محمد صبرى درويش يكتب: سفير فى بلد الأهرامات

السبت، 26 أغسطس 2017 10:00 ص
محمد صبرى درويش يكتب: سفير فى بلد الأهرامات الأهرامات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الجميع يبحث عن العمل الشخصى وكيفية كسب المنافع الخاصة، وهذا مطلوب لتحقيق الذات والبقاء والتمتع بالعيش الكريم، ولكن من يبحث منا عن العمل الوطنى العام هم قلائل، لا ننكر أن الجميع تنبض فى عروقه دماء الحب الأصيل لهذا الوطن، لكن الالتزام المستمر بالعمل الوطنى يحرص عليه قلائل، والوطن يحتاج فى هذه المرحلة إلى العمل العام والخاص ولا حبذا لو تم جمع الاثنين معاً .

يعتقد البعض أن السفير هو من يخرج خارج حدودنا من أجل عمل رسمى أو غير رسمى ليصبح واجهة مصر أمام العالم خارج حدود دولتنا، ولكن ما أبحث عنه فى هذا المقال أن نكون سفراء داخل دولتنا بالعمل الوطنى المستمر، أى نكون سفراء فى بلادنا بلاد الحضارة أى بلاد الأهرامات .

تتلخص الفكرة فى أنك حينما تجتهد فى عملك المحلى الذى لا يراه العالم وتقتصر رؤيته فقط على أبناء وطنك تُصبح بذلك سفيراً فى بلد الأهرامات، حينما تنشغل بالعمل الخاص وتحرص على ظهوره بالشكل الجمالى الراقى المُتقن فأنت بذلك قد أصبحت سفيراً فى بلد الأهرامات .

ماذا لو أتى إلى مصر وهى بلد سياحى من الطراز الأول، ماذا لو أتى إليها سائح عادى وأخذ يمشى فى الشوارع العادية ووجد رصيف تلاصقت أحجاره بنظام بالغ مُتقن، ووجد نظافة تجوب الشوارع، ونظام فى تحرك المركبات قبل تحرك الأفراد، وأن طنين السير يُسمع قبل صوت اللسان، وتناوله لطعام أو لشراب فى بلادنا وهو مُتقن الإعداد ومُتفرد المذاق، نصبح جميعاً سفراء فى بلد الأهرامات والحضارة دون كلمة واحدة نُعبر بها عن أنفسنا، فنظامنا هو سفيرنا داخل أرضنا، وإتقاننا لأعمالنا هو نبراس أملنا ومهد الحضارة الجديدة التى يصنعها أبناؤنا، فحرصنا أن نكون سفراء فى بلادنا يجب أن يكون أكبر بكثير من حرصنا على أن نكون سفراء خارجها .

 

مهما كانت مقوماتنا فالنظام لا يتطلب مالاً لفرضه والنظافة لا تتطلب قرون لحدوثها فثوانٍ فى عمر الوطن كافية لجعل بريق الحياة يتلألأ فى سمائه، فأهرامات مصر هى السفارة الكبرى لمصر فى بلادها على مر الزمن من يوم أن أُقيمت، فاحرص أن تكون أنت سفيراً فى بلادها .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة