شهدت محافظة بنى سويف حادثًا مأساويًا، فى الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء، على الطريق الصحراوى الشرقى بالقرب من بوابة مدينة بنى سويف، لسقوط أتوبيس بعد اصطدامه بالحاجز الخرسانى وقع أعلى سيارة نصف نقل سبقته فى السقوط بدقائق، ونتج عنه مصرع14 شخصًا وإصابة 42 آخرين.
التقى "اليوم السابع" مصابى الحادث داخل المبنى الجديد لمستشفى بنى سويف العام.
وروى أحمد على سائق السيارة النصف نقل التى سبقت الأتوبيس فى السقوط داخل النفق، والتى كانت قادمة من القاهرة فى طريقها إلى قنا، أنه فوجئ بسيارة أمامه فحاول تفاديها، فسقط من أعلى الرصيف إلى النفق، موضحًا أنه فور سقوط سيارته من أعلى الطريق إلى النفق، وفوجئ بعدها بفترة بسيطة بالأتوبيس يسقط هو الآخر فوق سيارته، مشيرًا إلى أن حالته كانت خطرة، ولم يرَ ما حدث لمصابى الأتوبيس.
وأكد سائق السيارة النقل، على أن سيارة صدمته من الخلف عقب اختلال عجلة القيادة من يديه فسقط من أعلى الطريق ليستقر فى النفق .
فيما قال مصابى حادث انقلاب أتوبيس نقل عام كان قادمًا من القاهرة إلى محافظة المنيا عند محافظة بنى سويف، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل سقوط الأتوبيس من أعلى النفق.
وقال خالد حامد مهندس من قرية تله التابعة لمدينة المنيا ويعمل بمدينة القاهرة تفاصيل الحادث البشع قائلا: "فوجئنا بسيارة تقف أمامنا فى الطريق وحاول سائق الأتوبيس أن يتخطاها إلا أن السائق لم يتحكم فى عجلة القيادة وتخطى الحاجز الخرسانى، مضيفًا أن أتوبيسات الوجه القبلى متهالكة للغاية ودائمًا ما تحدث الكثير من الأعطال التى ينتج عنه الكثير توقفها على الطرق الصحراوى، مما يعرض حياة الركاب للخطر وخاصة فى حال توقف الأتوبيس فى وقت متأخر.
وأضاف خالد، أنه كان يجلس فى المقعد الخامس وشعر بالسقوط من علو وبعدها لم أشعر بأى شيء سوى داخل مستشفى بنى سويف العام، مشيدًا بالخدمات الطبية داخل المستشفى، مؤكدًا على أن ادارة المستشفى ساعدته فى الاتصال بأهليته وأخبروهم، حيث وصل أقاربه فى ساعة مبكرة من صباح اليوم، موضحًا أن الأطباء أخبروه بأنه سيجرى عملية جراحية فى قدمه.
فيما قال بيشوى عاطف فوزى، إن أتوبيسات النقل العام الموجودة فى محافظات الصعيد سيارات متهالكة ولا تصلح، متابعًا: "نبحث دائما عن تلك السيارات نظرًا لعدم وجود أماكن أو تذاكر شاغرة فى قطارات الوجه القبلى مما يدفع المواطنين للاتجاه إلى تلك الأتوبيسات المتهالكة .
وروى بيشوى، تفاصيل الحادث أن السائق كان يسير بسرعة بطيئة ولم تكن سرعته عالية الأمر الذى دفع الركاب للتشاجر معه إلا أنه ظل على سرعته، لافتًا إلى أن السائق فوجئ بأحد السيارات المتوقفة بالقرب من بوابة بنى سويف، مما دفعة لمحاولة تفاديها إلا أنه لم يتمكن من السيطرة على عجلة القيادة، موضحًا أن الحاجز الخرسانى كان منكسرًا وسقطت السيارة أعلى إحدى السيارات النقل التى كانت متواجدة أسفل النفق.
فيما قال حسن رأفت أحد مصابى الحادث من محافظة المنيا، إن سائق الأتوبيس فوجئ بسيارة معطلة أمام مدخل بوابة مدينة بنى سويف وحاول تفاديها إلا أنه سقط من أعلى إلى النفق فوق إحدى السيارات النقل التى سقطت قبل الأتوبيس بفترة قليلة .
وأضاف حسن، أنه كان فى القاهرة وفى طريق عودته لقضاء إجازة العيد وسط أهله ولم يجد سوى أتوبيس النقل العام الذى يخرج من موقف عبود نظرًا لعدم وجود تذاكر فى السكك الحديدية ولا يوجد أى أماكن شاغرة بها.
وفى السياق ذاته، قال مصطفى عبد العزيز، أحد مصابى الحادث، إنه كان قادمًا من محافظة القاهرة فى طريقة لمحافظة المنيا، واستقل أتوبيس من محطة عبود فى التاسعة مساء وعند وصول الأتوبيس إلى مدينة بنى سويف وفوجئ الجميع بسيارة متعطلة أمامهم فحاول السائق تفاديها إلا أنه فشل فى التحكم بعجلة القيادة.
وأضاف مصطفى، أن الأتوبيس انقلب أسفل النفق أعلى السيارات التى سقطت قبله بدقائق وهرعت سيارات الإسعاف على الفور لمكان الحادث.
من ناحية أخرى توافد أهالى الضحايا على مشرحة مستشفى بنى سويف العام لاستخراج تصاريح الدفن لذويهم من الضحايا، حيث قال أحمد شقيق أحد الضحايا ويدعى سعيد أحمد عبد الوهاب 60 سنة ومقيم مدينة المنيا، إن شقيقه كان بصحبة زوجته فاطمة محمد بدوى 53 سنة مقيمة مدينة المنيا للكشف على أحد ساقيه عند أحد الأطباء بالقاهرة إلا أنه لقى مصرعه وهو وزوجته أثناء رحلة العودة.
وبدوره زار المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف مستشفى بنى سويف العام للاطمئنان على مصابى الحادث، واطمئن على توافر كافة أوجه الرعاية للمصابين وإجراء العمليات الجراحية للحالات التى تستلزم ذلك حتى تماثلهم للشفاء وخروجهم من المستشفى، مشددًا على تقديم كافة التسهيلات اللازمة وتصاريح الدفن وإجراءات تسليم جثث المتوفين لذويهم.
وتفقد محافظ بنى سويف، المصابين الـ34 الموجودين بأقسام وعنابر المستشفى بنفسه "بعد خروج 8 حالات"، متنقلا من قسم لآخر وتبادل معهم الحديث وأطمئن عل حالتهم واستمع لمطالبهم واحتياجاتهم المصابين واطلع على تقرير حول حالتهم الصحية وطمأنهم بتوفير كافة أوجه الرعاية اللازمة لهم طوال اقامتهم بالمستشفى لاستكمال العلاج، مشيدًا بمستوى الرعاية التى وفرتها المستشفى للمصابين فى هذا الحادث
وطالب حبيب، بإطلاعه أولا بأول على مستجدات الوضع الصحى لكل الحالات خاصة الحالات الحرجة والتى قد تتطلب إرسالها للقاهرة، وذلك لسرعة اتخاذ اللازم وتقديم الرعاية الطبية المناسبة، مطالبًا وكيل وزارة الصحة بالتواجد على مدار الساعة حتى الاطمئنان على جميع الحالات واستقرارهم الصحى.
وشدد المحافظ على وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، بسرعة صرف الإعانات العاجلة للمصابين وأسر المتوفين فى الحادث، واتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق والمتابعة مع تضامن المنيا لصرف الإعانات والتعويضات المقررة فى مثل هذه الحوادث، حيث أفاد وكيل وزارة التضامن ببنى سويف، بأنه سيتم صرف إعانة عاجلة من 300 إلى 500 جنيه للمصابين، بحسب مدة بقاء المصاب بالمستشفى، فيما يجرى التنسيق حاليا مع مديرية التضامن الاجتماعى بالمنيا لسرعة صرف الإعانات والتعويضات المقررة للمصابين وأسر المتوفين، فضلا عن مخاطبة وزارة التضامن الاجتماعى لمضاعفة مبالغ التعويضات التى تصرفها الوزارة للمصابين وأسر المتوفين فى مثل هذه الحوادث.
ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الناصر حميدة وكيل وزارة الصحة، أنه فور وقع الحادث هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين والمتوفين لمستشفيات المحافظة القريبة من موقع الحادث، مشيرًا إلى أن مستشفى بنى سويف العام استقبلت 42 مصابًا (37 من محافظة المنيا، و3 من أسيوط، و2 من قنا والأقصر)، حيث تم علاج 8 منهم وتحسنت حالتهم وخرجوا بعد تماثله للشفاء، بينما تم حجز 34 حالة لتلقى العلاج منهم 12 مصابا كانت حالتهم حرجة وتم التعامل معها، بالإضافة إلى 11 مصابا تمثلت إصاباتهم فى كسور مختلفة وأجريت لهم العمليات اللازمة بقسم العظام، و6 حالات إصاباتها نزيف بالصدر و15 حالة ما بين سجاحات وكدمات وجروح قطعية بمناطق متفرقة من الجسم وتم تقديم العلاج اللازم، أما بالنسبة للمتوفين فقد بلغ عددهم 14 حالة بواقع 11 حالة وفاة من محافظة المنيا و2 من القاهرة وجثة لرجل مجهولة الهوية، حيث تم ايداع 10 جثث منها بمشرحة مستشفى بنى سويف العام والـ4 جثث الأخرى بمشرحة مستشفى ناصر المركزى شمال المحافظة، وجارى استخراج تصاريح الدفن تمهيدًا لتسليم الجثث لذويهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة