عندما كتبت «كوارث قطارات قوم عند قوم سيلفى» والصورة السيلفى التى التقطها اثنان من فريق الإسعاف أمام قطارى الإسكندرية بعد الاصطدام. اعتبرت أن المسعفين موضوع القضية نموذج لهوس السيلفى الذى أصاب كثيرين، وكان التعليق عن حالة فردية أو ثنائية، لا تعبر عن كل العاملين فى الإسعاف ولا تتجاهل جهود أغلبهم لإنقاذ الضحايا، فى هذا الحادث وغيره.
ثم إن خطأ المسعفين لا يعنى التعميم، بل إننى أشرت إلى أن هناك مسؤولين ونواب ذهبوا للحادث من أجل التصوير وليس من أجل تقديم واجب، بل إن بعض من هاجموا المسعفين المخطئين يمارسون «السيلفى»، ولا أحد يلتقطهم.
ومن بين التعليقات الكثيرة على المقال لفت نظرى تعليق من «وائل سرحان» يطالب بتصحيح للصورة، ويقول عن السيلفى إن «الصورة لم تكن أثناء الأحداث لكنها بعد رفع كل المصابين والوفيات من مكان الحادث وأن من علقوا على صورة «سيلفى المسعفين» كان عليهم أن ينظروا «للصور التانية الكتيرة اللى فيها صورة التفانى والإخلاص للعاملين فى الإسعاف، ومنها مسعف شايل مصاب على كتفه وغارق بالدم أو سيارات تذهب وتجىء». ويضيف وائل سرحان «أول سيارة إسعاف وصلت إلى الحادث بعد 5 دقائق فقط، و50 سيارة إسعاف وصلت للحادث من محافظات الإسكندرية والبحيرة والمحافظات القريبة فى دقائق ونقلت حوالى 150 بين مصاب وجثة وأشلاء» ويضيف: «لا يفترض أن نحمل الإسعاف كل أخطاء المرافق الأخرى».
وائل سرحان لا ينكر خطأ المسعفين وويراه خطأ فرديا لا يجب تعميمه، وأننا مثلما ننتقد الأخطاء علينا الاعتراف بجهود العاملين فى الإسعاف وتفانيهم، مع إننى لم أعمم واعتبرت «سيلفى المسعفين» ضمن ظاهرة عامة وليست خاصة بهم، ولا أحد ينكر جهد المسعفين طوال سنوات وتضحياتهم، ومرفق الإسعاف كان أحد المرافق التى قامت بدور بطولى فى الكثير من الأحداث، وهناك قصص للتضحية والأمانة والعمل بضمير من دون انتظار شكر.
لكن الأخطاء الصغيرة تغطى على الجهد الكبير، ومثلما انتقدنا السيلفى، نركز على التضحيات التى يقدمها مرفق الإسعاف والعاملون فيه. وآخرها عثور مسعف وسائق فى السويس على 35 ألف جنيه وسط بقايا حادث تصادم أتوبيسى طريق «السخنة - القطامية» وسلماها لمأمور قسم السويس، وهى واحدة من قصص كثيرة، لمسعفين يعملون من دون أن ينتظروا شكر.
وربما يكون وائل لديه بعض الحق، فى أننا أحيانا نركز على أخطاء فردية، ونتجاهل جهود وتضحيات لأغلبية تعمل فى الإسعاف وغيرها، لكن فى المقابل فإن الأخطاء من أفراد فى مرفق حيوى تغطى على التضحيات، ولهذا يغطى السيلفى على بطولات المسعفين.