سيظل حلم ربط سيناء الغالية بالدلتا عضويا هو الحلم الاستراتيجى لمصر، لتتحقق التنمية الشاملة المنشودة، مقابل المخطط الاستراتيجى لأعدائنا التقليديين على الحدود الشرقية الذين راهنوا وخططوا ومولوا لإبقاء سيناء خالية من البشر وبعيدة عن التعمير والتنمية لسنوات طويلة حتى تأتى اللحظة التى يحلمون فيها باسترجاعها أو احتلال أجزاء منها.
وكلما قطعت الإدارة المصرية خطوات على صعيد تنمية وتعمير سيناء الغالية وربطها عضويا بالوادى والدلتا، جن جنون الأعداء التقليديين، وأسهموا فى تمويل وتدريب ودعم الدواعش وأشباههم من الإرهابيين للتسلل إلى شمال سيناء وإثارة القلاقل هناك، لتصوير تلك المنطقة أمام العالم على أنها منطقة صراع وخارجة عن سيطرة الإدارة المصرية، أو لتسويق المشروع الصهيونى بطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى دولة غزة - العريش والقضاء على القضية الفلسطينية للأبد.
وليس غريبا إذن أن تتزايد التقارير والأخبار الموجهة حول انتشار الإرهاب فى مصر كلما قطعنا شوطا فى تنفيذ المشروعات التنموية فى سيناء، وكأن أووربا خالية من الإرهاب والإرهابيين مثلا أو كأن العالم كله لا يعانى من هذا الخطر المعروفة أسبابه ومن وراءه وأجهزة الاستخبارات التى تموله وتستخدمه.
الحكومة المصرية حاليا تعمل على مشروع متكامل لربط سيناء بالوادى، ويتضمن ثلاثة أنفاق ضخمة تحت قناة السويس لتسهيل حركة التجارة وانتقال المواطنين من غرب القناة إلى شرقها وكذا بناء سحارات مياه ضخمة لنقل مياة الرى من غرب الاسماعيلية إلى شرقها، وفى هذا السياق يأتى المشروع الأخير الذى تنفذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإنشاء سحارة مصرف المحسمة، لرى نحو خمسين ألف فدان شمال ووسط سيناء وتقليل نسبة التلوث ببحيرة التمساح، وهو المشروع الذى سيغير وجه الزراعة والتنمية بسيناء وينطلق بها إلى آفاق رحبة ويعود بالخير على أهالى أرض الفيروز.
المشروع نموذج للتعاون بين مختلف الجهات التنفيذية بالدولة ويضمن وصول أكثر من مليون متر مكعب من المياه المعالجة والصالحة للزراعة يوميا إلى شمال ووسط سيناء لإقامة المشروعات الزراعية هناك، جنبا إلى جنب مع الجهود المتواصلة من القوات المسلحة والشرطة لاصطياد الإرهابيين وتجفيف منابع تسليحهم ودعمهم، وصولا إلى القضاء عليهم نهائيا بإذن الله، والتفرغ للجهاد الأكبر فى تنمية كل شبر من سيناء ورفع المستوى المعيشى لأهالينا هناك.