آثار كتاب "مات الكلام، عن "دار الياسمين" لـ حسن الحلوجى، الكثير من الجدل، لاحتوائه على 104 صفحات فارغة، لا يوجد بها كلمات.
الكاتب اختار الورق الفارغ فى كتابه لتعبيره عن رفض لحال الكتابة والإبداع، وهذا ما يظهر من خلال كلمته على غلاف الكتاب حيث نقرأ: "مات الكلام وترك الأوراق فارغة وانحبست العبارات فى الصدور خشية الرقيب ولوم اللائمين، وتراجعت البلاغة، وخلت الصفحات من المعانى، فلم يجرؤ على الظهور سوى الكلام التافه والمزيف والملاوع والمتحفظ والرتيب والمستهلك وفاقد التأثير.
الكتب ذات الورق الأبيض أو الفارغة لم تكن ظاهرة جديدة قدمها الحلوجى، فسبقه فيها الشاعرة وفاء المصرى حيث قدمت كتاب عام 2008، بعنوان "كل ما قام به العرب: حيال الجرائم الصهيونية والإرهاب الأمريكى منذ توقيع ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945 حتى "الاحتلال الأنكلو ـ أمريكى" للعراق" يتكون من 537 صفحات من الورق الفارغ، وهى ما فسرته الكاتبة من خلال تصريحات صحفية قائلة "ما أزعمه أيضا هو أن البياض الجوهرى بالكتاب يعتبر أفضل تعبير وأن الصمت الأبيض العميق اللادغ والعصار كان أنسب فى التعبير عن الألم بالنسبة لى".
كما قدم الفنان التشكيلى عصمت داوستاشى كتابا فارغا تحت اسم "معرض فى كتاب" وطلب المؤلف خلال الكتاب من القارئ أن يملأ هو الصفحات البيضاء كيفما شاء يكتب أويرسم، وذلك اعتراضا منه على تغيير المادة 67 من الدستور عام 2005، التى تعمل على توريث الحكم فى مصر، على حد زعمه.
عربيا قام الإعلامى السعودى تركى الدخيل فى عام 2011، بتقديم كتاب ضمن الكتب الفارغة حمل بعنوان "كيف تكسب المال بأقل مجهود" ضمن مجموعة إصدارات للكاتب وقعها ذلك الوقت وصدرت عن دار مدارك للنشر.
والحق به مقدمة كتب عليه "يمكن أن يكون الكتاب مناسبا كأهداء، وباستطاعتك أن تستخدمه لكتابة مذكراتك أو يومياتك، على أننا لا نشترط أن تكون الملاحظات مندرجة تحت عنوان الكتاب".
أما عالميا فقدم البروفيسور شريدان سيموف قدم فى عام 2011 كتابا حمل عنوان "الأمور التى تشغل تفكير كل رجل: الى جانب التفكير فى الجنس".
وعلى غلافه، زعم عنوان الكتاب أن المحتوى سيكشف عن كل الأمور التى تدور فى ذهن كل رجل إلى جانب انشغاله بالتفكير فى ممارسة العلاقة الحميمة.
كما أن الطبيب النفسى "آلان فرانسيس" عام 2014، كتب كتابا يحتوى على أكثر من 128 صفحة فارغة "Every Thing Men Know About Women" أو "كل ما يعرفه الرجل عن المرأة"، وكان التعبير الذى يقصده المؤلف هو "أن الرجال لا يعرفون شيئًا عن النساء".
أما الكاتب هشام أصلان فقال إن مثل الكتب تعتبر إحدى وسائل التعبير عن الرأى أو الاحتجاج، موضحا إنه طريقة استخدمت فى مختلف دول العالم، وليست بجديدة على الأوساط الثقافية والآدبية.
وأضاف "أصلان" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه ضد اتهام تلك الطريقة بالاستعراض أو الشو، مؤكدا أن على الجميع أن يعبر بالطريقة التى يحبها، وليس عليه كمتلقى أن اتهمه بالاستعراض".
وعن تجربة "الحلوجى" أكد صاحب كتاب " شبح طائرة ورقية" أنه نجح فى لفت الانتبه إليه وإنه له أسبابه وذلك حقه.