إيمان رفعت المحجوب

عيد الفقير

الجمعة، 01 سبتمبر 2017 08:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أخْبِر عنه ما شئت لكن اعْلَم  أن ما بلَّغت عنه كله داحضٌ ما بلَّغت عنه الرحمة، فما بلَغ أحدٌ من البشر ما بلَغه هو من إنسانية ورحمة، ولا ندعى نحن فى حياتنا ولا أنا إن بلَغ أحدٌ مِعشار مَبْلغه من الرحمة فأنَّا نحن منه! إنه نبينا الكريم عليه السلام.

تَعْرِفُ رحمته فى حب العبيد والخدم والفقراء له والتفافهم حوله حتى عيره قومه بذلك ولكن بقى هكذا حتى آخر يوم فى حياته لم يتغير! ثورة اجتماعية لم يبلغها البشر قبله ولا بعده، و كى نكون منصفين فى حكمنا  يجب أن نكون صرحاء ونحن نُقَيِّم أداءنا نحن شخصياً فنسأل أنفسنا من منا يجالس خدمه أو يُجْلِسهم معه على طاولة طعامٍ واحدة فيأكلون معنا فى ذات الصحن ويشربون معنا من ذات الإناء! وحتى لو حدث يكون هذا فيما ندر من الوقت  فى غيابٍ من أفراد الأسرة وفى غير اجتماع الأهل والأقارب والأصحاب أو حضرة الزوار! والله إنى لأعلم أغنياء من الأساس لا يطعمون خدمهم الذين  يعيشون معهم تحت سقفٍ واحد! فهؤلاء الخدم يَعُدّون لهم الطعام ولا يقربوه  فى حين ما يفتأ هؤلاء يتباهون بإطعام الدواب؛ سيما الكلاب والقطط ؛ ويلتقطون معهم الصور يخالطونهم لإظهار الرفق والرحمة ولا نقول فى ذلك شيئا فكم وصى بهم الرسول الكريم و"إن فى كلِ كبدٍ رطبةٍ لأجرا" إلا أن هؤلاء ربما لا تلين قلوبهم لفقيرٍ جاورهم أو حكَّمهم الله عليه يشتهى الطعام فلا تطاله يده ولا يُدْعى إليه وتمنعه عزة نفسه أن يسأل ولو فعل لقيل لا خجل ولو خَجل أن يسأل واعتصره الجوع ومد يده قيل سارق! وهؤلاء لا يكتفون بهذا ولكن تجدهم يصدون عن سبيل الفقراء فتجدهم ما أن يقترب يوم عرفة بدأوا يهاجمون شعيرة الأضحية وكأنهم قد غاب عنهم أن ليس الذبحُ وقفاً على الأضحى فالحيوانات تذبح فى كل شبر على الأرض كل دقيقة تقدم للقادرين على شرائها فالإنسان يحتاج لها كغذاء وبدونه يعانى من نقص عناصر أساسية لجسمه ويضطر لأخذها فى صورة دواء كى لا يتسبب نقصها فى إصابته بأمراض  نَخْبُرها نحن الأطباء قد تودى بحياته.

 

 الذبح موجود بأضحى وبغير أضحى فقط يوم الأضحى يعطى ثلثى الذبيحة للفقير تحقيقا لقوله تعالى:"فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير"، و"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم". 

 

ولكم  يؤلم قول غنى يُحَرِّم ما يفعله هو فى كل يوم ؛ لنفسه ولعياله ويتباهى برحمته لقططه وكلابه بأنه يطعمهم معه من نفس الطعام؛ ويأتي يحرمه فقط فى يومٍ فرض الله فيه نصيباً من طعامه للفقراء وكأن ليس الفقراء مخلوقات تستحق الرحمة وهم أقل من الحيوان الذى يؤييه! هؤلاء لا رحمةَ لهم بل هم ممن"يراؤون ويمنعون الماعون".

 

كل ما يمكننا قوله اليوم  للناس هو ما قاله النبى الكريم  "احسنوا الذِبحة" وإحسان الذبح يكون بما يتوافر من أساليب حديثة تريح الذبيحة ولا تؤذوا الناس بالمناظر والمخلفات والروائح الكريهة فللذبح مكان مخصص وطرق رحيمة. فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير وأطعموا القانع والمعتر. 

 

"ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً". 

 

وكل عام وأنتم بخير







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة