أمس الأول، اعتمد الرئيس عبدالفتاح السيسى الحركة الدبلوماسية الجديدة لعدد من بعثاتنا بالخارج، شملت ترشيح سفراء أكفاء، سيكون لهم دور مهم خلال الفترة المقبلة يضاف للأدوار المهمة التى تقوم بها البعثات الدبلوماسية الحالية، خاصة فى ظل الحركة الدبلوماسية المصرية المتصاعدة، التى تحتاج لرجال يحسنون العمل والأداء، وفق الدور المنوط أن تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعاد لمصر هيبتها المفقودة فى ملفات وثيقة الصلة بالأمن القومى المصرى.
أهم ما فى هذه الحركة، ليس فقط الأسماء، وإنما الطريقة التى أعلنت بها، والترتيبات السابقة لها أيضا، فللمرة الأولى يجلس رئيس الدولة مع المرشحين للحركة الجديدة قبل الإعلان عنها، ووفقا لما سمعته وعرفته، فإن الرئيس كان حريصا جدا على لقاء الدبلوماسيين المصريين، والاستماع لهم، وكان يوم الاثنين الماضى هو الموعد المحدد للمرشحين فى الحركة الجديدة للقاء الرئيس، وبطبيعة الحال فقد تملكتهم جميعا الحيرة حول السبب الذى يدعو رئيس الدولة للقائهم قبل أن يعرف أيا منهم إلى أى دولة تم ترشيحه، فهذه هى المرة الأولى كما سبق وقلت أن يسبق لقاء الرئيس مع السفراء الإعلان عن الحركة.
ما يؤكد اهتمام الرئيس بصورة مصر فى الخارج، وأن يتولاها القادرون على أداء المهمة بأكمل وجه، وأيضا تقديره للدبلوماسية المصرية ورجاله، فإنه خصص 8 ساعات متواصلة، يوم الاثنبن الماضى، للقاء المرشحين للحركة الدبلوماسية، بدأها بلقاء جماعى فى العاشرة والنصف صباحا، ثم تبعه بلقاءات للرئيس مع مجموعات صغيرة، انتهت فى السادسة والنصف مساء، وخلال اللقاءات تحدث الرئيس عن أهمية الدور الذى تقوم به الدبلوماسية المصرية، باعتبارها الواجهة التى تبرز الصورة الحضارية لمصر، وتدافع عن مصالح الوطن فى الخارج، وأكد لهم ثقته فى قدرة الدبلوماسيين المصريين على تمثيل مصر بصورة مشرفة تعكس تاريخها العريق وتطلعات شعبها نحو مستقبل أفضل، كما شرح للحضور ثوابت السياسة الخارجية المصرية، مؤكدا فى هذا الصدد أهمية استمرار العمل على تطوير العلاقات المتوازنة، التى تجمع بين مصر ومختلف دول العالم، فضلا عن مواصلة تعزيز علاقاتها بالقوى الدولية التقليدية والبازغة، وخلال الأطر متعددة الأطراف، وذلك فى إطار استقلالية قرار مصر ودورها الإقليمى النشط، كما شدد الرئيس خلال اللقاء على أهمية الاستمرار فى بذل الجهود الرامية لتثبيت دعائم الدولة، والحفاظ على ما تحقق من استقرار، وكذلك مواصلة العمل الدؤوب مع المجتمع الدولى لحشد الجهود لمواجهة ظاهرة الإرهاب على المستويات كافة، بهدف القضاء على هذا الخطر غير المسبوق، الذى يهدد العالم بأسره، والمساهمة فى استعادة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء المعاناة الإنسانية التى تمر بها شعوبها منذ سنوات.
وحدد الرئيس للدبلوماسيين المصريين جزءا من مهامهم الفترة المقبلة، منها أهمية نقل الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر من جهود لتنفيذ برنامج النمو الاقتصادى المستدام، الذى يهدف تحقيق التنمية الشاملة، والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية الجديدة، خاصة فى ضوء ما يتم إنجازه فى مصر من مشروعات عملاقة توفر العديد من الفرص الاستثمارية، وأيضا العمل المستمر على إيجاد حلول غير تقليدية للتحديات التى تواجه مصر، مع ضرورة أن تراعى أية حلول مقترحة الظروف الواقعية لمصر ومتطلباتها التنموية، بالإضافة إلى شرح أهمية الدور الذى تقوم به البعثات المصرية فى تقديم الخدمات القنصلية لأبناء الجاليات المصرية فى الخارج، موجها بالعمل على إيلاء مزيد من الاهتمام لحل مشكلات المواطنين المصريين فى الخارج، وربطهم بوطنهم الأم.
اللقاء كان فريدا من نوعه ويوثق لمرحلة جديدة، تؤكد احترام الرئيس للدبلوماسية المصرية ورجالها، حتى فى ظل الهجوم الشرس الذى تعرضت له الفترة الماضية، وأيضا مهما كانت العثرات، وهو ما دفع الدبلوماسيين للإعراب للرئيس السيسى عن تقديرهم للاهتمام الذى توليه القيادة السياسية لدور ومهام وزارة الخارجية، وحرص الرئيس على اطلاعهم بشكل مباشر على أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة، وقد سمعت من دبلوماسيين شاركوا فى الاجتماع كيف كانوا سعداء بالطريقة التى تعامل بها الرئيس السيسى معهم، وكيف أسهم هذا اللقاء فى رفع روحهم المعنوية، خاصة أن الدبلوماسيين كانوا ولايزالون معرضين لانتقادات متكررة، طالت الكثير منهم، وغطت ربما على ما يحققونه من إيجابيات.
الشىء الآخر فى هذا اللقاء أنه يؤكد للجميع أن الحركة الدبلوماسية لا تخضع للأهواء الشخصية، وإنما يحكمها قانون واحد، وهو المهنية والقدرة على العمل والأداء، لذلك كان الرئيس حريصاً على أن يجلس مع المرشحين جماعة وفرادى، ليتعرف عن قرب على شخصية وأداء كل منهم، ليتيقن أن الاختيار سيكون مناسباً، أخذاً فى الاعتبار أن سفراء مصر فى الخارج يمثلون رئيس الدولة.
بالعودة إلى الأسماء، فقد شملت الحركة دبلوماسيين على درجة كبيرة من الكفاءة، تجعلنا نثق فى قدراتهم على تأدية المهمة على أكمل وجه، منهم السفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية، المرشح لمنصب مندوب مصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وكذلك السفير المحترم علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، المرشح مندوب مصر لدى بعثة الأمم المتحدة بجنيف، وكذلك السفير أمجد عبدالغفار، مساعد وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأفريقى والمنظمات الأفريقية، المرشح سفيراً لمصر لدى هولندا، والسفير هشام النقيب، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمريكية، المرشح لمنصب قنصل مصر العام بنيويورك، وغيرهم من السفراء ممن شملتهم الحركة، التى وضعت قاعدة جديدة، رسخ لها الرئيس السيسى، وهى أن الفيصل هو الأداء والعمل، فمهمة السفير ليست رفاهية، وإنما هى تكليف، فلا يظن أحد أن اختياره سفيراً لمصر فى دولة ما سيجعله مستمراً فى المنصب لأربع سنوات، كما جرت العادة، وإنما ستكون هناك متابعة مستمرة للأداء، وخلال هذه المدة قد تحدث تغيرات وتعديلات إذا تطلب الصالح العام ذلك، وهذا ما حدث فى سفاراتنا فى بعض الدول مثل تايلاند وقبرص والكويت.