أظهرت دراسة حديثة أدت لتراجع معدلات الوفيات بين مرضى روماتيزم القلب الناجمة عن مضاعفات الحمى الروماتيزمية التى تعمل على تلف صمامات القلب، ويمكن أن تؤثر سلبا على النسيج الضام فى جميع أنحاء الجسم، خاصة فى القلب والمفاصل والمخ والجلد.
وكشفت دراسة طبية منشورة بمجلة "نيوإنجلاند" الطبية، أن خطر الموت بسبب روماتيزم القلب، انخفض فى جميع أنحاء العالم على مدار الـ25 عاما الماضية، ومع ذلك لا يزال التقدم فى أمراض القلب الروماتيزمية متفاوتاً، وفى العديد من المناطق التى تشمل بعض أفقر بلدان العالم، لم تنخفض الوفيات الناجمة عن أمراض القلب الروماتيزمية بشكل ملحوظ منذ عام 1990، ولم ينخفض عدد الأفراد الذين يعيشون مع أمراض القلب الروماتيزمية.
قال الدكتور جريجورى روث، أستاذ مساعد بمعهد المقاييس والتقييم الصحى فى جامعة واشنطن ورئيس شعبة أمراض القلب بكلية الطب جامعة واشنطن: "إن استمرار الحمى الروماتيزمية وأمراض القلب الروماتيزمية يعكس التحديات التى تواجهها العديد من البلدان فى تحسين الظروف الاجتماعية والبيئية والإقتصادية التى تؤدى إلى المرض، فلا تزال الحمى الروماتيزمية مصدر قلق صحى خطير لكثير من الناس".
ويعد سبب الإصابة بمرض القلب الروماتيزمى نتيجة طويلة الأمد لبكتيريا الحلق غير المعالجة، التى يمكن أن تكون شديدة العدوى، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعيشون فى أماكن مكتظة وغير صحية.
والأفراد المعرضين للمرض، كما يؤدى الالتهاب الحلق بالحمى الروماتيزمية التى تضر بصمامات القلب بمرور الوقت ويمكن أن تظهر أعراض المرض فى مدة تتراوح ما بين 10- 20 عاما، بعد العدوى الأصلية، كما تعد الحوامل فى خطر كبير للإصابة بالعدوى، وفى معظم البلدان، فإن معالجة العوامل الاجتماعية مثل (التعليم، مستوى الدخل، الحصول على الرعاية الصحية اللازمة) من العوامل الوثيقة الصلة بالوقاية من أمراض القلب الروماتيزمية.
قال الدكتور ديفيد واتكينز، المؤلف الرئيسى للدراسة ومدرب الطب فى شعبة الطب الباطنى العام بكلية الطب بجامعة واشنطن، أن حوالى 1٪ من الأطفال فى سن الدراسة فى البلدان المتوطنة لديهم أدلة على أمراض القلب الروماتيزمية.
وفى هذا الصدد أوضح الدكتور محمد فريد الجندى أستاذ ورئيس أقسام القلب بمعهد القلب القومى، بعض العوامل التى أدت لانخفاض الوفيات والإصابة بالحمى الروماتيزمية خلال الـ25 عاما الماضية وهى تتضمن الآتى:
1. زيادة الوعى الصحى.
2. العلاج المبكر للإصابة بالتهابات اللوزتين أو الميكروب السبحى أو الحمى القرمزية.
3. استخدام البنسلين طويل المفعول مما أدى إلى قلة الإصابة بالميكروب السبحى والحمى الروماتيزمية.
4. التشخيص والعلاج المبكر للحمى الروماتيزمية.
5. التشخيص المبكر لإصابة صمامات القلب بالحمى الروماتيزمية وذلك لتطور الوسائل الحديثة للتشخيص كالموجات الصوتية للقلب والتحاليل الدقيقة للحمى الروماتيزمية.
6. التطور فى علاج الإصابات بالحمى الروماتيزمية فى صمامات القلب باستخدام القسطرة التى تعمل على توسيع الصمام الميترالى.
7. استخدام الأساليب الحديثة فى التشخيص والعلاج.
وأشار د. محمد فريد الجندى إلى أن ارتفاع نسبة الوفيات بروماتيزم القلب فى السنوات السابقة كان نتيجة الإهمال فى تشخيص المرض والعلاج مما أدر إلى وصول الحالة لمرحلة متقدمة كحدوث هبوط فى عضلة القلب وارتفاع فى ضغط السريان الرئوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة