تخرجت فى كليتى السياسة والاقتصاد والآداب قسم اللغة العربية فى آن واحد، وحصلت على العديد من الجوائز فى الأدب والقصة القصيرة من الجامعة، ولكنها توقفت عن ممارسة هوايتها التى تتمثل فى الكتابة وبدأت العمل الوظيفى وتدرجت فى العديد من الوظائف حتى وصلت لمناصب مرتفعة فى شركات دولية لأن "الكتابة ما بتأكلش عيش" كما أقنعها البعض فتوقفت عنها لمدة 16 عاما، تلك هى قصة الكاتبة هدى أنور صاحبة فكرة "المعكتف الكتابى".
المعتكف الكتابى
قررت هدى العودة للكتابة بالصدفة بعد أن حضرت كورس بعنوان "إزاى تكتشف شغفك"، ذلك الذى أيقظ بداخلها شغف الكتابة وذكّرها بموهبتها التى أهملتها منذ سنوات طويلة بسبب العمل وروتين الحياة، فقررت حضور ورشة للكتابة منذ 8 أعوام تقريبا، ولاحظت وقتها أن بعض الأشخاص ممن كانوا يعانوا من مشكلة التوقف عن الكتابة يواجهون مشكلة فى ممارستها مرة أخرى رافعين شعار "مش عارف أكتب"، حتى بعد تلقينهم بعض تقنيات الكتابة التى يمكن الاستعانة بها، ولأن الكتابة مثلها كمثل أى هواية يولد بها الإنسان ولا يتم اكتسابها، وبالتالى لن تستطيع تعليم أحد كيفية الكتابة من جديد بعد فترة طويلة من التوقف، ظلت فكرة كيفية مساعدة الكاتب على العودة للكتابة مرة أخرى بعد توقف لفترة طويلة تراودها إلى أن أصدرت أول رواية خاصة بها بعد أن سافرت إلى سانت كاترين واختارت لها عنوان "صوفى"، تطلبت منها 20 شهراً لكتابتها، وبعدها قررت نقل تجربتها التى ساعدتها على اجتياز مرحلة التوقف عن الكتابة للآخرين.
بدأت تنفيذ فكرتها "المعتكف الكتابى" التى تعتمد على تجميع عدد من الموهوبين فى الكتابة فى معسكر فى أى مكان قريب من القاهرة مع بداية عام 2017، واعتمدت فيها على مساعدة الكتاب على التخلص من الضغوط النفسية والاجتماعية ومحاولة التحرر من القيود التى تعيقهم عن الكتابة، مثل التخلص من فكرة "أنا مش قادر أكتب"، ويكون ذلك من خلال إعطائهم دفعة من الحماس للبدء من جديد.
المعتكف الكتابى
يتم التقدم للمعتكف الكتابى من خلال ملء استمارة اشتراك، ثم تقوم الإدارة بعمل تقييم للمتقدمين من خلال التواصل معهم، وتكون مدة الاعتكاف ثلاثة أيام فقط، ويكون التقييم من خلال التأكد من امتلاك الشخص لموهبة وشغف الكتابة، ورغبته الحقيقية فى تقديم أعمال أدبية بالفعل، وأن الأمر بالسبة له ليس مجرد رحلة الهدف منها هو الاستجمام، أو التمكن من نشر أعماله الأدبية فقط، حيث يتعاون المعكتف مع بعض دور النشر التى تساعد المشتركين فيه على نشر أعمالهم من خلالها.
المعتكف الكتابى
لا يقتصر دور المعكتف على ذلك فقط، حيث يتم متابعة كافة الأدباء بعد العودة منه ويتم تشجعيهم على إنتاج أول أعمالهم، وقد تم نشر أول عمل وليد للمعكتف وهو رواية بعنوان "ولنا فى الفراق حياة" للكاتب محمود فريد، وفى انتظار إصدار مجموعة قصصية وشعرية من أعمال رواد المعتكف خلال عام 2018.
وعن حلمها قالت: أرغب فى وجود جيل آخر متميز من الأدباء والمفكرين يمكن احترام أعمالهم لمواجهة الفيض الموجود فى الوسط الأدبى من الأعمال التى لا تُقرأ، كما أحلم بأن تكون مصر منارة للأدباء العرب من خلال رفع شعار "تصدير الفكر من مصر" من خلال نشر المعتكف الكتابى فى كافة أنحاء الوطن العربى، لنستطيع من خلالها نشر أعمال الكتاب العرب فى مصر أيضاً.
المعتكف الكتابى
المعتكف الكتابى