات واسعة من قبل موقع بريتبارت وغيره من اليمينيين بسبب جهودهم لدفع ترامب نحو المركز السياسى.
ومن جانب أخر رأت صحيفة واشنطن بوست أن رحيل بانون يعنى أن اؤلئك الأشخاص الأكثر إعتدالا وإستقرارا حول الرئيس ترامب سوف يكون لهم تأثير أكبر، ذلك على الرغم من أن ذلك لن يؤثر كثيرا على تصرفات ترامب أمام كاميرات التليفزيون مثل مساواته بين النازيين الجدد والرافضين لأفعالهم. فربما شجع بانون هه الإتجاهات لكنه لم يكون ورائها.
وسبق رحيل بانون 12 مسئول آخرين تقلدوا مناصب كبرى داخل البيت الأبيض، وقد شكل أغليهم التيار اليمينى فى الإدارة الأمريكية، ليحل بدلا من أشخاص ذوى إتجاهات عالمية وهو ما يغير شكل إدارة ترامب. وهؤلاء هم مايك دوبكى، مدير الإتصالات، الذى قال أن إستقالته تتعلق بأسباب شخصية، ومايكل فلين، مستشار الأمن القومى السابق، وكى تى ماكفرلاند، التى كانت نائبة لفلين قبل أن ترحل إلى سنغافورة لتولى منصب السفيرة الأمريكية.
ورحل رينس بريبيوس، ككبير لموظفى البيت الأبيض فى يوليو الماضى، وسبقه شين سبنسر كمدير للإتصالات وكذلك أنتونى سكاراموتى الذى خلف سبنسر وذلك بعد توليه منصبه بـ10 أيام. وشملت قائمة الراحلين مايكل شورت، المساعد الرفيع لمدير الإتصالات ذلك بعد تولى سكاراموتى المنصب، كما رحلت كاتى والش، التى أطاح بها كوشنر ومسئولون أخرون فى الجناح الغربى بعد شهرين من توليها منصبها كنائبة لكبير موظفى البيت الأبيض.
وفى تغييرات فى مجلس الأمن القومى أجراها الجنرال ماكمستر، مستشار الأمن القومى، للتخلص من رجال سلفه فلين، رحل عزرا كوهين واتنيك، كمدير رفيع للإستخبارات فى المجلس وتارا دال، كبيرة موظفى المجلس واالتى عملت سابقا ككاتبة فى موقع بريتبارت، غير أنها عقب رحيلها تولت وظيفة فى وكالة الأمم المتحدة للتنمية الدولية. وشملت تغييرات ماكمستر أيضا ديرك هارفى، مستشار شئون الشرق الأوسط فى المجلس، الذى ذكرت تقارير عديدة أنه كان على خلاف مع مديره.
كما قام ماكمستر بإجبار ريتش هيجينز، مدير مكتب التخطيط الإستراتيجى بمجلس الأمن القومى، بعد أن كتب مذكرة مفادها أن ترامب يجرى تقويضه من قبل مجموعة من الأعداء الداخليين والأجانب، بما فى ذلك أصحاب التوجهات العالمية ومسئولى الدولة العميقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة