سعيد الشحات

"حليموف" الإرهابى من طاجكستان إلى سوريا

الأحد، 10 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى معركة تحرير دير الزور من «داعش» وقع حدث لافت، فبينما قامت طائرات هليكوبتر تابعة لأمريكا بإجلاء بعض قادة مسلحى داعش، فإن القوات الروسية قالت إنها قتلت أربعة من قادة التنظيم، منهم أمير منطقة «دير الزور» أبو محمد الشمالى وهو المسؤول عن الشؤون المالية فى التنظيم،و «غل مراد حليموف» وزير الحرب فى التنظيم.
 
وفى التفاصيل: عملية الإجلاء كشفتها مصادر روسية أبرزها عضو لجنة الأمن والدفاع فى مجلس الفيدرالية «الشيوخ» الروسى فرانس كلينتسيفيش، الذى أكد أنه تم نقل زعماء حرب متنفذين من داعش فى دير الزور نهاية الشهر الماضى، وأن العدد بلغ 22 عنصرا، وقامت مروحية تابعة للقوات الجوية الأمريكية ليلة 26 أغسطس بإجلاء قياديين اثنين من أصول أوروبية، برفقة أفراد عائلتيهما من المنطقة التابعة لبلدة «الطريف» فى ريف مدينة دير الزور، وبعد يومين نفذت القوات الأمريكية عملية أوسع بإجلاء حوالى 20 قياديا آخرين من التنظيم من منطقة «البوليل» جنوب غربى دير الزور، ونقلتهم إلى شمال سوريا».
 
وفيما جرى نفى أمريكى على هذه الاتهامات رد «كلينتسيفيش» على صفحته فى فيس بوك طبقا لجريدة الحياة اللندنية: «مسألة قيام طائرات هليكوبتر تابعة للتحالف الدولى بقيادة واشنطن بإجلاء بعض قادة مسلحى داعش من دير الزور هى وقاعة ثابتة مائة فى المائة»، وقال: «أنا كشخص شارك فى الحرب فى أفغانستان، أستطيع أن أؤكد مشاركة الأمريكيين المباشرة إلى جانب الأصوليين المتشددين، كنا نشعر بهذا باستمرار».
 
أما فى مسألة قتل القوات الروسية لأربعة من قادة التنظيم، ففى تفاصيلها أن، حليموف كان قائدا فى الشرطة الخاصة فى طاجكستان، وانضم قبل عامين مع 6 من زملائه إلى تنظيم داعش، وشغل منصب وزير الحرب بعد مقتل أبو عمر الشيشانى قبل شهور، أما «الشمالى» فكان فى تنظيم القاعدة، وانتقل إلى «داعش» أسهم فى نقل الإرهابيين إلى سوريا عبر تركيا ودول أفريقية وعربية وأوروبية.
 
هى الحرب التى نرى فيها أمريكا ضد الإرهاب فى العلن، لكنها تحمى أطرافه فى السر، ونرى فيها روسيا ضد الإرهاب فى السر والعلن، غير أن المثير فيما حدث فى مسألة «الإجلاء»، وفى مسألة «التصفية» أننا أمام إرهاب متعدد الجنسيات، فالذين تم إجلاؤهم فيهم أوربيون، والذين تم تصفيتهم ليسوا سوريين، هؤلاء جميعا ذهبوا إلى الأراضى السورية بوهم أنهم يخوضون حربا مقدسة، وأن تحقيق النصر فيها يؤدى إلى نقلها لأماكن أخرى، وهكذا تبقى الحرب إلى اليوم الذى يتحقق فيه «أسلمة هذا العالم».
 
الحرب من أجل تحقيق وهم «أسلمة العالم» توظفه أمريكا وإسرائيل لتحقيق مصالحهما، فمن يستفيد غيرهما مما جرى فى سوريا؟ ومن يستفيد غيرهما مما جرى فى العراق؟ ومن يستفيد غيرهما مما جرى فى ليبيا؟ ومن يستفيد غيرهما مما جرى فى اليمن؟.
 
لماذا يقطع «حليموف» المسافات من طاجكستان إلى سوريا، ويصبح وزيرا للحرب فى داعش؟ الإجابة لا يجب أن تتوقف عند أنه ذهب إلى وسريا كى ينفذ على الأرض قناعاته الإرهابية، وإنما يجب مساءلة هؤلاء الذين أتاحوا له الفرصة وساعدوه، فلو نجح فى مقصده، كان من الطبيعى أنه سينتقل من سوريا إلى غيرها من بلداننا العربية، هكذا «حليموف»، وهكذا «الشمالى» وهكذا كل الذين تم قتلهم فى الغارة الروسية وكل الذى أجلتهم القوات الأمريكية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة