نقلا عن اليومى..
لم يكن سلاح الكلاشينكوف الذى يحمله حارس السيارات فى اعتصام رابعة العدوية عام 2013، الذى كتب عنه الكاتب البريطانى روبرت فيسك، وحده الشاهد على عنف وإرهاب جماعة الإخوان، فسنوات الدمار والقتل والخطابات المتطرفة المحرضة على العنف، عبر أجهزتهم الإعلامية، كانت كفيلة بأن تثبت زيف أكذوبة الديمقراطية التى حاولت الجماعة تصديرها للغرب.
طيلة عقود ماضية، حاولت قيادات الجماعة الإرهابية التنصل من منهج سيد قطب من اعتناق العنف ودعوات حسن البنا للجهاد العنيف، غير أن الآلة الإعلامية للإخوان لم تستطع أن تخفى جرائمهم، ولم تسطع أن تضلل الكثيرين فى الغرب، لا سيما بعد الربيع العربى الذى جاء كاشفا لأقنعة مثل هذه الجماعات الإرهابية.
وفى الوقت الذى يخترق فيه الإخوان بعض مراكز الأبحاث الغربية، التى تمثل واحدة من مراكز صنع القرار، خاصة فى الولايات المتحدة، ويحاولون إضفاء صورة السلمية والمظلومية على الجماعة الإرهابية، كان هناك خبراء على دراية كافية بتلك الدعاية الكاذبة وحقيقة الإخوان، ففى مقابلة فى وقت سابق من العام مع «اليوم السابع» قالجون هانا، المستشار البارز لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فقال: إن كون الشخص عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين، فإن هذه واحدة من أهم البوابات الأيديولوجية ليصبح إرهابيا، فالإخوان يوفرون المسار الأيديولوجى للأشخاص، الذين ينتهى بهم المطاف إلى ارتكاب العنف.
وأضاف هانا، الذى كان يتولى منصب مستشار نائب الرئيس لشؤون الأمن القومى، خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكى الأسبق جورج دبليو بوش: «نواجه حقيقة مزعجة للغاية بأن الكثير من القادة الإرهابيين الرئيسيين، خلال السنوات الثلاثين الماضية، بدأوا كأعضاء فى جماعة الإخوان المسلمين، ومنهم بن لادن وخالد شيخ محمد وأيمن الظواهرى وأبوبكر البغدادى. ولا أعتقد أن هذا من قبيل الصدفة».
وفى مقابلة أخرى، مع جوناثان شانزر، نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قال: إن الإعلام الأمريكى والأمريكيين لا يعرفوا الكثير عن الإخوان وعن دورهم فى مصر، والخطر الذى مثلوه على مدار التاريخ. وأشار إلى أنه خلال إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، تم ترويج القصة المزيفة بأن الإخوان تعرضوا للانتهاك والمعاملة السيئة فى مصر، مضيفا: «أعتقد أنه يجب البدء فى نقاش مفتوح بشأن الإخوان ودورهم فى المجتمع».
ودعا شانزر إلى تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، باعتبارها خطوة تساعد على إضعاف قاعدة الإسلام السياسى، الذى يشارك فى العنف وكذلك تمويل الإرهاب، وهذا هو الهدف من الإجراء، وأشار إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية لديها قائمة طويلة من الأشخاص الذين شاركوا فى الإرهاب، وهم ينتمون لجماعات مختلفة مثل تنظيم القاعدة وطالبان، لأن المشكلة تكمن فى الأيديولوجية.
وفى أعقاب الهجمات الإرهابية التى استهدفت كنائس مصرية، خلال أحد السعف إبريل الماضى، كتب إريك تريجر، الباحث الأمريكى المتخصص فى شؤون الجماعات الإرهابية لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: إن جماعة الإخوان وإن كانت ليست مسؤولة بشكل مباشرة عن هذه الهجمات، لكن تحريضها المناهض للمسيحيين يسهم فى تهيئة بيئة تضفى الشرعية عليها.
وذكر الباحث الأمريكى، الذى أصدر كتابا عن عام كارثى من حكم الإخوان لمصر، بعض الأمثلة من تعليقات قادة جماعة الإخوان المحرضة على الكراهية والعنف، ومن بينهم جمال حشمت وأشرف عبد الغفار وآيات عرابى، قائلا: إن تعليقاتهم تصل إلى التحريض الصارخ على العنف.
ونهاية الشهر الماضى، نشر معهد هدسون الأمريكى، ورقة بحثية ترصد كيفية تحول الإخوان إلى العنف بعد خسارتهم الحكم فى مصر، مستشهدا بعدد من البيانات والوثائق الخاصة بالإخوان وبعض المؤلفات التى تكشف صراحة تبنى فصيل كبير داخل التنظيم للعنف.
وتحدث البحث الذى أعده مختار عوض، وهو زميل بجامعة جورج واشنطن، عن كتاب «فقه المقاومة الشعبية للانقلاب»، الذى أعده عدد من الباحثين الإسلاميين الموالين للجماعة، وكيف سعوا من خلال الكتاب استبدال لفظ العنف بالجهاد أو المقاومة، فى محاولة لشرعنة جرائمهم، لكن فى النهاية لم يقدم الكتاب أو الجماعة أى إصلاحات أيديولوجية جادة بشأن العنف أو معنى الجهاد يتجاوز ما قدمه قطب والبنا.
وكشف مركز كارنيجى للسلام الدولى عن أن جماعة الإخوان فى سوريا تستخدم فروعا تابعة مثل لجنة حماية المدنيين، لتنفيذ خططها كجزء من الجيش السورى الحر، إذ أشار التقرير إلى أن اللجنة لعبت دورا مهما فى تهريب الأسلحة من ليبيا، عبر تركيا، بدعم واضح من السلطات التركية وقطر، كما مارست الضغط على الجماعات المتمردة، التى تريد الأموال والذخيرة للخضوع لسياسة جماعة الإخوان.
وأشار تقرير المؤسسة البحثية الدولية، الصادر فى 2015، إلى أن الإخوان هم الأكثر نهبا لعائدات النفط الليبية لتعزيز جدول أعمالها فى ليبيا وجميع أنحاء المنطقة.
ولا يتوقف الأمر عند مراكز الأبحاث الأمريكية، فلقد تيقظ الكثير من الساسة الأمريكيين إلى خطورة جماعة الإخوان المسلمين، وبالفعل تقدم المرشح الأمريكى السابق للرئاسة والسيناتور الجمهورى الرفيع، تيد كروز، بمشروع قانون للكونجرس لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، قائلا: «إن القانون يعترف بالحقيقة البسيطة بأن الإخوان جماعة إسلامية راديكالية، وعلى مدار سنوات، صنف الرؤساء الأمريكيون من كلا الحزبين الجماعات التابعة للإخوان مثل «حماس» و«أنصار الشريعة» جماعات إرهابية، وتم تصنيف قادة الإخوان كإرهابيين».
ويحظى مشروع كروز بتأييد من قبل العديد من أعضاء الكونجرس، ومن بينهم عضو مجلس النواب ماريو دياز بالارت، الذى قال: «إن الإخوان جماعة لا تزال تدعم التنظيمات الإرهابية المسؤولة عن أعمال العنف حول العالم».
ودعت بريجيت جابريل، الخبيرة الأمريكية فى مكافحة الإرهاب وصاحبة الكتب الأكثر مبيعا فى الولايات المتحدة، إلى تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، محذرة من أن كل يوم يمر يتأخر فيه هذا التصنيف يجعل مخالب الإرهاب تلتف حول الشعب الأمريكى.
وقالت جابريل، وهى مؤسسة ورئيسة مؤسسة «أكت فور أمريكا»، المنظمة الشعبية الأكبر فى الولايات المتحدة، المعنية بتعزيز الأمن القومى وهزيمة الإرهاب: إن واشنطن عليها أن تستجيب لتوجهات الرئيس عبد الفتاح السيسى وغيره من حلفاء الشرق الأوسط فى تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة