تعيش فنزويلا الأيام الجارية أجواء حرب أهلية، عقب تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية فى البلاد، بعد انتخابات الجمعية التأسيسية، وفوز معسكر الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، والذى اعتبره مراقبون انقلابا على الديمقراطية، إذ أن نجاح مادورو يعزز من سلطاته الديكتاتورية من تغيير دستور البلاد من خلال الجمعية التأسيسية التى ستحل محل البرلمان الذى تسيطر عليه المعارضة.
ويسعى الرئيس الفنزويلى منذ فوز المعارضة فى 2016 بالبرلمان وتشكيل جبهة ضدة وتنظيم احتجاجات سلمية؛ لإلغاء هذا البرلمان، وفرض سلطته وسيطرته على البلاد، وهو ما وجده فى إنشاء الجمعية التأسيسية، إذ يعتزم مادورو إنهاء المعارضة فى البلاد فى الوقت الذى تمارس المعارضة كل الضغوط من أجل إنهاء حكم مادورو، ما يؤدى إلى حرب أهلية.
ومن الناحية الاقتصادية، فإن فنزويلا تعجز عن سداد ديونها، وهناك توقعات بأن فنزويلا ستتخلف عن سداد الديون خلال الأشهر الـ12 المقبلة بنسبة 70%.
ووفقًا لتقديرات البنك الاستثمارى الفنزويلى، فعلى الحكومة وشركة النفط "بتروليوس دى فنزويلا"، دفع 5 مليارات دولار كدين وفائدة قبل نهاية 2017، إذ تستحق ديون عليهما بحلول أغسطس بنحو 725 مليون دولار، كما أن احتياطيات فنزويلا من الذهب فى أبريل الماضى انخفضت إلى أقل من 10 مليارات دولار، وفقا للبنك المركزى فى البلاد، فيما يتم تخزين نحو 7 مليارات دولار على شكل سبائك من الذهب، وكذلك هبوط عائدات النفط فى البلد العضو بمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، إذ تعتمد كاراكاس بشكل رئيسى على مبيعاتها من النفط.
ووفقًا لصحيفة "الإكونوميستا" الإسبانية فإن المظاهرات المناهضة لحكومة فنزويلا التى بدأت منذ أبريل الماضى خلفت 130 قتيلاً، معظمهم قتلوا بالرصاص الحى الذى استعملته الشرطة وميليشيات، فى الوقت الذى طالبت المعارضة أمام السياسة التى اعتبرتها استبدادية ورامية إلى إرساء نظام دكتاتورى، باستقالة الرئيس مادورو ونظمت استفتاءً شارك فيه أكثر من 7 ملايين ناخب للمطالبة بتنحى الرئيس.
وأعلنت كولومبيا والأرجنتين والمكسيك والبرازيل وبيرو، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والصين، عدم اعترافهم بنتائج انتخابات الأحد الماضى، وقررت الولايات المتحدة تجميد أموال الرئيس مادورو المودعة فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومنع كل الشركات والأشخاص الأمريكيين من التعامل معه.
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنج شوانج، فى تصريح أدلى به تعليقًا على ردود أفعال بعض الدول التى نددت بالانتخابات وهددت بفرض عقوبات ضد حكومة مادورو، وقال إن الصين تتبع دائمًا مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلدان الأخرى، وتؤكد أن على البلدان أن تعتمد فى التعامل مع علاقاتها على مبادئ المساواة فى المعاملة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لبعضها البعض.