كل أسبوع تطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية بأخبار اجتياز المطارات المصرية إجراءات التفتيش عليها محققة أعلى التقييمات، من حيث السلامة والأمن، مرة وفد روسى ومرة بريطانى وثالثة أمريكى ورابعة كندى، رغم أن روسيا مازالت تعلق رحلات الطيران من وإلى المطارات المصرية، وكذا بريطانيا التى أوقفت رحلاتها إلى شرم الشيخ، دون أن نتساءل نحن عن مدى صلابة وقوة الإجراءات الأمنية فى المطارات الروسية والأمريكية والبريطانية والكندية، وكأن التأمين هناك نازل من السماء ولا يأتيه الاختراق من خلفه أو من بين يديه.
وحتى نعرف فقط أن كثيرا من الأمور الرائجة حول إجراءات السلامة والأمن فى المطارات الغربية مجرد أساطير يجرى ترويجها، أروى لكم حكاية فظيعة عن اختراق المطارات البريطانية نشرتها صحيفة «ديلى ميل»، ووصفتها بأوصاف مثل الفضيحة والاختراق العنيف، والأمر الذى لا يمكن السكوت عليه.
القصة بطلها شاب بريطانى اسمه مايكل راندال، كان سهرانا مع صديقته شارلوت ليلة السفر، وعندما حان موعد رحلته أخذ جواز سفر صديقته شارلوت بدلا من جواز سفره، وحتى تتضح الأمور، مايكل ملامحه رجالية وشعره قصير جدا، وشارلوت أنثى بالثلاثة وشعرها أصفر طويل، وتكبر مايكل بنحو عشر سنوات، يعنى محدش يقول لى الفراخ البيضا كلها شبه بعض.
مايكل واضح أنه كان مبسوط شويتين أو قاصد يعلم على أمن الشركة اللى راكب معاها وأمن مطار هيثرو، الله أعلم، المهم خد تذكرته على متن خطوط طيران «EasyJet» البريطانية وجواز سفر شارلوت صاحبته وهوب دخل المطار وطلع طيارته وهو ع الطيارة بس إدى فكرة لطاقم الطيارة ووراهم الباسبور ومشى الحال وسافر وراح مشواره لألمانيا، وهناك فى مطار برلين وقفوه وحققوا معاه ساعة ونص، وبعدين تفهموا جريمته وتسامحوا معاه، لأنه بريطانى ولأنه مسيحى ولأن ملامحه أوروبية، ولأنه مش جاى من منطقة الشرق الأوسط إلخ، وأعطوه تأشيرة بيوم واحد على جواز سفر شارلوت عشان يخلص مشواره ويرجع على طول.
بالله عليكم، لو كان ده حصل فى مطار القاهرة أو فى مطار الأقصر أو شرم الشيخ أو فى أى مطار مصرى، ونشرت ديلى ميل القصة، كان العالم سكت علينا ولا كنا بقينا عبرة للى يسوى واللى ميسواش، ونزلت الجرايد الموجهة وغير الموجهة تقطيع فينا ومش بعيد كانت كام دولة وقفت رحلاتها لمطاراتنا بسبب إن معندناش أمن وإن العشوائية مسيطرة، وإن الموظفين مش شايفين شغلهم إلى آخر الشغل الأزرق اللى بنتعرض له بسبب وبدون سبب.
اللافت فى الموضوع إن مايكل وصاحبته شارلوت نزلوا شتيمة فى شركة الطيران «EasyJet»، اللى موظفينها مبيشفوش شغلهم ومابيبصوص على الجوازات ولا بيتابعوا إجراءات التأمين، ومايكل قعد يصرخ فى الجرايد «بالذمة أنا شبه شارلوت عشان يعدونى بالسهولة دى وبعدين إزاى يبقى اسمى شارلوت»، وشارلوت تندب على حال التأمين فى مطارات لندن وتحذر: «إحنا عايشين فى أيام مهببة عيب مش كده، فوقوا وشوفوا شغلكم».
وبعدين بكل ألاطة وعنجهية ييجوا يفتشوا مطاراتنا ويحددوا هييجوا شرم الشيخ ولا مش هييجوا، يا أخى عنك ما جيت منك ليه يا بعيد، مش عايزينكم يا غجر أوروبا يا متخلفين يا عشوائيين!
عدد الردود 0
بواسطة:
Abdel Hamid
الله ينور عليك
هايل وممتاز هذا المقال ربنا يكرمك يااستاذ وصفت الموضوع كويس جدا