كريم عبد السلام

الطريق إلى الدوحة يبدأ بتل أبيب

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستظل الحالة القطرية محيرة وعصية على التحليل، إذا تعاملنا مع ما تثيره الإمارة الإرهابية من مشكلات وأزمات على أنها خيارات سياسية لدولة مستقلة، فكيف يقبل المجتمع الدولى أن تدعم دولة ما عصابات ومنظمات وجماعات الإرهاب فى مختلف أنحاء العالم دون أن يفرض عليها عقوبات أو أن يتدخل عسكريا لردعها، خاصة إذا كانت هذه الدولة من التفاهة والضعف بحيث لا تستطيع حماية خياراتها السياسية الشاذة والمروق من المجتمع الدولى.
 
نحن نتكلم هنا عن دويلة تافهة بدون مناعة سياسية ولا حصانة عسكرية، ويمكن اجتياحها فى ربع ساعة والقبض على العصابة الحاكمة هناك ووضعهم فى السجون مثلما فعل جورج بوش الأب مع مانويل نورييجا ديكتاتور بنما، فلم يكتف بالإطاحة به أواخر الثمانينيات من القرن الماضى بل أودعه السجون الأمريكية بتهمة التجارة فى المخدرات، لكن لماذا لا تفعل واشنطن ذلك ولماذا تترك القوى الأوربية الكبرى تميم وتنظيم الحمدين يرتكبون جرائمهم فى وضح النهار؟ 
 
لا أحد يتكلم ويبرر الدور القطرى المشبوه فى العالم بأنه نتاج لحسن استثمار الثروات القطرية، وكيف أن استثمارات الصندوق السيادى القطرى فى الغرب والشرق تمنح تنظيم الحمدين سطوة دولية وحصانة من المحاسبة عن جرائم دعم الإرهاب والتآمر على دول الشرق الأوسط والمنطقة العربية وكذا عدد من دول أفريقيا وآسيا، فالأموال القطرية المستثمرة فى الشرق والغرب يمكن أن يتم تجميدها ومصادرتها فى لحظة لو أرادت الإرادة الحاكمة فى العالم ولكم فى التجربة القذافية والخمينية المثل الواضح فى الماضى القريب، وكذا تجربة كوريا الشمالية المثل الحاضر رغم قوة وصلابة بيونج يانج وامتلاكها أسلحة الدمار الشامل وحرص الولايات المتحدة والغرب على عدم الصدام معها.
 
الطريق إلى ردع الدوحة إذن لا يمر بالقصر الأميرى مباشرة ولا يحتاج إلى وساطة كويتية أو عمانية، بل يستلزم مواجهة ومفاوضات مباشرة مع محركى الدمى فى واشنطن وتل أبيب فهما اللاعبان الحقيقيان اللذان يحركان تميم وتنظيم الحمدين ويسولان لهما ارتكاب جرائمهما ويسبغان عليهما الحماية، ولابد من خوض المباراة مع اللاعبين الأصليين بالأوراق المتاحة وهى كثيرة اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا للوصول إلى نقطة فاصلة بشأن المخططات والمشاريع المعدة للمنطقة العربية إذا كانت واشنطن راغبة فى علاقات تجارية واقتصادية وعسكرية مستقرة وإذا كانت تل أبيب راغبة فى سلام حقيقى مع مختلف الأطراف العربية.
 
لذلك، لا يجب الحديث عن وساطة جديدة بين دول الرباعى العربى والدوحة ولا الالتفات إلى ما يصدر عن مسؤولى قطر من تصريحات بشأن التفاوض أو المصالحة أو الحفاظ على السيادة، فتلك الإمارة الوظيفية لا تملك من أمرها شيئا وإنما تأتيها الأوامر بالتحرك فى هذا الاتجاه أو ذاك، وبالتالى فكل جهد يعول على تغير سياسات تنظيم الحمدين هو محض عبث، وكل تحرك يتوجه إليهم مباشرة هو تضييع للوقت ولا طائل من ورائه، فالأجدى التوجه مباشرة إلى محركى الدمى القابعين فى واشنطن وتل أبيب.
 
والتوجه إلى محركى الدمى فى واشنطن وتل أبيب للتفاوض بشأن المخلب القطرى أو الدور التركى، ينبغى الإعلان عنه ونشر المتاح من تفاصيله حتى يعرف ويدرك المواطن العربى كيف تدار الأمور فى تلك الدويلات الكارتونية التى يمكن دعسها فى ثوان، ويعرف أيضا كيف ظل تنظيم الحمدين يلعبون دور والى عكا الخائن فى عصرنا الراهن، بعد أن أضفوا على مصطلحات الخيانة والعمالة والخسة تعبيرات جديدة من قاموس السياسة الدولية الفضفاض وصدقوا أنفسهم!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة